انتهى ماراثون الانتخابات البرلمانية باختيار الشعب الكويتي 50 نائباً يمثلونه تحت قبة عبد الله السالم كما تم الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة، وانطلقت دورة الانعقاد الأولى لمجلس أمة 2023 لتبدأ الكويت مرحلة جديدة ومهمة من العمل السياسي نأمل أن يكون شعارها العمل والإنجاز لا الصدام وتضييع الوقت والدخول في النفق المظلم من جديد، وهذا لن يتحقق إلا من خلال التعاون بين السلطتين وجعل مصلحة الكويت فوق الجميع، وأن يعمل النواب والوزراء على تصحيح المسار الذي دعت إليه القيادة السياسية وإعادة الديمقراطية الكويتية التي كان يضرب بها المثل في المنطقة إلى سابق عهدها.

وخلال المرحلة المقبلة ينتظر الكويتيون كيف ستتعامل السلطتان التشريعية والتنفيذية مع القضايا والمشكلات التي تهم شرائح كبيرة منهم، وتحتاج إلى مناقشة وعلاج وحلول سريعة، وأن تتصدر قائمة الأولويات التي يضعها النواب والوزراء على جداول أعمالهم وفي مقدمتها ملفات تطوير التعليم ومشاريع التنمية المتوقفة وزيادة الرواتب والبديل الاستراتيجي والمدن الإسكانية الجديدة، وقروض بنك الائتمان ومشروع البتروكيماويات، وإيجاد حلول لمشكلة ارتفاع الأسعار، وزيادة رواتب دعم العمالة، وزيادة رواتب المتقاعدين، وتوفير فرص عمل للمواطنين، وإصلاح الشوارع وغيرها من القضايا والموضوعات المهمة.

Ad

ولعل ما يدعو إلى التفاؤل القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء والمتعلق بتشكيل لجنة وزارية تتولى التنسيق بين الحكومة ومجلس الأمة لتحديد الأولويات والقوانين والموضوعات التي تحقق تطلعات وآمال الشعب الكويتي انطلاقًا من حرص الحكومة على مد يد التعاون مع مجلس الأمة لإنجاز المشاريع التي ينتظرها الوطن والمواطن لذلك على جميع أعضاء مجلس الأمة عدم الاستعجال والتسرع في استخدام سلطة الاستجوابات والتصعيد والصوت العالي إنما عليهم العمل ضمن الفريق الواحد والتشاور والتحاور حتى يتم إصدار تشريعات وقوانين مهمة وذات أولوية قصوى تخدم أبناء الوطن الذين يتطلعون إلى عهد جديد يسوده التعاون وإصلاح ما أفسدته السنوات الماضية.

لقد تأخرت الكويت كثيرا وتعطلت مشاريع البناء والتنمية بسبب الصراعات والبحث عن مكاسب شخصية ضيقة ونحن الآن مع بداية مرحلة جديدة نحتاج إلى التهدئة وإلى الحكمة والعقلانية، وأن يعمل الجميع ضمن دولة المؤسسات فالنواب مطالبون بأن يكونوا أمناء في استخدام أدوات الرقابة على الحكومة، وأن يبتعدوا عن التأزيم وتبني موضوعات وشعارات تصادمية كانت سببا في تعطيل الحياة السياسية والبرلمانية، في المقابل فإن على الحكومة أن تعمل بجد واجتهاد وشفافية، وأن تستجيب للمطالب الشعبية العادلة وتركز على الأولويات التي تخدم الوطن والمواطنين.

حفظ الله الكويت وشعبها ووفقنا جميعا لخدمة الوطن ورفعة شأنه.