قال يان أندري ليكون، الذي يعدّ واحدا من ثلاثة آباء روحيين للذكاء الاصطناعي في العالم، إن هذه التقنية لن تهيمن على كل شيء ولن تقضي على الوظائف للأبد.

وأكد أستاذ الرياضيات في جامعة نيويورك وكبير فريق الذكاء الاصطناعي في فيسبوك، أن مخاوف بعض الخبراء من تهديد هذه التقنية للبشر هي «محض سخافات مثيرة للسخرية».

Ad

وأشار أندري إلى أن الحواسيب ربما كانت أكثر ذكاء من البشر، لكن ذلك كان معلوما منذ سنين طويلة، ولو كان الأمر ينطوي على خطورة على البشر لما مضى العلماء في تطويرها، وكان مستشار بالحكومة البريطانية قد صرح لـ «بي بي سي» مؤخرا أنه ربما كانت هناك حاجة إلى حظر عدد من أوجُه الذكاء الاصطناعي المؤثرة.

وفي عام 2018، فاز يان أندري ليكون بجائزة تورنغ، مع كل من جيوفري هينتون ويوشوا بنجيو، وذلك لإسهاماتهم في مجال الذكاء الاصطناعي، ليصبح ثلاثتهم آباء روحيين في هذا المجال، ويرأس أندري حاليا فريق الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا (الشركة الأم لكل من فيسبوك وإنستغرام وواتساب).

ولا يتفق يان أندري مع كل من هينتون وبنجيو في أن الذكاء الاصطناعي يشكّل خطورة على الجنس البشري، ونفى يان أندري أن يكون الذكاء الاصطناعي مرشحا للهيمنة على العالم، قائلا إن التفكير على هذا النحو يمثّل «إسقاطا لطبيعة بشرية» على الآلة، ورأى أنه من الخطأ الكبير تقييد أبحاث الذكاء الاصطناعي.

وقال الباحث إن قلق الناس من الذكاء الاصطناعي نابع من عجزهم عن تخيُّل كيف يمكن أن يكون آمنا، وأوضح أن «الأمر كما لو أنك حدّثت أحدهم عام 1930 عن إقدامك على تصنيع محرك نفاث آمِن، حين لم يكن هذا النوع من المحركات قد اختُرع بعد، والشيء نفسه ينطبق على الحديث الآن عن تطوير ذكاء اصطناعي في مستوى الذكاء البشري وهو ما لم يتم بعد». وأضاف أندري أن المحركات النفاثة تم تطويرها وتطويعها بشكل آمن، وكذلك سيكون الأمر نفسه مع الذكاء الاصطناعي.

وتعكف شركة ميتا على برنامج بحثي ضخم في مجال الذكاء الاصطناعي وإنتاج أجهزة ذكية لها قدرات الإنسان نفسها، كما تستخدم شركة ميتا تقنية الذكاء الاصطناعي لرصد المنشورات الضارة على منصات التواصل الاجتماعي.

وفي حديث للصحافيين عن عمله في هذا البرنامج، قال يان أندري إن الهدف هو إنتاج أجهزة آمنة يمكنها أن تتذكر وتستنتج وتخطط وتمتلك ما يشبه الحس السليم، وهي سمات تفتقر إليها برامج الدردشة الشائعة مثل «تشات جي بي تي».

وقال يان أندري إنه «لا شك» في أن الذكاء الاصطناعي سيتفوق على الذكاء البشري، لكن الباحثين لا يزالون يفتقدون تصورّات ضرورية للوصول إلى هذا المستوى، وهو ما قد يستغرق سنوات إنْ لم يكن عقودا.

وعندما يتحدث الناس عن مخاوفهم من ظهور آلات في مستوى الإنسان أو في مستوى أعلى من الإنسان في المستقبل، فإنهم يشيرون بذلك إلى ما يُعرف بالذكاء العام الاصطناعي، إنها أجهزة تشبه البشر، يمكنها تقديم حلول لطيف واسع من المشكلات.

وحال ظهور تلك الآلات (التي تنعم بذكاء في مستوى البشر أو أعلى)، ثمة مخاوف من أن يتجه العلماء إلى تطوير آلات تتميز بذكاء خارق تتمكن عبره من الهيمنة على العالم كله في دقائق معدودة، وفي ذلك، قال أندري: «هذه المخاوف محض سخافات مثيرة للسخرية».

تبعات ذلك على الوظائف

يتخوف بعض الناس من فكرة أن يحلّ الذكاء الاصطناعي محل العديد من الوظائف، وأن تتجه شركات نتيجة لذلك إلى وقف عمليات التوظيف في عدد من الوظائف.

وفي ذلك يقول أندري: «لن يثمر ذلك عن ضياع الكثير من الوظائف للأبد»، لكن طبيعة العمل ستتغير لأنه «ليس لدينا فكرة» عن أبرز الوظائف التي ستكون قائمة بعد 20 عاما من الآن، وأضاف إن الحواسيب الذكية قد تسهم في حدوث «نهضة جديدة للبشرية»، على غرار ما أسهم الإنترنت أو آلة الطباعة من قبل.

* كريس فالانس محرر شؤون التكنولوجيا-