• ما سبب التجائك إلى عالم الكتابة والإبداع؟

- الكتابة هي فرصة قد تتاح مرّة واحدة في العمر، للانتصار لهذه الذات التي مرّت عبر تجارب حياتيّة فيها من الجمال والجنون والقسوة واليأس ما يستدعي تدوينها، لكنّها لا تشكّل أبدًا درسًا نموذجيًّا للآخرين، هي في النهاية انتساب إلى الحبّ والنور والسلام، واختبار مدى استحقاقنا لحياة ليست دائمًا سهلة أو متاحة، امتحان قاسٍ، لكنّه شديد البهاء، يستحقّ أن نعيشه ونصابَ بآلامه ونتفاءل بآماله.

Ad

مسار الحقيقة

• ماذا الذي أردت أن تؤسس له من خلال رابع إصداراتك «مسار الحقيقة الدائر بين رحى الواقع، العقل - الرؤية»؟

- الكتاب يضمّ مجموعة من النصوص والمقالات، تمازجت بين الشق الإبداعي والتفاعل مع الواقع، أحاول من خلال هذا المشروع الثقافي الإبداعي التأسيس لفكر قيمي ذي أبعاد اجتماعية وإنسانية.. كتابات ونصوص تعالج أسئلة كثيرة موجعة تنكأ جراحات الواقع وتفتح نافذة الألمِ، والإجابة عنها أشد إيلامًا، فالعين الراصدة لانكفاء مجتمعاتنا وتدهور أحوالنا المعيشية تجد أن الكثير من الظواهر السلبية بدأت تتنامى، وتأخذ شكل سمات مميزة. ويتطلب متن الكتاب التأمل في الحركة على مستويَي الرّاهن والتاريخي للخروج برؤية تخدم مسار الحقيقة، وهذا من خلال حضور المثقف كشرط أوّلي لما ستتأثث به المشهدية الواقعية، سواء في راهنها أم في مستقبلها، ذلك أنّ العقل والحرية لا ينفصلان.

• عمومًا، ماذا تعني الكتابة بالنسبة إليك؟

- الضغط يدفع لا محالة إلى الانفجار، ومما يعلمه الناس بديهيا أن الكرة مهما دفعتها أسفل الماء ستقذف نفسها نحو الأعلى بعد صراع محتدم، بالتالي أميل إلى تشبيه نفسي بتلك الكرة.. إن الضغوط المجتمعية وما نراه من مظاهر لا نتفق معها بالضرورة تدفعنا إلى التعبير والبوح بما نراه صحيحا وأكثر ملاءمة، فيمارس المسرحي حقه في النقد عبر خشبة المسرح، والفنان عبر قيثارته، والكاتب عبر كلماته، وذلك ما دفعني للكتابة، رغبة إنسانية عميقة في الصراخ عاليًا وتحقيق الرضا بانتقاد النقائص عبر الكلمة ونقل الرسالة، والتمكن من اللغة والقراءة في صفحات الحياة وصقل التجربة من العوامل التي تدفع بالكاتب أن ينتج ما يراه متنفسًا.

غلاف كتاب «المجاهد عبدالقادر بن يطو»

البطل بن يطو

• كتابك عن المجاهد الجزائري عبدالقادر بن يطو، هل هو مجرد عمل لتوثيق مناضل كبير في حرب أكتوبر 1973؟

- الكتاب سيرة تفصيلية لمحارب جسور، أحد ضبّاط الصّف الذين جنّدوا خبراتهم وأرخصوا حياتهم للدفاع عن أوطانهم، وكان لهم فضل كبير في تحقيق أكبر انتصار عربي، إذ يحكي الكتاب حياة المجاهد عبدالقادر بن يطو في حرب أكتوبر، معاركه، رحلاته، خبرته، وخلاصة تجاربه القتالية في عدّة ميادين، وعلى مختلف الجبهات في الحرب التحريرية التي خاضها العرب ضد المحتل الإسرائيلي بين عامَي 1973 و1975.

الطبعة الأولى من الكتاب صدرت في نوفمبر 2022 بعد رحيل بن يطو، كمحاولة لردّ اعتبار للبطل الذي أغمط حقّه سنوات طويلة لأسباب مجهولة. ويروي الكتاب ومضات نثرية من سيرة هذا البطل الذي رفع لواء النّصر عاليًا على تلال أرض مصر، وأبى إلّا أن تمتزج دماؤه الأبية مع دماء الأحرار.

غلاف «مسار الحقيقة»

• كيف كانت ردود الفعل حول إصداراتك، وهل حظيت باهتمام النقاد في الجزائر؟

- النقد لا يجاري الإنتاج الأدبي ولا يتابعه، فمثلًا الإنتاج الروائي الغزير من الصعوبة بمكان متابعته وغربلته، ولا توجد وصفة جاهزة لمواجهة هذه المشكلة، لأنها مرتبطة بالمجتمع، والمجتمع الآن يعيش أزمات، أزمة بالسياسة وأزمة بالاقتصاد... إلخ، فلا تنتظر أن يكون المشهد الثقافي سليمًا مُعافى. أهم شيء للخروج من هذه الأزمات هو الوعي بوجود أزمة فى كل مناحي الحياة، ثم التنوير، وأهم من هذا كله أن يشعر المواطن أنه يستحق الحياة ويستحق الأفضل.

• ماذا عن مشروعاتك المستقبلية في عالم الكتابة؟

- لديّ العديد من المشروعات في اتجاهات عِدة. على سبيل المثال، أطمح إلى إصدار أعمال أدبية جديدة، حيث إن لديّ ديوانين شعريين وكتابا يضمّ حوارات خاصة مع قامات كتّاب الرواية في الجزائر وبعض الدول العربية والأوروبية.