دعا مدير مكتب الشؤون الخارجية لمنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الإيغور، شمال غرب الصين، شيو غويشيانغ، الكويتيين إلى الاستثمار في المنطقة التي تتمتع بموارد اقتصادية وتجارية، وإلى زيارة الإقليم للسياحة والتعرف على تاريخ المنطقة التي تتميز بتنوع غني للعرقيات والثقافات، فضلاً عن وجود محميات طبيعية خلابة مثل بحيرة تيانتشى، ومعناها البحيرة السماوية.

وحث شيو، خلال لقاء مع «الجريدة» ووفد من وسائل إعلام كويتية في مدينة أورومتشي عاصمة شينجيانغ، المستثمرين الكويتيين على الاستفادة من الفرص المتاحة في الإقليم، الذي يعد محطة مهمة على مشروع «الحزام والطريق» ويسكنه 25 مليون نسمة، بينهم 45 في المئة من الإيغور، و42 في المئة من قومية الهان، إضافة إلى تجمعات من قوميات الطاجيك والهوي والكازاخ، ويصل عدد المسلمين فيه من القوميات المتعددة إلى نحو نصف عدد سكانه.

Ad

وأوضح أن «الإقليم يتمتع بفرص استثمارية واعدة في قطاعات الزراعة واللحوم والسياحة والصناعات النفطية، لكونه يزخر بالنفط والغاز»، وكلها قطاعات يمكن أن تهم المستثمر الكويتي، لافتاً إلى أن السلطات المحلية في الإقليم يمكنها المصادقة على أي مشاريع استثمارية، غير أن المشاريع الكبيرة وذات الطابع الوطني، تحتاج إلى موافقة السلطات المركزية في بكين.

وحض على إقامة حوارات بين الاقتصاديين من شينجيانغ والكويت لاستكشاف فرص الاستثمار، وكذلك الآليات التي يمكن العمل من خلالها، لضمان سهولة وفعالية التعاون الاقتصادي المربح للطرفين.

وذكر المسؤول الصيني أن شينجيانغ منطقة منفتحة على الجميع، ووصل عدد السياح إليها في النصف الأول من 2023 إلى 102 مليون زائر، مؤكداً، في رد على سؤال من «الجريدة»، أنه ليس هناك أي قيود على دخول الأجانب إلى الإقليم بل على العكس من ذلك، تبنت السلطات المحلية سياسة خاصة لتشجيعهم على القدوم، في وقت تمنى أن يتم تعزيز التواصل بين الكويت وشينجيانغ، حاثاً الكويتيين على زيارة الإقليم، والتعرف على التاريخ الغني والمتنوع للمنطقة.

وبينما شدد شيو على أن جميع القوميات التي تسكن في الإقليم تتمتع بثقافتها ذات الخصائص المتميزة، أشار في هذا السياق إلى إقرار لائحة لحماية ثقاقات الأقليات، مبيناً أن منصبي رئيس الحكومة المحلية للإقليم ومدير اللجنة الدائمة لنواب الشعب تتولاهما شخصيات من الأقليات يتم انتخابها من قبل الشعب.

واستعرض عدداً من الهجمات الإرهابية التي ضربت الإقليم خلال السنوات الماضية، بسبب الأفكار المتطرّفة، مؤكداً أن «الحكومة المركزية بدأت مكافحة هذا التطرّف والإرهاب ضمن إطار قانون مكافحة الإرهاب والتطرف والقوانين الدولية، ونجحت في القضاء على الجماعات الإرهابية، ووقف نشاطها منذ 2016، من خلال التعليم والتنمية».

وشدّد على أن «جهود شينجيانغ لمكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف ليست مرتبطة بمناطق خاصة أو مجموعات إثنية أو أديان معينة خصوصاً الدين الإسلامي»، متهماً بعض وسائل الإعلام الغربية بنشر تقارير كاذبة تشوه جهود شينجيانغ في هذا الصدد.

وفي تفاصيل الخبر:

كان إقليم شينجيانغ الذاتي الحكم لقومية الإيغور في الصين تحت الأضواء العالمية منذ سنوات، وقد أثارت التقارير الغربية حوله الكثير من علامات الاستفهام والشكوك، متحدثة عن سجون جماعية لملايين المسلمين من عرقية الإيغور، وسرقة أطفال المسلمين، وفرض قيود أمنية على دخول وخروج السكان والزوار، وإجبار المسلمين على تغيير عاداتهم وممارساتهم الدينية، فضلاً عن استهداف ثقافتهم وإرثهم الحضاري.

«الجريدة»، بدعوة كريمة من السفارة الصينية لدى الكويت، شاركت في جولة بهذا الإقليم الذي يقع في زاوية الصين الشمالية الغربية، والذي يعيش فيه أكثر من 25 مليون نسمة من قوميات واتنيات متعددة، أبرزها الأيغور والهان، وعاينت بنفسها كيف يعيش سكان هذا الإقليم، وما يتمتعون به من مكتسبات، ولمست حرص السلطات الصينية المركزية والحزب الشيوعي على الحفاظ على التنوع الغني، الذي تزخر به شينجيانغ، والذي يمنحها هوية مميزة، واستغلال هذه الهوية في تحويل المنطقة إلى مركز سياحي يجتذب الزوار من داخل الصين ومن خارجها، ما جعل السياحة رافدا إضافيا من روافد عملية تنمية المنطقة التي تملك موارد كبيرة، ويمكنها لعب دور تجاري، حيث تعتبر محطة على مشروع «الحزام والطريق» وتشكل حلقة وصل بين شرق الصين ودول آسيا الوسطى والهند من خلال حدودها من منغوليا وقرغيزستان وطاجيكستان وباكستان والهند، بالإضافة إلى ممر ضيق مع أفغانستان.

وقد زار وفد «الجريدة» مدينة أورومتشي، عاصمة الإقليم، ضمن جدول غني بالأنشطة للتعريف بتاريخ المنطقة، والعوامل التي اثرت وشكلت هذا التنوع في مجتمع شينجيانغ. وضمن المحطات متحف أورومتشي الذي يستعرض تاريخ المنطقة التي كانت تعرف قديما باسم المنطقة الغربية، والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنوات.

نحو مزيد من الشفافية

وفي إطار الجولة التقى وفد «الجريدة» مدير مكتب الشؤون الخارجية لمنطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الإيغور، شيو غويشيانغ، حيث كان لقاء معمقا حول واقع شينجيانغ الحالي، والموارد والفرص الاقتصادية في الإقليم، والشكوك التي زرعتها التقارير الغربية حول مرحلة مكافحة الإرهاب التي توجت في 2016 بنجاح السلطات الصينية في وقف العمليات الإرهابية التي كان يشنها انفصاليو شينجيانغ منذ اربعينيات القرن الماضي.

وخلال اللقاء، الذي تميز بالصراحة والشفافية، حرص خلاله شيو على الإجابة عن كل الأسئلة من دون تحفظ، مقراً بوجود نقص وثغرات في بعض الأمور، كعدم اهتمام السلطات بالسابق في جمع وتسجيل وتخزين البيانات، مثل العدد الإجمالي لضحايا العمليات الإرهابية، موضحا أن السلطات الصينية تسعى حالياً بشكل حثيث إلى جمع كل البيانات وتسجيلها ومشاركتها لإتاحة المزيد من الشفافية، خصوصا للاعلام الذي يرغب في تكوين رأي موضوعي حول المنطقة التي ساهمت التقارير الغربية بإحاطتها بضبابية موسومة بالسلبية.

فرص واعدة تنتظر

ودعا شيو المستثمرين الكويتيين للاستفادة من الفرص المتاحة في إقليم شينجيانغ، وأوضح أن «الإقليم يتمتع بفرص استثمارية واعدة في قطاعات الزراعة واللحوم والسياحة والصناعات النفطية، لكونه يزخر بالنفط والغاز»، وكلها قطاعات يمكن أن تهم المستثمر الكويتي، سواء الحكومة أو القطاع الخاص.

وبين أن السلطات الذاتية في الإقليم يمكنها المصادقة على أي مشاريع استثمارية، مشيرا في هذا الإطار إلى أن المشاريع الاستثمارية الكبيرة وذات الطابع الوطني، تحتاج إلى موافقة السلطات المركزية في بكين.

وحض في هذا الإطار على حوارات بين الاقتصاديين من منطقة شينجيانغ ودولة الكويت لاستكشاف فرص الاستثمار، وكذلك الآليات التي يمكن العمل من خلالها، لضمان سهولة ويسر التعاون الاقتصادي المفيد للطرفين.

تعالوا... لا قيود

وذكر المسؤول الصيني أن شينجيانغ منطقة منفتحة على الجميع، وكانت تستقبل عدداً كبيراً من السياح قبل جائحة «كورونا»، مشيراً إلى أنه ليس هناك أي قيود على دخول الأجانب إلى الإقليم بل على العكس من ذلك فإن السلطات المحلية تبنت سياسة خاصة لتشجيع الأجانب على القدوم وزيارة المنطقة. وتمنى أن يتم تعزيز التواصل بين الكويت وشينجيانغ، وحث الكويتيين على زيارة الإقليم، والتعرف على التاريخ الغني والمتنوع للمنطقة، كاشفاً أن هناك اقتراحاً قيد الدرس لفتح خط طيران مباشر من دبي إلى مدينة أورومتشي، عاصمة الإقليم، ما يقصر مدة الرحلة من منطقة الخليج إلى الإقليم.

الحرية الدينية

ولفت إلى أن الإقليم متعدد القوميات والديانات، يسكنه 25 مليون نسمة، بينهم 45 في المئة من الإيغور، و42 في المئة من قومية الهان، إضافة الى تجمعات من قوميات الطاجيك والهوي والكازاخ، موضحاً أنه، بحسب الدستور الصيني يتمتّع الناس بحق ممارسة حريتهم الدينية، والحكومة تؤمّن الكثير من الإجراءات لحمايتهم».

وقال إن الرئيس شي جينبينغ زار الإقليم مرتين في (2014 و2022)، ودعا إلى الاهتمام بالثقافات المتنوعة في شينجيانغ، والعمل على رفع مستوى معيشة السكان، وبالفعل منحت الحكومة دعماً مالياً قوياً للإقليم في العقد الماضي، وطالبت 13 مقاطعة في شرق الصين بدعم الإقليم، وهو ما يعكس اهتمام الحزب الشيوعي الحاكم والحكومة المركزية بالإقليم.

وشدد شيو على أن السلطات لم تحاول القضاء على الأقليات أو إبادتهم، حيث إن جميع القوميات التي تسكن في الإقليم تتمتع بثقافتها ذات الخصائص المتميزة. وأشار في هذا السياق إلى أن لجنة الحزب في شينجيانغ أقرت لائحة لحماية ثقاقات الأقليات، وهو أمر استثنائي في الصين التي يحكمها الحزب الشيوعي، الذي لا يحبذ التوجه الى المواطنين على أساس قومياتهم وأعراقهم. واستعرض الجهود الحكومية في حماية حقوق الأقليات، لافتاً إلى أن منصبي رئيس الحكومة المحلية للإقليم ومدير اللجنة الدائمة لنواب الشعب تتولاهما شخصيات من الأقليات يتم انتخابها من قبل الشعب.

ورداً على سؤال عن عدد المسلمين في الإقليم، أوضح شيو أن هناك 10 قوميات أغلبيتهم من المسلمين، بما في ذلك الإيغور، وأشار إلى وجود صعوبة في إحصاء عدد المسلمين، حيث يسمح الدستور الصيني لأي مواطن بتغيير دينه، كما ان الدستور لا يعرف المواطنين حسب انتماءاتهم الدينية.

وانتقد شيو «بعض وسائل الإعلام الغربية لنشرها أكاذيب سياسية تفتقر إلى الأدلة الكافية حول شينجيانغ، حيث تتعايش القوميات المختلفة تعايشا منسجما، كما تلقى حقوق حرية الاعتقاد وتنظيم الأنشطة الدينية وحماية وتقليد ثقافات القومية لأبناء الشعب من جميع القوميات، بما فيها الإيغور حماية فعالة».

التجربة الصينية ضد الإرهاب

واستعرض شيو عددا من الهجمات الإرهابية التي ضربت الإقليم خلال السنوات الماضية، بسبب الأفكار المتطرّفة، التي قال انها تسببت في الانفصال بين مختلف القوميات في الإقليم، حيث استعمل المتطرفون الدين الإسلامي ذريعة، رغم أن الإسلام بريء من كل أعمالهم، موضحا أن «الفقر وعدم التعليم كانا من أهم الأسباب وراء انجرار البعض خلف تلك الأفكار الهدامة»، مشيراً إلى أن «الحكومة المركزية بدأت مكافحة هذا التطرّف والإرهاب ضمن إطار قانون مكافحة الإرهاب والتطرف والقوانين الدولية، ونجحت في القضاء على الجماعات الإرهابية، ووقف نشاطها منذ 2016، من خلال التعليم والتنمية».

وقال المسؤول المحلي إن الصين نجحت في القضاء على الإرهاب بمدة قصيرة لمكافحتها هذه الآفة بحزم وقوة، وعدد اربع نقاط اعتمدتها بلاده في مكافحتها الإرهاب، وهي: الالتزام باتفاقيات الأمم المتحدة، والتعامل بحزم ومن دون رحمة مع الإرهابيين، وتحسين التعليم لدى الشرائح التي تتلقى تعليما جيدا وغالبا ما تتاثر بالفكر المتطرف، وتحسين المستوى المعيشي للسكان، لأن الفقر يكون محفزا لمعارضة الحكومة.

وشدّد على أن «جهود شينجيانغ لمكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف ليست مرتبطة بمناطق خاصة أو مجموعات إثنية أو أديان معينة»، مؤكّداً أن «كل من ينتهك القوانين الصينية، أو ينخرط في أنشطة إرهابية أو متطرفة، أو يعرض أرواح الناس وممتلكاتهم للخطر سيخضع للعقاب بموجب القانون، ولكن مع ذلك، أصرت بعض وسائل الإعلام على نشر تقارير كاذبة من خلال تشويه وتلطيخ جهود شينجيانغ في مكافحة الإرهاب».

وقال إن «القضاء على تهديدات الإرهاب والتطرّف وحماية الناس وأمنهم وضمان تمكن الشعوب من العيش في بيئة اجتماعية سلمية، كلها قضايا رئيسية يتعين على أي حكومة مسؤولة في العالم أن تواجهها وتتعامل معها».

لا معسكرات ولا فصل للاطفال

ونفى شيو صحة التقارير الغربية التي تشير إلى وجود معسكرات اعتقال كبيرة تضم أكثر من مليون من مسلمي الإقليم، مؤكداً في الوقت نفسه أن الحكومة أنشأت مدارس للتأهيل والتعليم المهني، استفاد منها المتأثرون بأفكار التطرف، واكتسبوا منها مهارات حسّنت معيشتهم الى الأفضل بعض خروجهم منها، لافتاً إلى أن الحكومة قدّمت مساعدات نفسية وصحية للملتحقين بهذه المراكز.

ولفت بهذا الصدد الى أنه في أكتوبر 2019 خرج آخر الملتحقين بهذه المراكز، وأصبح حالياً من رواد الأعمال. كما أسست الحكومة مصنعاً للنسيج، ووظفت الكثير من العمال الريفيين الذين كانوا من رعاة الغنم في الجبال، ولكن اليوم باتوا عمالا متدربين وتحسن دخلهم.

مواطنون صينيون في السوق الشعبي

وعلى عكس التقارير الغربية التي تحدثت عن فصل أطفال الإيغور عن أهاليهم، قال شيو إن «الحكومة المركزية خصصت إقليم شينجانغ بامتياز لا تتمتع به باقي المناطق من خلال منح سكان الإقليم تعليما مجانيا لمدة 15 عاماً، وبناء مدارس مع سكن داخلي يتلقى فيها التلاميذ التعليم والطعام والسكن، وهو ما حظي بمباركة من الأهل».

ورفض شيو «المزاعم المتعلقة بالإبادة الجماعية في شينجيانغ»، نافياً في الوقت نفسه اضطهاد الصين للمسلمين.

واستنادا إلى بيانات الإحصاء السكاني الصينية، التي تظهر تزايد عدد سكان الإيغور في شينجيانغ، أكد شيو أنه «يوجد في شينجيانغ أكثر من 10 ملايين مسلم، وعدد كبير من المساجد، وهذا يدل على أن حرية اعتقاد الدين للمسلمين تحت احترام وحماية بشكل كامل».

وقال في هذا الصدد إن «بعض الدول ووسائل الإعلام تلعب دورا سلبيا في قضايا شينجيانغ، متجاهلةً تماماً الإنجازات الهائلة التي حققتها الحكومة الصينية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وتتدخل تدخلاً سافراً في شؤون الصين، وتشوّه صورتها في المجتمع الدولي باستغلال قضايا شينجيانغ بهدف عرقلة تنمية الصين»، مشيراً إلى أن «بعض وسائل الإعلام الغربية ووسائل التواصل الاجتماعي تنشر الكثير من النصوص والصور ومقاطع الفيديو المزيفة المتعلقة بقضايا شينجيانغ، بهدف تشويه الوقائع وتضليل الرأي العام».

بناء المساجد

وعن آلية بناء مساجد جديدة في ظل ما تشهده أورومتشي من حركة بناء مزدهرة، أوضح أنه على المسلمين الراغبين في بناء مسجد التقدم بطلب الى الجهات المختصة بشؤون القوميات والديانات في الحكومة عن طريق الاتحاد الإسلامي الصيني، وتقوم الحكومة بالموافقة على الطلب، حسب رغبة المسلمين، آخذة بعين الاعتبار التخطيط المدني وخطط التنمية الخاصة بالمنطقة المعنية.

وتحدث المسؤول الصيني عن العلاقات العربية ـ الصينية المميزة، وعن تعزيز التواصل بين الصين، وكذلك إقليم شينجيانغ وبين الدول العربية في السنوات المقبلة، حيث تبادل الجانبان الزيارات، كاشفاً في هذا الإطار عن زيارة مقبلة لوفود صينية الى جامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي.

وعبّر شيو عن رغبته في زيارة الكويت مجدداً التي كان زارها في السابق برفقة وفد صيني حكومي.

العبدالله

في المقابل، أشاد رئيس الوفد الكويتي، الزميل يوسف العبدالله، بالإجراءات الصينية الفعالة لمكافحة الإرهاب مع تحسين مستويات معيشة الشعب، وتعزيز الوحدة القومية، لافتاً في مداخلة له، إلى أن «الصين يجب أن تستمر في لعب دورها في المحافظة على السلام والاستقرار الإقليميين، وتتحد مع الدول الأخرى لمكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى أن «الكويت والصين كلتيهما ضحيتان للإرهاب»، مستذكراً تفجير مسجد الصادق الإرهابي، وتواجد سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الاحمد بعد وقت قصير في موقع التفجير وجملته الشهيرة «هذولا عيالي».

وأشار في هذا الصدد رداً على استفسار من المسؤول الصيني حول التركيبة العرقية للمجتمع الكويتي، بأن الكويت لا يوجد فيها أي تمييز بين المواطنين، أيا كانت أصولهم أو قبائلهم وطوائفهم وأديانهم، لافتاً إلى أن السلطة تعترف بالمواطنين جميعهم على أنهم كويتيون من دون أي تمييز.

تعايش العرقيات والثقافات

منذ العصور القديمة، كان إقليم شينجيانغ موطناً لمجموعات عرقية مختلفة، حيث تتعايش ثقافات عرقية مختلفة.

ومن خلال سنوات عدة من التواصل والتكامل، ازدهرت هذه الثقافات في التربة الخصبة لحضارة الصين، وهي جزء من الثقافات الصينية.

وتحتضن شينجيانغ التنوع الثقافي المتعدد، وتدعم التعلُّم المتبادل بين الثقافات. ويحترم الإقليم ويحمي الثقافات الشعبية بشكل كامل، وبالتالي يُحقق التعايش المتناغم بين الثقافات المختلفة، ويمكِّن الحماية الفعالة والحفاظ على أفضل التقاليد لجميع المجموعات العرقية. ويسكن في الإقليم نحو 25 مليون نسمة، بينهم 45 في المئة من الايغور، و42 في المئة من قومية الهان، إضافة إلى تجمعات من قوميات الطاجيك والهوي والكازاخ.

أكبر مزرعة هواء

أثناء تطبيق فلسفة التنمية الجديدة بشكل كامل وصادق وشامل، تابعت الحكومة المركزية الصينية التقدم، مع الحفاظ على الاستقرار والإصلاح الهيكلي، وكثفت تحول نموذج النمو، وركزت على تعزيز مجالات ومحركات النمو الجديدة. ونتيجة لذلك، ازدادت القوة الاقتصادية الشاملة في شينجيانغ بشكل كبير.

كما أقامت الحكومة الصينية محطة دابانتشينغ لطاقة الرياح (مزرعة هواء) في أورومتشي، والتي تحتل المرتبة الأولى في الصين من حيث الوحدة الفردية، وإجمالي القدرة المركبة.

وللتخفيف من حدة الفقر في بلدة كياريلونغ بمقاطعة كيزيلسو كيرغيز، أنشأت الحكومة منازل ومقار حديثة لتحسين ظروف حياة السكان هناك.

أكثر من 100 مليون سائح

بعد اتخاذ الصين الإجراءات المعنية لمكافحة الإرهاب والتطرف، لم تشهد شينجيانغ أي حادثة إرهابية منذ سنوات، وقُوبلت هذه الإجراءات بدعم من الشعب الصيني، بما فيه القوميات المختلفة في الإقليم.

برج طريق الحرير بقلب السوق الشعبي في أورومتشي

ومع ذلك، تطوَّر قطاع السياحة في شينجيانغ بشكل ملحوظ، وفي الأشهر الـ 10 الأولى من إعلان رفع الإجراءات الطبية الخاصة بمكافحة جائحة كورونا، استقبلت شينجيانغ في النصف الأول من عام 2023 نحو 102.3153 مليون سائح، بزيادة سنوية قدرها 31.49 في المئة، فيما بلغت إيرادات السياحة 92.276 مليار يوان، بزيادة سنوية قدرها 73.64 في المئة. ولم يكن ذلك ممكناً لولا حال الأمان والاستقرار في شينجيانغ.