لم يعد هناك حاجة إلى «إعادة اختراع العجلة» أو تطوير العمل السياسي بشكل عام بدرجات كبيرة، حيث أصبح العالم يتسابق في ترسيخ مفاهيم أصبحت شبه مقبولة، وإن احتاجت إلى تطوير بسيط بحسب بعض المجتمعات من هنا أو هناك، وهذا الكلام حقا ينطبق على أحد المقترحات المقدمة من مجموعة من نواب البرلمان الكويتي في الأيام القليلة الماضية فيما يخص «القوائم النسبية» واعتمادها كنظام لاختيار ممثلي الدوائر الانتخابية في الكويت.

حقيقة المسألة أن هذا المقترح ليس بالجديد بل هو متجدد ويطرح في كل مجلس (فصل تشريعي) مع بعض التعديلات من هنا أو هناك، ففي هذه المرة حوت صفحات المقترح على أن يتم إعطاء القوائم أرقاما من خلال قرعة علنية شفافة، ومن هذه التعديلات و«بعيض» الصياغات من هنا وهناك، يتجدد هذا المقترح مع تجدد دماء المجلس ذاته، في إشارة واضحة أن العملية الانتخابية بات من الواضح أنها بحاجة إلى تعديل وتنقيح، وهو أيضا أمر طبيعي في حياة الشعوب وصراعها لتحقيق مكاسبها الديموقراطية، وأنا شخصيا كنت قد كتبت تغريدة تخص هذا المقترح، ومازلت متمسكا بهذا الرأي الى هذا اليوم، فحواها أن القوائم النسبية وبهذا المقترح هي (خطوة صغيرة بالاتجاه الصحيح) فقط لا غير!! أخص بهذا الكلام هنا تبيان مسألة مهمة للغاية ألا وهي أن هذا المقترح وعلى اعتبار أنه عبر القنوات الخاصة بإقراره، لن يكون مكسبا حقيقيا في أوله بل له ما له وعليه ما عليه من إيجابيات وسلبيات، فعلى اعتبار أن هذا المقترح مر وكان له من النصيب أن يرى النور، فالقوائم لن تكون إلا أسلوبا لتعزيز الفئوية في المجتمع وتقسيمه تقسيمات أفقية هلامية نحاول جميعا أن نتفاداها بل نحاربها معززين بذلك قيم الوحدة الوطنية، فمبدئيا وجب أن يكون الإشراف على تلك القوائم من جهة مستقلة محايدة كالمفوضية الانتخابية التي طرح موضوعها في السابق.

ثانيا، وهي الخطوة التي وجب أن تسبق موضوع القوائم النسبية، إشهار وتنظيم الجماعات السياسية كما تطرقت له سابقا في مرات عدة، وهنا لنا وقفة في موضوع الجماعات السياسية التي إن أشهرت وتمخض عنها قوائم تدخل الانتخابات، أصبح العمل حزبيا منظما معلن الأهداف بكل وضوح، بل بهذا الشكل لن يسمح للقوائم أن يدخلها نفس الفئوية أو الطائفية أو القبلية بتاتا، لأنها ستنبثق من تنظيم مدني واضح المعالم والأهداف.
Ad


تنظيم العمل السياسي يحتاج الى خطوات أشبه ما تكون كقطع التركيب في أحجية الـ«جيجسوو» وشيئا فشيئا سيكون بالإمكان أن ينتهي هذا الصراع الشعبي لتحقيق مكاسبه مع قادم الأيام، أما التخوف من ردة فعل بعض أفراد المجتمع من كلمة «حزب» ومقارنة العملية السياسية الحزبية ببقية الدول المحيطة والقريبة لنا، فهو أيضا مفهوم ومقدر، لكن لتكن مقارناتنا مع دول العالم أجمع والتي تطبق العملية السياسية الحزبية بشكل ناضج شفاف لتحقيق عدل للجميع.

على الهامش:

ظهور عترة XBB من مشتقات المتحور «أوميكرون» يعطي انطباعاً بأن هذا الوباء سيعاود هجومه وانتشاره السريع في أيام الشتاء القادم خصوصاً أن العالم يدخل في مشاكل لتوفير الطاقة والتدفئة في عدد من البلدان، نتمنى السلامة للجميع وأن يتم اتباع نصائح المختصين والأطباء في هذا الخصوص. حفظكم الله جميعا من كل مكروه.