بعد أسبوع من تشديد اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي على أهمية إشراك دول المنطقة في أي مفاوضات دولية بشأن برنامج إيران النووي وضروة أن تشمل أي مفاوضات المسائل الأمنية، أجرى كبير مستشاري الرئيس الأميركي بريت ماكغورك حول الشرق الأوسط، الذي يقود محادثات غير مباشرة مع طهران بوساطة عمانية، زيارة إلى السعودية لإجراء مشاورات حول ما يجري الحديث عنه من تفاهمات أميركية إيرانية نووية، كذلك مسألة التطبيع بين المملكة وإسرائيل.

وأفاد موقع «أكسيوس» الأميركي، ليل الأحد ـ الاثنين، بأن منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي، وصل المملكة، لبحث إمكانية التطبيع مع إسرائيل إلى جانب مواضيع أخرى.

Ad

وتعتبر زيارة مستشار بايدن جزءاً من جهد دبلوماسي يبذله البيت الأبيض من أجل تحقيق اتفاق سلام إسرائيلي سعودي في الأشهر الستة أو السبعة المقبلة، قبل أن تستهلك الحملة الانتخابية الرئاسية أجندة بايدن الذي يرمي من وراء ذلك للحفاظ على تحالف الولايات المتحدة مع المملكة وقطع طريق التقارب بين الرياض والصين التي لعبت دور الوسيط في اتفاق المصالحة بين المملكة وإيران مارس الماضي. كما تسعى إدارة بايدن إلى تليين موقف إسرائيل بشأن تفاهم غير رسمي تتفاوض عليه بحذر مع إيران من أجل تجميد خطوات تصعيد برنامجها النووي مقابل السماح لها بالوصول إلى أرصدة مالية ضخمة مجمدة بعدة دول بسبب العقوبات الأميركية المصرفية على تجارتها.

وتكتسب زيارة ماكغورك أهمية خاصة نظراً لأنها تأتي بعد أسبوعين من زيارة أجراها وزير الخارجية، أنطوني بلينكن، للمملكة، التقى خلالها بولي العهد وبعد يوم من إجراء وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان زيارة إلى طهران وصفت بالأولى لوزير خارجية سعودي منذ 17 عاماً لبحث سبل دفع اتفاق المصالحة بين القوتين الإقليميتين.

كبح وتوسيع

في موازاة ذلك، تجري مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدني باربرا ليف زيارة إلى المنطقة بهدف بحث توسيع اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط وكبح «سلوك إيران المزعزع للاستقرار» واحتواء التوتر الناجم عن تسريع وتوسيع الدولة العبرية لعمليات الاستيطان بالأراضي الفلسطينية المحتلة. وكانت السعودية اشترطت التوصل الى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين قبل المبادرة إلى أي خطوات تطبيعية مع تل أبيب.

ووصلت المسؤولة الأميركية الرفيعة إلى تل أبيب، أمس، في مستهل جولتها التي تشمل الضفة الغربية والأردن وتستمر أسبوعاً.

وقال بيان صادر عن الخارجية الأميركية، إن ليف «ستجتمع بكبار القادة الإسرائيليين السياسيين والعسكريين لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك توسيع نطاق اندماج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط وتعميقه، وكبح سلوك إيران المزعزع للاستقرار».

تعايش إسرائيلي

وفي وقت يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الولايات المتحدة وإيران ستتوصلان قريباً لتفاهم، غير رسمي، بشأن تقييد الأولى لتخصيب اليورانيوم مقابل فك جزئي لأموالها المجمدة حول العالم بفعل العقوبات الأميركية، قال يولي إدلشتاين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن بالبرلمان الإسرائيلي، يولي إدلشتاين، إن إسرائيل يمكن أن تتعايش مع مثل هذا الاتفاق إذا تضمن إشرافاً صارماً على برنامج طهران الذري.

كما رأى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، أن الصفقة المتبلورة حالياً لن تسبب الكثير من الضرر مثل «اتفاق 2015». كما شدد على أن إسرائيل مستعدة للتعامل مع أي زيادة عن 60% في درجة النقاء الانشطاري لإيران. وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم من أن الصفقة الحالية، التي تنفي طهران وواشنطن بحثها حتى الآن، لا تتناول مشاريع الصواريخ الباليستية الإيرانية أو إنتاج طائراتها بدون طيار أو دعمها للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط. كما يعتقدون أن تأثير إسرائيل على الصفقة محدود بسبب الدوافع السياسية لإدارة بايدن والتوترات الحالية بين البلدين.

تطمين إيراني

في غضون ذلك، سعى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى إرسال رسالة طمأنة غداة تشديد وزير الخارجية السعودي من طهران على ضرورة الالتزام بإخلاء المنطقة من الأسلحة الذرية، مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية «لن تتجه نحو إنتاج أسلحة نووية رغم امتلاكها القدرة على ذلك».

وقال رئيسي، خلال تفقده معرض «قدرات الصناعة النووية» في طهران إن هذه الصناعة أنتجت القوة للبلد، مضيفاً أن «إنجازات الصناعة النووية الإيرانية تعكس كيف أن شبابنا وعلماءنا حوّلوا التهديدات والعقوبات إلى فرص بمجالات مدنية للطاقة الذرية في الصحة والزراعة والصناعة والطب وصناعات النفط والغاز».