بعد ساعات من توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد على تفجير جسر شبه جزيرة القرم، التي لا تزال في مرمى القصف، شنّ الجيش الروسي سلسلة هجمات انتقامية طوال ليل الاثنين ــ الثلاثاء على أهم ميناءين في أوكرانيا وفي جنوبها وشرقها باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ بالستية، في وقت حذر الكرملين من محاولة تصدير الحبوب دون موافقته.

ووصفت وزارة الدفاع الروسية استهدافها لمدينتَي أوديسا وميكولايف الساحليتين بأنه «هجوم انتقامي كبير بأسلحة عالية الدقة تطلق من البحر»، مؤكدة أنها أصابت أهدافاً ومواقع كان يجري فيها التحضير لهجمات إرهابية وأماكن تصنيع مسيرات بحرية في حوض بناء السفن.

Ad

وذكرت الوزارة أنه «إضافة إلى ذلك، تم تدمير مرافق لتخزين الوقود في مدينتي نيكولاييف وأوديسا، يبلغ حجمها الإجمالي نحو 70 ألف طن، استخدمت لتزويد المعدات العسكرية الأوكرانية بالوقود».

وأكد سلاح الجو الأوكراني أن ميناء أوديسا، الرئيسي لتصدير الحبوب، ومناطق ميكولايف ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا ودنيبروبيتروفسك تواجه تهديد هجمات الطائرات المسيرة، ومن المحتمل أن تستخدم روسيا أسلحة بالستية لمهاجمة مناطق بولتافا وتشيركاسي ودنيبروبيتروفسك وخاركيف وكيروفوهراد.

وفي حين قال رئيس بلدية ميكولايف أولكسندر سينكيفيتش إن حريقاً اندلع بمرافق الميناء على البحر الأسود، ذكرت «الدفاع» الروسية أنها أحبطت مجدداً هجوماً كبيراً بواسطة 28 طائرة مسيرة على أهداف في إقليم شبه جزيرة القرم، مشيرة إلى أنها أسقطت 17، وحيدت 11 بواسطة وسائل الحرب الإلكترونية.

إلى ذلك، وجّه الكرملين، أمس، تحذيراً مبطّناً لسفن تصدير الحبوب الأوكرانية بقوله إنّها ستواجه «مخاطر أمنية» إذا ما واصلت عبور البحر الأسود من دون موافقته.

وغداة انسحاب موسكو من اتفاق رعته الأمم المتحدة وسمح بمرور آمن لسفن التصدير، قال المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنّه «في غياب ضمانات أمنية مناسبة، تظهر مخاطر معيّنة. إذا تمّ إقرار أيّ شيء بدون روسيا، يجب أن تؤخذ هذه المخاطر في الاعتبار».

وأكد بيسكوف تمسك موسكو بموقفها من إمداد الدول المحتاجة بالحبوب الروسية مجاناً، مبيناً أن مسألة توفيرها لإفريقيا ستُناقش خلال قمة سان بطرسبرغ المقررة نهاية يوليو الجاري.

وفي أعقاب قرار روسيا عدم تجديد اتفاق الحبوب، الذي قوبل بانتقادات عالمية شديدة، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأول، أنه مستعد لمواصلة تصدير الصادرات عبر البحر الأسود، مشيراً إلى أنه بعث «رسالتين رسميتين إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يقترح فيهما مواصلة» التصدير. واعتبر أن «أوكرانيا والأمم المتحدة وتركيا يمكن أن تضمن بشكل مشترك تشغيل ممر الغذاء وتفتيش السفن».

وأكد أنه تم تصدير نحو 33 مليون طن من المنتجات الزراعية الأوكرانية إلى 45 دولة بموجب الاتفاق الذي أبرمته أوكرانيا وروسيا في يوليو 2022 بوساطة تركيا والأمم المتحدة.