أعلنت أوكرانيا أنها حررت ثلاث قرى في جنوب شرقي البلاد، في أول انتصاراتها في هجومها المضاد ضد القوات الروسية والذي طال انتظاره، وأظهرت لقطات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي القوات الأوكرانية تحتفل في قريتي «بلاغوداتني» و«نيسكوشن» المتجاورتين في منطقة دونيتسك.

وقال نائب وزير الدفاع في كييف إن قرية «ماكاريفكا» تحررت أيضا، وقبل أيام أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الهجوم المضاد قد بدأ.

Ad

وستكون هذه البلدات الثلاث هي الأولى التي يتم تحريرها منذ تصريحاته، لكنها ليست الأولى التي استعادت أوكرانيا السيطرة عليها منذ يوم الاثنين الماضي، عندما بدأت جيوب من قواتها في التقدم في جنوب البلاد.

ولم تؤكد موسكو حتى الآن سقوط أي من القرى، وبدلا من ذلك تتحدث عن صد الهجمات الأوكرانية في المنطقة، وفي مكان آخر، تقول أوكرانيا إن روسيا نسفت سدا آخر في منطقة زابوريجيا، بعد تدمير سد «نوفا كاخوفكا» الرئيسي الواقع في منطقة خيرسون يوم الاثنين الماضي، مما تسبب في فيضانات واسعة النطاق، وتقول أوكرانيا إن القوات الروسية نسفت السد، الذي تسيطر عليه منذ فبراير 2022.

وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني، فاليري شيرشين، إن القوات الروسية قررت نسف سد ثان بالقرب من قرية نوفوداريفكا، مما «أدى إلى فيضانات على ضفتي نهر موكري يالي»، وقال شيرشن إن روسيا تتعمد نسف السدود في المنطقة لوقف تقدم القوات الأوكرانية نحو المناطق المحتلة، ونفت روسيا سابقا أنها فجرت سد «نوفا كاخوفكا»، وألقت باللوم في تدميره على أوكرانيا.

في مقطع فيديو نشرته حسابات مؤيدة لأوكرانيا على وسائل التواصل الاجتماعي، شوهد جنود يرفعون العلم الأوكراني خارج مبنى محترق في قرية «بلاغوداتني»، ونشر حرس الحدود بالولاية مقاطع فيديو تظهر قوات كييف تعلن أن «(قرية) نيسكوشن من منطقة دونيتسك تحت العلم الأوكراني مرة أخرى»، قبل أن يهتفوا بصرخة المعركة المعتادة الآن «المجد لأوكرانيا».

في غضون ذلك زعم نائب وزير الدفاع، حنا ماليار، في مقطع فيديو على تطبيق تليغرام أن القوات الأوكرانية استولت أيضا على قرية ماكاريفكا، وقال متحدث باسم الجيش إن المكاسب كانت أول انتصارات محددة على الأرض للهجوم المضاد، وفي حين أن الاستيلاء على القرى الثلاث يمثل أكبر تقدم في الأيام الأخيرة، فإن هذه المستوطنات صغيرة نسبيا إذ كان عدد سكان «بلاغوداتني» قبل الحرب نحو ألف نسمة فقط.

وتقع القرية التي كانت مركز قتال عنيف في الأيام الأخيرة على الطريق المؤدي إلى مدينة ماريوبول، ويتوقع بعض المحللين أن تسعى أوكرانيا لاستعادة المدينة الساحلية في الأشهر المقبلة، ويتكهن آخرون بأن كييف تريد كسر الجسر البري بين شبه جزيرة القرم المحتلة ودونيتسك، وعزل القوات الروسية في شبه الجزيرة.

وأفادت أنباء بأن القوات الأوكرانية تقدمت بالقرب من مدينة باخموت المدمرة، التي كانت مسرحا لمعركة طويلة ودامية بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية، وقد رفض كبار المسؤولين في كييف التعليق على تفاصيل التقدم العسكري، ونشر رئيس المخابرات الأوكرانية، كيريلو بودانوف، مقطع فيديو يوم الأحد مكررا عبارة «الخطط تحب الصمت»، والتي ترمز إلى السرية وراء الهجوم المضاد.

ولا يزال مدى العمليات في أوكرانيا غير واضح، لكن معهد دراسة الحرب ومقره الولايات المتحدة قال، يوم السبت، إن قوات كييف تهاجم ما لا يقل عن أربع مناطق في الخطوط الأمامية.

وتعرضت أوكرانيا لبعض الانتكاسات عندما اختبرت التحصينات الروسية، وقالت مجموعة من الجنود الأوكرانيين لوكالة الأنباء الفرنسية إنهم فقدوا عدة مركبات قتالية جديدة أميركية الصنع، من طراز برادلي، في هجوم وقع جنوب شرقي إقليم زابوريجيا يوم الخميس الماضي، وقالوا إن ست سيارات من أصل تسع تحطمت، مضيفين أنهم يخشون أن يكون شخص ما قد سرب معلومات عن خططهم.

ويسلط محللون الضوء على الصعوبات التي تواجهها أوكرانيا في محاولة اختراق الخطوط التي تحصنها روسيا منذ شهور، لكن في مناطق أخرى، قيل إن قوات كييف اخترقت الخطوط الأمامية في هجمات آلية يوم الأحد، حيث قيل إنه تم نشر دبابات «ليوبارد 2» الألمانية.

من ناحية أخرى في منطقة بيلغورود الروسية، المتاخمة لأوكرانيا، تم تعليق حركة السكك الحديدية بعد خروج قطار بضائع عن مساره ليلا، وتعرضت مناطق بيلغورود الحدودية لقصف بطائرات مسيرة وقصف وغارات عبر الحدود في الأسابيع الماضية.

وإلى الشمال أفاد حاكم منطقة كالوغا «فلاديسلاف شابشا» بوقوع حادثي تحطم طائرتين بدون طيار، إحداهما بالقرب من قرية ستريلكوفك والأخرى في غابة.

مات ميرفي