مع انتقال زعماء حلف الأطلسي (الناتو) لمناقشة ملفات منطقة المحيطين الهادئ والهندي والقضايا المتعلقة بروسيا والصين والأوضاع الأمنية سريعة التغير في اليوم الثاني والأخير من قمتهم في فيلنيوس، تعهّدت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (G7) أمس بتقديم دعم عسكري «طويل الأمد» لأوكرانيا، لمساعدتها في التصدّي للغزو الروسي وردع روسيا عن شنّ أيّ هجوم في المستقبل.

وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان، في بيان على هامش اجتماعات قمّة الحلف في فيلنيوس، «سنعمل مع أوكرانيا على التزامات أمنية محدّدة وثنائية طويلة الأمد، لضمان قوة مستدامة قادرة على الدفاع عنها الآن وردع أيّ عدوان روسي في المستقبل».

Ad

وأضافت الدول السبع: «في حال شنّت روسيا هجوماً مسلّحاً في المستقبل نعتزم تقديم مساعدة أمنية سريعة ومستمرة لأوكرانيا، وأعتدة عسكرية متطوّرة في المجالات البرية والبحرية والجوية، فضلاً عن مساعدة اقتصادية، من أجل تكبيد روسيا تكاليف اقتصادية وسواها».

وقبل أن يلقى خطاباً في جامعة فيلنيوس أكد فيه التزام واشنطن الدفاع عن كل شبر من أراضي «الناتو»، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بالتعاون مع الحلفاء لجعل أوكرانيا أكثر قوة أرضاً وبحراً وجواً، بزيادة مساعداتها والإنفاق الدفاعي، مشدداً على مستقبلها أولوية لمجموعة السبع، وأن قادة «الناتو» اتفقوا على أن تكون عضواً بالتكتل بعد الحرب.

وفي محاولة لطمأنة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي انتقد بشدة قادة الناتو بسبب نقص إرادتهم في انضمام بلاده، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك «بينما تحرز أوكرانيا تقدماً استراتيجياً في هجومها المضاد نزيد جهودنا لحمايتها على الأمد الطويل، ولا نريد أن نرى تكراراً لما حدث، وهذا البيان يؤكد مجدداً التزامنا ضمان ألا تصبح مجدداً ضعيفة أمام نوع العدوان الذي ارتكبته روسيا».

وقالت مستشارة البيت الأبيض أماندا سلوت: «الضمانات تشير إلى التزام مشترك طويل الأمد لبناء قوة تأمين دفاعي قوية لأوكرانيا، وهذا الإعلان متعدد الأطراف سيرسل إشارة مهمة إلى روسيا بأن الوقت ليس لمصلحتها».

ورحّب زيلينسكي، الذي حضر أول اجتماع لمجلس الناتو - أوكرانيا، المشكّل حديثاً بهذه الضمانات، التي تتضمن تفاصيل أسلحة ستمد بها كييف لمدة 10 سنوات، مؤكّداً أنّها انتصار أمني كبير، لكنها لا يمكن أن تحلّ محلّ مطلبه بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعد الحرب.

ووعد قادة الدول الأعضاء في هذا التحالف العسكري في اليوم الأول من قمتهم بأن «مستقبل أوكرانيا» هو في «الناتو»، واختصروا العملية التي يتعين عليها اتباعها للانضمام إليه.

روسيا والصين

وحذر المتحدّث باسم «الكرملين»، ديميتري بيسكوف، من أنّ الضمانات الأمنية الغربية لأوكرانيا ستقوض أمن روسيا «وستجعل أوروبا أخطر بكثير لسنوات وسنوات».

وهاجم وزير الخارجية سيرغي لافروف بشدّة الولايات المتّحدة وحلفائها، مؤكداً أن النزاع في أوكرانيا «سيتواصل حتى يتخلّى الغرب عن خططه لبسط الهيمنة وعن هوسه بتكبيد روسيا هزيمة استراتيجية من خلال دميتها كييف».

وناقش زعماء حلف الأطلسي بحضور زيلينسكي ونظرائهم من دول منطقة المحيطين الهادئ والهندي مثل أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، القضايا المتعلقة بروسيا والصين والأوضاع الأمنية السريعة التغير.

وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ: «نتوقع امتلاك الصين 2000 رأس نووي قادرة على الوصول إلى أوروبا وأميركا الشمالية بحلول 2035».

وفي بيانه الختامي لليوم الأول، أكد حلف الناتو أنه سيتخذ خطوات لضمان فعالية وأمن مهمة الردع النووي بما في ذلك تحديث القدرات النووية، موضحاً أن استخدام هذه الأسلحة من شأنه تغيير طبيعة النزاع بشكل جذري.

وإذ جدد الحلف الحاجة إلى ضمان أوسع مشاركة ممكنة من الحلفاء لتقاسم الأعباء النووية من أجل إظهار وحدتهم وتصميمهم، منحت دول البلطيق الثلاث إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، حلفاءها العسكريين وصولاً غير محدود إلى مجالها الجوي المشترك لحماية الأجواء في إعلان مشترك على هامش قمة فيلنيوس.

مفاوضات ومعارك

إلى ذلك، كشف الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين عن اتصال استمر لمدة ساعة مع نظيره الأميركي وليم بيرنز في أواخر يونيو الماضي تطرق لتمرد مجموعة فاغنر وأزمة أوكرانيا، مشيراً إلى أن شروط المفاوضات حول أوكرانيا لا تزال غير ناضجة، لكنها ستعقد عاجلاً أو آجلاً.

و​نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين اثنين ومسؤول أوروبي، أن إدارة بايدن تبحث تزويد أوكرانيا بصواريخ أرض - أرض الموجهة بعيدة المدى.

بدورها، قالت الحكومة البريطانية إنها ستزود أوكرانيا بأكثر من 70 مركبة قتالية ولوجستية وآلاف القذائف لدبابات «تشالينجر 2» وحزمة دعم قدرها 50 مليون جنيه إسترليني (64.7 مليون دولار) لإصلاح المعدات العسكرية.

وأعلنت النرويج أنّها ستقدّم لأوكرانيا خلال العام الحالي مساعدات عسكرية إضافية تشمل طائرات مسيّرة متناهية الصغر وأنظمة دفاع جوي وحصصاً غذائية للجنود.

وعلى الأرض، شنت روسيا سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة على كييف ومدن أخرى لثاني ليلة على التوالي، وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا شنّت إجمالي 15 هجوماً بطائرات مسيّرة من طراز شاهد الإيرانية أسقطت 11 منها.

وفي حين كثفت القوات الأوكرانية محاولاتها لتطويق مدينة باخموت في إطار الهجوم المضاد المتواصل منذ أسابيع، قام وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بجولة تفقدية في مؤسسات المجمع الصناعي العسكري بجمهورية تتارستان الروسية، وضمن الجولة زار مصنع كاماز ومؤسسة ريم ديزيل للصناعات العسكرية.