شبه الجزيرة الواقعة في جنوب الخليج هي دولة صغيرة (11.571 كلم مربع) تطمح إلى أن تكون كبيرة بدليل المشاريع الضخمة التي نفّذتها لاستضافة كأس العالم في كرة القدم من 20 الجاري إلى 18 ديسمبر المقبل.

قطر التي يحكمها آل ثاني منذ منتصف القرن التاسع عشر، ومن أصل حوالي 3 ملايين نسمة يقطنون قطر، هناك 300 ألف مواطن فقط والبقية أجانب.

ويقول الأستاذ في جامعة جورجتاون في قطر، دانيال رايشي، إن «الدول الصغيرة تريد أن تصبح مرئية وفي مرحلة لاحقة مؤثرة على الساحة الدولية».
Ad


ويضيف أنه «بالنسبة إلى قطر، فإنّ هذا الأمر يتم من خلال مساهمتها في ضمان أمن الطاقة لبقية العالم (عبر إمدادات الغاز الطبيعي)، ومن خلال الخطوط الجوية القطرية وقناة الجزيرة التلفزيونية وقيامها بوساطات (لا سيّما مع حركة طالبان الأفغانية)، واستضافتها أحداثاً رياضية كبرى».

من اللؤلؤ إلى الغاز الطبيعي

وحتى ثلاثينيات القرن الماضي، كان الاقتصاد القطري يعتمد على تجارة اللآلئ التي كان الغوّاصون القطريون يصطادونها من مياههم. لكن، في 1929 وقع الكساد الكبير، ومن بعده أتت الحرب العالمية الثانية، فوجدت البلاد نفسها وسط أزمة اقتصادية خطيرة، لم ينتشلها منها سوى اكتشاف حقول نفطية فيها مع نهاية الثلاثينيات، فكان الذهب الأسود بمنزلة حبل خلاصها.

وعلى الرغم من أنّها اليوم منتج صغير للنفط، إلا أنها من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم ولديها احتياطيات ضخمة من هذه الثروة التي تدرّ عليها مداخيل وفيرة.

لكن السلطات القطرية تسعى بموازاة استثماراتها في قطاع الغاز إلى تنويع اقتصاد البلاد بحلول 2030. وساهم نيل قطر في 2010 شرف استضافة مونديال 2022 في تطوير البنى التحتية للبلاد بسرعة قياسية.

وبفضل هذه الورشة التحديثية الضخمة، من المفترض أن تصبح قطر «وجهة (للسياحة) العائلية، وللفنون والثقافة».

من الصيد بالجوارح إلى كرة القدم

يعتبر الصيد بالجوارح وسباقات الخيل والهجن من صميم التقاليد الرياضية في قطر، أمّا كرة القدم فدخيلة على البلاد، وقد عرفتها مع قدوم العمال الأجانب إليها للعمل بقطاع النفط.

ويقول الأستاذ في جامعة تور بفرنسا، رافايل لوماغوارييك، الباحث في العلاقة بين الرياضة والجغرافيا السياسية في دول الخليج العربية، إنّه بعدما نالت قطر استقلالها «أرادت أن تتبنى المجال الرياضي وتطوره وتكوين فريق كرة قدم قوي ينافس على الألقاب الدولية».

وبالفعل، تمكّنت قطر من دخول المجال الرياضي من أوسع أبوابه، واستضافة العديد من البطولات والفعاليات على مدار سنوات، كما أن منتخبها الوطني حقق ألقابا قاريّة جديرة بالاحترام.