في خضم الاصطفاف الغربي مع أوكرانيا، أخذت أزمة دعم روسيا الصريح لمجلس التعاون الخليجي في مطالبة الإمارات بجزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى منحى تصعيدياً كبيراً مع إيران، التي أطلق مسؤولوها جملة من المواقف الغاضبة والتحذيرية، بانتظار تحرك أشد من رئيسهم إبراهيم رئيسي بعد عودته من إفريقيا.

وغداة استدعاء طهران لسفير روسيا للاحتجاج على دعم البيان الختامي الخليجي ــ الروسي حق الإمارات في مساعيها لاستعادة جزرها، بدا أن تماسك حليفَي الضرورة بدأ في التصدع، مع إبداء أصوليي إيران الداعمين لتقوية العلاقات مع الكرملين انزعاجهم من الموقف، وتحذيرهم من التقارب السريع، وعدم الانجرار وراء المصالح الروسية على حساب الإيرانية.

Ad

وفي تذكير مباشر للإيرانيين، الذين تناوبوا، خلال اليومين الماضيين، على إطلاق المواقف الغاضبة من البيان الختامي للاجتماع المشترك السادس لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي وروسيا، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه من غير الواقعي انتظار توافقات جديدة بشأن إحياء اتفاق إيران النووي في الوقت الحالي.

وقال لافروف، عقب اجتماع روسيا ــ «آسيان» في جاكرتا أمس: «يبدو لي أنه ليس من الواقعي انتظار ذلك (استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة) الآن، لأنه في غضون عام ستكون هناك انتخابات في الولايات المتحدة، وستأتي إدارة جديدة».

وأضاف: «من يدري أي نوع من الإدارة ستكون، ديموقراطية أم جمهورية؟ لكن لا توجد ضمانات بأن تلك الإدارة الجديدة لن تكرر حيلة الانسحاب من الاتفاق الذي تم التوصل إليه».

وأشار لافروف إلى أن هناك اتصالات غير رسمية وغير معلنة بين واشنطن وطهران حول عدد من الملفات الثنائية، لكن لا علاقة لها بالاتفاق النووي، مضيفاً أن موسكو ترحب بمثل هذه الاتصالات الهادفة إلى تخفيف التوترات بينهما.

من جهة أخرى، تحدث لافروف عن خطط أميركية لنقل مقاتلات «إف 16» لأوكرانيا، محذّراً من أن روسيا ستعتبرها تهديداً «نووياً».

وقال لافروف، لصحيفة لينتا الروسية: «سنعتبر مجرد امتلاك القوات الأوكرانية أنظمة مماثلة تهديداً من الغرب في المجال النووي، ولا يمكن لروسيا أن تتجاهل قدرة هذه الأجهزة على حمل شحنات نووية»، مشيراً إلى أن موسكو حذّرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.

وبعد مشاركته في قمة فيلنيوس وتعهده مع قادة دول مجموعة السبع بتقديم دعم عسكري طويل الأمد لأوكرانيا، زار الرئيس الأميركي جو بايدن أمس فنلندا، التي انضمت إلى حلف شمال الأطلسي في أبريل وطوت صفحة حياد دامت عقوداً بطلب من روسيا بعد الحرب العالمية الثانية، ثم عدم الانحياز العسكري منذ نهاية الحرب الباردة.

واختتم بايدن جولته الأوروبية، التي بدأها الأحد في لندن، بلقاء مع نظيره الفنلندي ساولي نينيستو ورؤساء وزراء الدنمارك ميت فريدريكسن والسويد أولف كريسترسون والنرويج جوناس ستور وأيسلندا كاترين جاكوبسدوتير، ناقش «التعاون بين دول الشمال والولايات المتحدة في قضايا الأمن والبيئة والتكنولوجيا».

وتأتي زيارة بايدن بعدما بدد «الناتو» آمال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إعلان جدول زمني محدد لانضمامه إلى الحلف إلا عندما «تكون الظروف مواتية» وتنتهي حرب روسيا.

وبعد انتقاده قادة «الناتو» لعدم وضع جدول انضمام أوكرانيا، حرص زيلينسكي، غداة ذلك، على التخفيف من حدة خطابه في اليوم الثاني والأخير من القمة، موجهاً كلمة شكر على «المساعدة الضخمة».

ميدانياً، نفذت غارات ليلية لليوم الثالث على التوالي على أوكرانيا، التي حقق جيشها مكاسب جديدة في منطقة زابوريجيا.

وأكد سلاح الجو الأوكراني أنه أسقط 20 طائرة مسيّرة من طراز شاهد الإيرانية وصاروخين بعيدي المدى ليل الأربعاء- الخميس، «في منطقة كييف خصوصاً».