على وقع التوتر المفاجئ بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وأمين حزب الدعوة نوري المالكي، قام رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أمس بزيارة رسمية هي الأولى من نوعها إلى سورية منذ 2010، التقى خلالها الرئيس بشار الأسد، وأجرى محادثات ركزت على ضبط الحدود، ومعالجة الجفاف، وحل مشكلة اللاجئين وعودتهم.

وخلال مؤتمر مشترك، وجّه الأسد تحية للجيش العراقي و«الحشد الشعبي» لوقوفهما إلى جانبه خلال السنوات الماضية، وأشار إلى أن «العراق قدم أغلى ما يمكن تقديمه، وتوحدت الساحات في مواجهة التنظيمات الإرهابية»، مؤكداً أهمية الزيارة للقيام بخطوات عملية لتعزيز العلاقات الثنائية، لاسيما في ظل الظروف الدولية والتحديات المشتركة.

Ad

وبحث الأسد والسوداني «تعزيز التعاون بمختلف المجالات بما فيها التبادل التجاري والنقل والصناعة، والتنسيق الدائم في مختلف القضايا السياسية، إضافة إلى الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب».

من جهته، ذكر السوداني أنه ناقش مع الأسد سبل ضبط الحدود أمنياً لمكافحة الإرهاب والتهريب وكذلك مكافحة الجفاف الناجم عن تراجع هطول الأمطار وتغير المناخ وقيام تركيا دولة المنبع ببناء سدود، مؤكداً الحاجة للتعاون «لضمان حصص مائية عادلة».

وشدد السوداني على أن بغداد تدعم رفع العقوبات المفروضة على دمشق من جانب الولايات المتحدة والدول الأوروبية منذ 2011، لافتاً إلى أن العراق وسورية «مترابطان تاريخياً وجغرافياً واجتماعياً، إلى جانب روابط الدم المشتركة، فضلاً عن المصالح المتبادلة».

وفي العراق، أقدم أنصار الصدر على اقتحام مقار حزب المالكي وإغلاقها، في عدة محافظات، ليل السبت ـ الأحد، متهمين قيادات الإطار التنسيقي الشيعي بالإساءة إلى آل الصدر.

ونُقل عن مصدر أمني أن عناصر مجهولة استهدفت فجر أمس مقر «الدعوة» العام في النجف بقذيفة «آر بي جي». كما قام أنصار التيار الصدري بإغلاق مقار تابعة للحزب في مناطق بوسط العراق وجنوبه.

وجاء تحرك أنصار التيار بعد اتهام القيادي الصدري حسن العذاري حزب المالكي بالوقوف وراء حملة تتهم رجل الدين الراحل آية الله محمد صادق الصدر بأنه على علاقة مع نظام الدكتاتور الراحل صدام حسين.

وقال العذاري إن هدف الحملة هو «الإساءة والتشكيك بشخص الشهيد ومرجعيته وبالتالي الإساءة إلى الخط الصدري ومبادئه وحوزته الناطقة بشكل عام».

في المقابل، نفى «الدعوة» اتهامات العذاري، قائلاً إن «صفحات صفراء ومزيفة» تدعي أنها محسوبة على الأمين العام للحزب نوري المالكي، الغريم التقليدي لمقتدى الصدر، وتتعمد الإساءة للمراجع الدينية العظيمة.