أُسدل الستار على العملية الانتخابية، وحصد المقاعد من فاز بالسباق لينال شرف تمثيل الأمة التي تتطلع لحل مشاكلها العالقة منذ عقود.

بعد إعلان نتائج الانتخابات أصبح لدينا 50 نائباً لا مرشحاً في مجلس الأمة، الأمر الذي يتطلب من النائب أن يدرك ويعي مهامه الوطنية والدستورية، ولا يتعامل مع القضايا المطروحه بعقلية المرشح، كما عليه أن يدرك المرحلة المفصلية التي نعيشها، والتي تتطلب الحكمة والاتزان والابتعاد عن الصراعات العبثية التي نعانيها، والتي تسببت في ما نحن فيه اليوم، وأن يراعي الله ويبر بقسمه للكويت وشعبها خاصةً، وأن الشعب أبعد غالبية من كانوا يمثلون الصراع وأطرافه، واختار من يعتقد أنه سيحقق آماله وتطلعاته.

Ad

وحتى نتخطى التحديات والمشاكل التي نمر بها ونتفادى ما هو قادم علينا نتيجة عدم الاكتراث، يجب على النواب أن يبتعدوا عن الصراعات بالوكالة، والبدء بإصلاح النظام السياسي كخطوة أولى، والذي يكون بمنزلة بوابة الإصلاحات الأخرى، وذلك من خلال رؤية وطنية شاملة للارتقاء بالوطن الى منزلة أسمى، ومن خلال الإصلاح السياسي ستفتح أبواب الإصلاحات الأخرى كافة بالتدريج ودون عراقيل.

لقد نجحت منظومة الفساد في تدمير معظم مؤسسات الدولة، وسيطرت على مقدراتها، واستحوذت على قراراتها، الأمر الذي يحتاج إلى تضافر الجهود والتعاون لتجفيف منابع تلك المنظومة من خلال نظام سياسي يكون جاداً وطموحاً، ليفتح المجال للإصلاحات الأخرى تضمن نجاحها واستمرارها، وهذا لن يتم إن لم يقدم النواب المنتخبون تنازلات وتضحيات وتعاون جاد بعيداً عن أجندات المصالح الخاصة والمصلحة الانتخابية.

يعني بالعربي المشرمح:

الشعب الكويتي استجاب للمرة الثانية لخطاب سمو الأمير في يونيو الماضي، وقام بدوره الوطني واختار ممثليه الذين يقع على عاتقهم اليوم مسؤولية وطنية كبيرة لإصلاح ما أفسدته مؤسسة الفساد من خلال البدء بإصلاح النظام السياسي الذي يعد بوابة الإصلاحات الأخرى والطريق السليم إليها لننهض بوطننا ونحل كل مشاكلنا العالقة، ونضع الكويت على سكة التنمية والتطور والازدهار والرفاهية.