في الثالث والعشرين من نوفمبر من العام الماضي قمت بزيارة للعاصمة السعودية الرياض للقاء بعض الأحبة وعلى رأسهم العم سليمان الفالح «بونايف».

منذ أن وطئت قدماي أرض المطار وبعد أن رأى العسكري السعودي الجواز الكويتي بيدي، بادرني بالقول وبصوت عالٍ سمعه معظم الموجودين في القاعة «نحبكم يا أهل الكويت» فرددت عليه، ونحن نحبكم كذلك، فختم لي جواز السفر متمنياً لي رحلة سعيدة.

Ad

اعتقدت أن الزيارة للعم «بونايف» لن تتعدى خمس أو عشر دقائق لشرب شاي أو قهوة، لكن نجله الكريم «بندر» أبلغني أن أحضّر نفسي أن العشاء طول وجودي بالرياض سيكون مع الوالد والأهل والأحبة، والعملية منتهية ومعها انتهى النقاش أيضاً، وأكاد أجزم أنها حال كل كويتي يذهب إلى الرياض ليزور أحبابه.

أكتب هذا الكلام وأنا أتابع بعض السخافات التي تكتب في «توتير» ومن ابتلانا بهم الله من مغردين يريدون ربع ساعة شهرة من خلال توجيه سهام النقد إلى المملكة لمجرد أن مواطناً سعودياً قيّم بشكل جانبه الصواب أسلوب بعض الكويتيين في الصرف بالمطاعم. لا يا سادة العلاقات الكويتيةــ السعودية مستمرة منذ قرنين من الزمان تخللتها مراحل صعبة اختبر بها الطرفان، علاقات عمدت بالدم، وتقييمها بسبب مواطن سعودي انتقد الكويتيين في أسلوب صرفهم بالمطاعم يدل على سخافة ما بعدها سخافة.

الشيء بالشيء يذكر وللتدليل على ما نكتب عن عمق العلاقات بين البلدين أيضاً قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ أيام للأسف بالتعدي على السيادة الكويتية من خلال فرض أمر واقع في حقل «الدرة»، وبعد البيان الكويتي بساعات الذي أكد أن حق الاستفادة والسيادة على الحقل محصورة بدولة الكويت والمملكة العربية السعودية، أتى البيان السعودي منسقاً ومتطابقاً مع البيان الكويتي، وأتت زيارة مبعوث خادم الحرمين الشريفين سمو الأمير تركي بن محمد آل سعود لتؤكد هذا الكلام.

أرادت إيران أن تختبر علاقاتها المستجدة مع المملكة، وإلى أي حد ستصمت الرياض عن أي تصرف لطهران من باب أننا دول كبيرة بالمنطقة قادرة على اقتسام كل النفوذ والمغانم، فأتى الرد السعودي من أكبر سلطة بالمملكة العربية إلا الكويت، وهذا أكدت عليه قيادة المملكة عبر كل الحقب التاريخية، وأعاد تأكيده عسكري المطار بالقول «نحبكم يا أهل الكويت».

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.