في خطوة ترمي إلى توطيد العلاقات بين البلدين، يتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هذا الأسبوع إلى السعودية، بعد زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان إلى المملكة قبل أسابيع.

وتعد زيارة بلينكن أرفع زيارة لمسؤول أميركي للمملكة بعد توقيع الأخيرة اتفاق مصالحة مع إيران توسطت فيه الصين، وكذلك بعد تطبيع الرياض علاقتها مع دمشق، ودعوتها الرئيس السوري بشار الأسد إلى القمة العربية التي عقدت في جدة الشهر الماضي.

Ad

وحسب بيان لوزارة الخارجية الأميركية، يشارك بلينكن خلال الزيارة التي تبدأ الثلاثاء، وهي الأولى له منذ تسلمه منصبه في 2021، في 3 اجتماعات، الأول ثنائي مع مسؤولين سعوديين، ويتطرق إلى «التعاون الاستراتيجي» بين البلدين في القضايا الإقليمية والثنائية، والثاني الأربعاء وهو اجتماع وزاري أميركي ــ خليجي يضم دول مجلس التعاون الخليجي، والثالث يترأسه بلينكن الخميس مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، وهو اجتماع للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش.

وفي شأن خليجي ـ أميركي آخر، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان أهمية الشراكة الاستراتيجية بين بلاده والإمارات، خلال لقائه مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد في واشنطن، لبحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وتعهد الجانبان بتكثيف التعاون الثنائي في إطار «الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار».

وبينما أشاد طحنون بالشراكة الأمنية والدفاعية المتينة، جدد ساليفان «التزام الولايات المتحدة بردع التهديدات التي تواجه الإمارات والشركاء الآخرين، والعمل عبر السبل الدبلوماسية من أجل نزع فتيل الصراعات والتوترات في المنطقة».

إلى ذلك، كشف قائد القوات البحرية للجيش الإيراني الأميرال شهرام إيراني أن بلاده والسعودية و3 دول خليجية أخرى، هي الإمارات وقطر والبحرين، تخطط لتشكيل تحالف بحري يضم أيضاً الهند وباكستان، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام إيرانية.

ونُقل عن إيراني أن «دول المنطقة أدركت اليوم أن التعاون فيما بينها هو فقط الذي يحقق الأمن للمنطقة». ولم يذكر تفاصيل عن التحالف الذي قال إنه سيتم تشكيله قريباً.

وبينما أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لقاء ثنائياً في جنوب إفريقيا مع نظيره السعودي أكدا خلاله التزام البلدين بالمضي في تنفيذ اتفاق بكين، كشفت تقارير أمس أن الوزير السعودي فيصل بن فرحان ينوي إجراء زيارة قريبة لطهران.

في تفاصيل الخبر:

يتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هذا الأسبوع إلى السعودية، حسبما أعلنت واشنطن، أمس الأول الجمعة، في زيارة ترمي إلى توطيد العلاقات التي غالبا ما توترت في الآونة الأخيرة مع المملكة الحليفة للولايات المتحدة.

وحسب بيان للخارجية الأميركية، تبدأ زيارة بلينكن للمملكة بعد غد وتنتهي 8 الجاري، وسيشارك في 3 اجتماعات، الأول ثنائي مع مسؤولين سعوديين، ويتطرق إلى «التعاون الاستراتيجي» بين البلدين في القضايا الإقليمية والثنائية، ويشارك الأربعاء في اجتماع وزاري يعقده مجلس التعاون الخليجي، ويرأس الخميس مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان اجتماعا للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، يعقد في الرياض.

وقال الدبلوماسي الأميركي الرفيع، دانيال بنايم، في تصريح، إن «هناك عملا كثيرا نريد فعله. تركيزنا منصب على برنامج عمل للدفع بالأمور قدما»، ملخصا بذلك الروحية السائدة في واشنطن رغم التباينات الكثيرة مع السعودية. وتأتي الزيارة فيما تقود الرياض وواشنطن وساطة في السودان من دون أن ينجحا حتى الآن في فرض التزام هدنات عدة بين طرفي النزاع، وهي أرفع زيارة لمسؤول أميركي للمملكة بعد توقيع الأخيرة اتفاق مصلحة مع إيران توسطت فيه الصين، وكذلك بعد تطبيع المملكة علاقتها مع سورية، ودعوتها الرئيس السوري بشار الأسد إلى القمة العربية التي عقدت في جدة الشهر الماضي رغم رفض واشنطن، التي لا تزال تحتفظ بقوات في سورية تحت لواء التحالف ضد «داعش».

وتأتي زيارة بلينكن بعد أسابيع قليلة على زيارة أجراها للمملكة مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان، وبعد نحو عام على زيارة أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن في صيف 2022، جاءت نتائجها متباينة.

والعلاقات بين واشنطن والرياض شديدة التعقيد، خصوصا بسبب قرار المملكة في أكتوبر الماضي خفض إنتاج النفط في إطار تحالف أوبك بلاس.

ويتوقع أن تشغل جهود السلام في اليمن حيزا كبيرا من المحادثات التي سيجريها بلينكن في السعودية، وكذلك جهود تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل في إطار الاتفاقات الإبراهيمية، لكن الرياض تشترط للتطبيع الاعتراف بدولة فلسطينية، وتطلب من الولايات المتحدة توفير ضمانات أمنية.

وفي شأن خليجي ـ أميركي آخر، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان أهمية الشراكة الاستراتيجية بين بلاده والإمارات، فيما أعرب عن ترحيب واشنطن بقيادة الإمارات قمة المناخ «كوب 28»، المقرر أن تستضيفها في وقت لاحق من العام الحالي.

وذكر البيت الأبيض، في بيان مساء أمس الأول، أن ذلك جاء خلال لقاء عقده سوليفان مع مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد، لبحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وتعهد الجانبان بتكثيف التعاون الثنائي في إطار «الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار».

وبينما أشاد الشيخ طحنون بالشراكة الأمنية والدفاعية المتينة، جدد سوليفان «التزام الولايات المتحدة بردع التهديدات التي تواجه الإمارات والشركاء الآخرين، والعمل عبر السبل الدبلوماسية من أجل نزع فتيل الصراعات والتوترات في المنطقة». وأشار البيان إلى أن سوليفان وطحنون تناولا «أهمية بناء أنظمة بيئية تكنولوجية موثوقة وإمكانات التكنولوجيا المتقدمة بغية تحسين رفاهية الإنسان في منطقة الشرق الأوسط والعالم».

وجاء الاجتماع بعد أن أعلنت الإمارات خروجها من تحالف بحري تقوده واشنطن في الخليج، وعبّرت عن استيائها من تقرير صحافي قال إن مسؤولين إماراتيين عبّروا لنظرائهم الأميركيين عن غضبهم من رد فعل الولايات المتحدة الضعيف على قيام إيران باحتجاز ناقلتَي نفط في الشهرين الأخيرين. وأوفدت أبوظبي وزير الدولة للشؤون الخارجية شاهين المرر إلى طهران، في حين أجرى وزير خارجيتها عبدالله بن زايد لقاء ثنائيا مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان على هامش اجتماع أصدقاء مجموعة بريكس في جنوب إفريقيا.

إلى ذلك، كشف قائد القوات البحرية للجيش الإيراني الأميرال شهرام إيراني أن بلاده والسعودية وثلاث دول خليجية أخرى، هي الإمارات وقطر والبحرين، تخطط لتشكيل تحالف بحري يضم أيضا الهند وباكستان، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إيرانية، ونُقل عن إيراني قوله إن «دول المنطقة أدركت اليوم أن التعاون فيما بينها هو فقط الذي يحقق الأمن للمنطقة». ولم يذكر تفاصيل عن التحالف الذي قال إنه سيتم تشكيله قريبا.

وفيما أجرى عبداللهيان لقاء ثنائيا في جنوب إفريقيا مع نظيره السعودي أكدا خلاله التزام البلدين بالمضي في تنفيذ اتفاق بكين كشفت تقارير، أمس، أن الوزير السعودي فيصل بن فرحان ينوي إجراء زيارة قريبة لطهران.

على الصعيد الإيراني كشفت صحيفة فاينانشال تايمز عن اجتماعات أجراها المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي، مع السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني، حول تبادل السجناء بين البلدين في أول مفاوضات مباشرة بينهما منذ 2018.

وبحسب تقرير الصحيفة، فقد بدأت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي محادثات حول كيفية التعامل مع إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي. وأشار دبلوماسي مطلع إلى أن تبادل السجناء هو مقدمة للتعامل مع إيران، قائلا إن التوصل إلى اتفاق نووي غير محتمل، لكن هناك احتمال لتفاهم مؤقت.

وكانت «الجريدة» كشفت بعض التفاصيل عن مبادرة عمانية تم تنسيقها مع الولايات المتحدة ودول أوروبية لاستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني. وبحسب مصادر «الجريدة»، فإن تبادل السجناء هو خطوة أولى لتعزيز الثقة بين الأطراف، ووصل مساء أمس مواطن دنماركي وإيرانيان نمساويان كانوا سجناء في إيران، إلى بلجيكا التي نظمت عملية الإجلاء عبر سلطنة عمان.