مازال الشارع في حالة نشوة تحرك الأغلبية البرلمانية لإثارة بعض القضايا التي نتمنى أن تكتمل الصورة باستمرار جهودها في التوافق والتكامل والتنسيق بين جميع أعضائها، والالتزام بتعهداتهم في التمسك بالقضايا الشعبية، ولعل الاقتراحات المقدمة بداية موفقة حول قوانين ذات طابع مهم، ولكن ليس الهدف من ذلك اقتراحات مكتوبة بقدر مشاريع قوانين مدرجة على جدول أعمال المجلس ولجانه التي يفترض أن يكون لها دور كبير خلال المرحلة الحالية في تكثيف الجهود واستثمار التعهدات الحكومية في مد يد التعاون مع المجلس.

المطبخ

Ad

عمل اللجان البرلمانية مهم جداً في إقرار المشاريع، لأن مطبخ السلطة التشريعية نواة أساسية في وضع النقاط على حروف القوانين، فضلا عن دور الوزراء المختصين وقياديي أجهزتهم في تبسيط المتطلبات النيابية دون تأخير، لأن جدية التعاون بين السلطتين يكون بإقرار القوانين أولا بأول حتى لا يكون مصيرها الأدراج كسابقاتها.

جدية الحكومة

تعهد السلطة التنفيذية بمد يد التعاون مع السلطة التشريعية تكرار لعناوين وأحاديث وتصريحات حكومات متواصلة، لكن سرعان ما يتحول المسار الى حرب بين الحكومة والمجلس على قضايا تصبح مبرراً لكلا الطرفين لإشعال فتيل الأزمة الذي تكون نهايته تعليق الجلسات، وما يتبعه من إجراءات تصعيدية بالتهديد وصولا إلى الاستجوابات وعدم التعاون، وبالتالي فإن إثبات هذا التعاون وتفويت الفرصة على من يسعون إلى تشتيت الصفوف يكون بالتزام جاد في عدم عرقلة عمل المجلس عند التصويت على القوانين التي تلامس هموم الشارع وتدفع البلاد نحو الأمام.

استثمار الوقت

على النواب استثمار الوقت في تقديم مشاريع القوانين الواحد تلو الآخر، خصوصا أن هناك مشاريع جاهزة منذ المجالس السابقة ولا تحتاج إلا وضع اللمسات النهائية عليها، فضلا عن المشاريع بقوانين التي يجب أن تكون لها الأولوية لإقرارها بصورة عاجلة، حتى لا تضيع الفرصة ونصبح أمام سيناريوهات غير متوقعة، وبالتالي نعود إلى المربع الأول ونعض أصابع الندم على عدم استثمار الوقت لإقرارها طالما الأغلبية النيابية حاضرة.

رسالة

على أعضاء السلطتين النأي بأنفسهم عن النزول إلى القاع في تصفية الحسابات، حتى لا يتشوه المنظر الحضاري في هذا الالتفاف الشعبي للمجلس والحكومة، وأن يبعثوا برسالة واحدة مفادها أن الديمقراطية الكويتية كانت ولاتزال وستبقى مهارة في التعامل مع الآخرين.

آخر السطر:

من المفيد استثمار الوقت لتحقيق ما تصبو إليه.