منذ متى يستهان بمنصب الوزير ويكون الجلوس عليه هشاً لهذه الدرجة خصوصا مع أنباء عن استقالات قادمة؟

نحن نعيش مرحلة من تاريخ الكويت غير مسبوقة منذ التحرير، خلال هذه الفتره ترعرع جنين الفساد حتى شبّ وأنجب من شاكلته غلمان فساد في جميع قطاعات الدولة يستبيحون الحقوق، ويحللون نهب المال العام، ويعتمدون المخالفات اللائحية والمالية والعلمية، هؤلاء الغلمان يحققون غاياتهم على حساب الوطن والشعب.

ما الحل؟ سوبرمان؟

Ad

حتى نظرية المنقذ سوبرمان الذي بيده أن يهزم كل الأوغاد الفاسدين وأن يستعيد السلام والاستقرار لن تنجح، لأن سوبرمان لا يستطيع أن يكون مسؤولا عن كل ما يحدث في كل مكان وزمان، فالله وحده القادر على ذلك.

ما الحل؟ مجلس الشعب؟

لقد وضع الشعب ثقته في أعضاء يمثلون كل أطيافه في مجلس يمثل الأمة ومطالبها من تشريعات مدروسة تسهل وتدعم الإصلاحات المهمة التي تدعم مسيرة إعادة بناء هذا الوطن، فهل استغل غلمان الفساد المجلس، وتعمدوا انحراف بوصلة بناء الوطن وشل أداء الحكومة التي باتت حية وأصبحت موءودة؟!

ما الحل؟

إن قرأت حتى هذا السطر فلعلك تتفق أن هذا الفساد هو فتنة طالت كل فرد وكل بيت من الصغير في المدرسة والطالب في الكلية حتى البالغ في العمل، فنعلم علم اليقين أننا نريد مصلحة الوطن الغالي، وعندما نواجه الواقع نتحول إلى أحد هذه الغلمان ونطلب الواسطة بحق أو ببغي للوصول إلى مآربنا أيا كانت (وظيفة أو معاملة أو استثناء أو موافقة).

نحن من يصلح أو يفسد بيئتنا، ونحن من يسهم أو يعرقل الإصلاح، ونحن من بيدنا صلاح هذا الوطن بأمر الله، وولا نخص ولا نشمل، فقد تفسد قلة صلاح أمة، ومؤكد أن صلاح الوطن بإرادة شعبه الصادقة.

قال ابو القاسم الشابي في أبياته المشهورة:

إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ

فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي

ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ

ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ

تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ

فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ

من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ.