مع الحذر الشديد الذي تعيشه الجبهات بين القوات الأوكرانية والروسية في أوكرانيا، خصوصا بسبب انتظار موسكو للهجوم المضاد الذي تنوي كييف شنّه لاستعادة أراضيها المحتلة، وسط سجال إذا ما كان هذا الهجوم بدأ بالفعل أم لا، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، منطقة خيرسون التي تجتاحها منذ الثلاثاء فيضانات جراء تدمير سد كاخوفكا، في وقت أوعز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتنظيم العمل بالمناطق التي تحتلها روسيا في خيرسون لمساعدة المنكوبين.

وكان السد قد دُمرالثلاثاء، مما أرغم آلاف الأشخاص على الفرار من منازلهم، بعد أن تدفقت المياه وفاض نهر دنيبرو ليغمر عشرات القرى وأجزاء من العاصمة الإقليمية خيرسون، مع تحذيرات من كارثة إنسانية.

Ad

وتبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بتدمير السد الذي بلغت المساحات التي غمرها حتى أمس 600 كلم مربعة، بحسب حاكم أوكراني إقليمي، كما تبادلتا الاتهامات، أمس، بقصف المناطق المنكوبة واستهداف عمال الإنقاذ.

وقال مسؤولون إن المياه غمرت 2629 منزلا في المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا. وأكدت السلطات الأوكرانية أن 30 من الأحياء السكنية غرقت بالمياه، 10 منها تقع في مناطق تسيطر عليها روسيا في الضفة الشرقية لنهر دنيبرو. ويخضع 60 بالمئة من المناطق التي غمرتها المياه للسيطرة الروسية.

وقالت الإدارة المدعومة من موسكو في نوفا كاخوفكا، حيث يقع السد «قضى خمسة أشخاص نتيجة كارثة محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية. ونقل 41 شخصا إلى المستشفيات».

وحذّرت أجهزة الطوارئ من أن مياه الفيضانات جرفت ألغاما أرضية، مما يمثّل خطرا على المدنيين.

وقالت وزارة الزراعة الأوكرانية، أمس، إن أوكرانيا قد تفقد عدة ملايين من الأطنان من المحاصيل بسبب الفيضانات، وأوضحت أنه «من دون مصدر لإمدادات المياه، من المستحيل زراعة الخضراوات».

وقال مسؤولون أوكرانيون إن انفجار السد يساعد القوات الروسية على عرقلة الهجوم الأوكراني المضاد، حيث بات من المستحيل إجراء عمليات عسكرية في تلك المنطقة، فيما قال مسؤولون روس إن الهدف من تدمير السد هو تدمير الدفاعات الروسية، وكذلك حرمان مناطق في شمال شبه جزيرة القرم من مياه الشرب.

وفيما أعلنت موسكو صد محاولة أوكرانية لاختراق الدفاعات الروسية في منطقة زابوريجيا، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أوكرانيين تأكيدهم أن الهجوم الأوكراني المضاد بدأ بالفعل.

ويرى خبراء أن كييف تحاول شنّ حرب نفسية ضد القوات الروسية، عبر اعتماد الغموض وشنّ هجمات هجينة في مناطق متفرقة، بما في ذلك هجمات على الحدود الروسية نفسها لتشتيت القوات الروسية وإشغالها.

وأكد نائب الأمين العام لمجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف، أمس الأول، أن الهجوم المضاد بدأ بالفعل، ودعا القوات الروسية الى البدء بصده، ثم المبادرة الى الهجوم مجددا، وعدم الانتظار أكثر، إلا ان مسؤولين أوكراناً نفوا ذلك، وقالوا إن الهجمات التي شنّت أخيرا لا علاقة بها بالهجوم المضاد الكبير الذي يتم التخطيط له طوال فصل الشتاء.

وأمس قال قائد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية، يفغيني بريغوجين، إن المعارك اليومية على الجبهات تؤشر الى أن الهجوم قد بدأ بالفعل.