أجرى وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أمس، زيارة لدمشق التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية السوري فيصل المقداد. وتعد زيارة الصفدي لسورية الثانية له منذ 15 فبراير الماضي.

وقال الصفدي في مؤتمر صحافي أن لقاءه مع الأسد «تناول جهود التوصل لحل سياسي ينهي هذه الأزمة السورية، ويعالج كل تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية، ويضمن وحدة سورية وسلامتها الإقليمية وسيادتها، ويحقق طموحات الشعب السوري ويخلصه من الإرهاب، ويهيئ الظروف للعودة الطوعية للاجئين السوريين».

Ad

وأوضح أن «الأزمة السورية كان لها تبعات كثيرة، ولن تحل كل الأمور بين يوم وليلة، لكن بدأنا مسارا عربيا جادا يستهدف حل الأزمة السورية وفق مبادرة كنا قد طرحناها وترتكز إلى مبدأ الخطوة مقابل خطوة، وتنسجم مع القرار الأممي 2254 بحيث نتحرك بشكل عملي لحل هذه الأزمة».

وأضاف الوزير الأردني أن الهدف من زيارته بدء «الإعداد من أجل اجتماع لجنة الاتصال العربية التي كانت أقرتها الجامعة العربية بحيث يكون هناك مخرجات عملية تسهم في معالجة تبعات الأزمة السورية، ونأمل انعقادها في الشهر القادم». وتضم اللجنة سورية والعراق والسعودية والأردن ومصر.

ولفت إلى أن «هناك قراراً تنفيذاً لاجتماع عمّان، بأن يكون هناك عقد للجنة المعنية بمعالجة قضية تهريب المخدرات، وكما قلت سابقا هذا تحدٍ كبير، وهذا خطر حقيقي لابد من التعاون على مواجهته، ونرى أن هذا التهديد يتصاعد ونقوم بكل ما يلزم لحماية أمننا الوطني من هذا الخطر.

وتابع: «فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية اتفقنا أن تكون هناك لقاءات للجنة المعنية بالمياه في الوقت القريب لمعالجة هذا الملف، وأن تكون هناك لقاءات بين وزيري النقل في البلدين، ولقاءات ثنائية أخرى تسهم في زيادة التعاون الذي ينعكس خيراً على البلدين».

من ناحيته، قال المقداد إن «المواضيع التي نوقشت هي الأوضاع في سورية، والتطورات التي جرت بعد القمة العربية الأخيرة والعلاقات الثنائية بين البلدين».

وأضاف الوزير السوري: «نتشاور مع الأشقاء في الأردن حول الكثير من القضايا بما في ذلك قضية اللاجئين، وأفضل السبل الكفيلة لعودة هؤلاء اللاجئين لبلدهم سورية»، مشددا على انه «لكل سوري الحق بالعودة لبلده وسيتم التعامل معه في إطار القانون والسيادة ولايوجد في سورية من دفع دفعا من قبل الدولة ليترك وطنه وهو ليس بحاجة إلى بطاقة دعوة لكن بحاجة لتأمين المستلزمات الأساسية لتسهيل هذه العودة».

وأضاف: «وجدنا من المفيد أن يكون هناك تنسيق ثنائي عميق خاصة قبيل الاجتماع القادم للجنة المتابعة التي تشكلت في القمة العربية الأخيرة، لنكون مستعدين للخروج بتصورات موحدة تعكس موقف عربي من أجل حل المشاكل التي نواجهها في سورية والمشاكل التي نواجهها في المنطقة بصورة عامة».

إلى ذلك، أفاد رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين، بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تبذل قصارى جهدها لعرقلة التطبيع بين الدول العربية وسورية، وتشويه سمعة القيادة السورية.

وزعم أن واشنطن تحضر لاستفزازات في جنوب سورية بعد أن اختبرت طريقة استخدام المواد السامة في مايو في إدلب شمال سورية مع مجموعات متطرفة، كما قامت بتسليم مسلحين متشددين موجودين بالقرب من قاعدة التنف الأميركية في المثلث الحدودي بين سورية والاردن والعراق صواريخ مشحونة بمواد سامة.

وقال بيان للاستخبارات الروسية إن واشنطن ستتصرف «كما جرت العادة وسيرفقون مؤامرتهم بحملة إعلامية قوية. هدفها الإظهار لدول العالم العربي أن استئناف الحوار مع الرئيس بشار الأسد كان غلطة استراتيجية».

وحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، فقد شدد الأسد خلال استقبال الصفدي على أن «ملف اللاجئين مسألة إنسانية وأخلاقية بحتة لا يجوز تسييسها بأي شكل من الأشكال»، مضيفاً أن «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى قراهم وبلداتهم أولوية بالنسبة للدولة السورية مع ضرورة تأمين البنية الأساسية لهذه العودة ومتطلبات الإعمار والتأهيل بكافة أشكالها، ودعمها بمشاريع التعافي المبكر التي تمكّن العائدين من استعادة دورة حياتهم الطبيعية».

وأكد الأسد أن «كل الإجراءات التي اتخذتها الدولة السورية سواء على المستوى التشريعي أو القانوني أو على مستوى المصالحات تسهم في توفير البيئة الأفضل لعودة اللاجئين».