شهدت الحدود بين مصر وإسرائيل، أمس، حادثة إطلاق نار راح ضحيتها مجند مصري، و3 جنود إسرائيليين، ولم تتضح ملابساتها تماما، وسط روايات متضاربة، لكن وسط تشديد من القاهرة وتل أبيب على أن ما جرى لن يؤثر بتاتا على العلاقات بينها، بما في ذلك التعاون الأمني.

وأعلن المتحدث العسكري المصري، العقيد أركان حرب غريب عبدالحافظ، أمس، مقتل عنصر أمن مصري عند الحدود مع إسرائيل. وقال المتحدث المصري، في بيان، إنه «فجر اليوم (أمس)، قام أحد عناصر الأمن المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية بمطاردة عناصر تهريب المخدرات، وأثناء المطاردة قام فرد الأمن باختراق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران، مما أدى إلى وفاة 3 أفراد من عناصر التأمين الإسرائيلية وإصابة اثنين آخرين، بالإضافة إلى وفاة فرد التأمين المصرى أثناء تبادل إطلاق النيران». وأضاف «جار اتخاذ جميع إجراءات البحث والتفتيش والتأمين للمنطقة، وكذا اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة».

Ad

وعبّر المتحدث العسكري عن خالص التعازى لأسر المتوفين، والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.

وبعد إعلانه حظر النشر حول الحادثة، عاد الجيش الإسرائيلي وأعلن مقتل 3 من جنوده وشرطي مصري في تبادل لإطلاق النار على الحدود مع مصر.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان، إنه «في ساعات الصباح الباكر، وخلال نشاط لتأمين الحدود قُتل جندي ومجندة من جيش الدفاع في نقطة عسكرية، نتيجة تعرّضهما لإطلاق نار على الحدود المصرية». وتابع: «بعد ذلك وصلت قوات إضافية إلى المكان وباشرت أعمال تمشيط في المنطقة».

وأضاف أدرعي أنه «في ساعات الظهر رصدت القوات العسكرية خلال أعمال التمشيط المخرّب نفسه داخل الأراضي الإسرائيلية، حيث اندلع تبادل لإطلاق نار تمكّن خلاله الجنود والقادة من قتل المخرّب».

ومضى قائلا إنه «خلال الاشتباك قتل جندي وأصيب ضابط صف بجروح طفيفة». وأوضح أن «المخرب هو شرطي مصري»، مشيرا إلى أنه «يتم التحقيق في الحادث بتعاون كامل ووثيق مع الجيش المصري».

وقال إن قائد المنطقة الجنوبية العسكرية يُجري تحقيقًا ميدانيًا برفقة قادة آخرين، لافتا إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي «تواصل أعمال التمشيط في المنطقة، للتأكد من عدم وجود مخربين آخرين».

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، في وقت سابق، مقتل اثنين من جنوده هم مجندة وجندية ومسلح في تبادل لإطلاق نار على الحدود مع مصر.

وفي وقت سابق، فجر أمس، أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن قوات الجيش أحبطت محاولة تهريب مخدرات ضخمة عبر الحدود المصرية، وصادرت ما قيمته 400 ألف دولار.

ووصفت الإذاعة العبرية العامة الحادث بأنه «خطير ومعقّد وصعب»، مشيرة إلى أن القوات عثرت على جثتَي القتيلين بعد ساعتين من قتلهما عند حدود مصر، حيث تكررت نداءات لهما عبر اللاسلكي ولم يستجيبا.

وأشارت رواية أخرى، غير مؤكدة، الى أن الجنود الإسرائيليين توغّلوا فجرا لأمتار داخل الحدود المصرية خلال ملاحقتهم لمهربين، فتصدّى لهم الجندي المصري وأطلق الرصاص باتجاههم، قبل أن يعبر الى الحدود الإسرائيلية ويردي جنديا ثالثا من قوة المساندة التي وصلت الى مسرح الحادث بعد ساعات من الحادثة الأولى. واستنفرت القوات المصرية على الحدود الإسرائيلية في سيناء، فيما أرسل الجيش الإسرائيلي تعزيزات كبيرة.

وقالت مصادر لقناة الجزيرة إن مسلحين تسللوا وأطلقوا النار على مراحل مختلفة عند الحدود مع مصر.

في الأثناء، قالت مصادر مصرية مطلعة لـ «الجريدة» إن حالة الاستنفار قد أعلنت على الحدود المصرية فور وقوع الحادث، وأن هناك تحقيقا قد فُتح لمعرفة ملابسات الحادث بكل دقة، للتأكد من سبب إطلاق المجند المصري النار على المجندين الإسرائيليين، وما إذا كان الأمر مجرّد حادث نتيجة مطاردة المجند للعنصر الإجرامي، أم أن هناك أمرا آخر خلف الهجوم، مستبعدةً أن يؤثر الحادث في مصير العلاقات المصرية - الإسرائيلية.

وفي القدس، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لوزراء حكومته: «هذه حادثة استثنائية لن تؤثر على التعاون الأمني والعلاقات مع مصر». وأشار وزير الدفاع يؤآف غالانت إلى أن «جنودنا نفّذوا مهامهم بإخلاص، لكنّ الحادث عند الحدود مع مصر انتهى بنتائج وخيمة».