مضت السنون ركضاً، وها نحن اليوم نحتفل بست عشرة شمعة أضاءتها «الجريدة» منذ بزوغ نجمها في سماء الصحافة الكويتية.
مع إشراقة عام جديد من عمر «الجريدة» يسعدنا أن نكون قد وصلنا إلى هذه المرحلة، متقدمين كل عام خطوات إلى الأمام في مجال الدفاع عن الحريات الذي حملناه على عاتقنا منذ أول إصدار، بوصفه أولى الأولويات، إيماناً بقيمة الحرية وأثرها على حياة الأفراد والمجتمعات.
مع بداية عامها السابع عشر، ستبقى «الجريدة» كدأبها منذ بدايتها معكم منبراً لكل صاحب رأي حر، وقلم شريف، وحلم مشروع لهذا البلد الذي يسكن قلوبنا قبل أحداقنا، وتنبض بحبه أفئدتنا قبل ألسنتنا.
ومع إشراقة عامها الجديد، تحرص «الجريدة» على أن يظل الشأن الاقتصادي ضمن طليعة اهتماماتها، بعدما أوليناه خلال تلك السنوات عناية خاصة، باعتباره عصب الحياة في أي مجتمع، وأفردنا في كل إصدار عدداً لا بأس به من الصفحات التي تغطي كل مهم ومؤثر في الاقتصاد المحلي، فضلاً عن الاقتصاد العالمي وانعكاسه على بلادنا.
ومع أول شعاع من شمس عامها الوليد، تجدد «الجريدة» ميثاقها الذي واثقت به قراءها على الدوام، ملتزمة أقصى درجات الحيادية والمهنية والشفافية، معاهدة قراءها على أن تكون أخبارها بين أيديهم كما هي دوماً يقيناً أو ما يشبه اليقين انطلاقاً من تلك الثقة العميقة التي ترسخت عراها سنة بعد أخرى.
وبشعور شبابي دائم وحماسة لا تنطفئ، ورغبة في أداء الرسالة كاملة، تعاهدكم «الجريدة» على أن تبقى نموذجاً للعين الرقابية اليقظة، ومثالاً حياً للسلطة الرابعة التي لا تأخذها في سبيل مصلحة بلادها لومة لائم، وستظل عيناً أمينة راصدة لكل تجاوز، ناقدة لكل تراخ، مشيدة بكل إنجاز وطني يريد الخير لهذا البلد الطيب.
وبعد... نرجو أن نكون قد أسهمنا وقمنا بدورنا في تنوير الرأي العام الكويتي، وأن نكون قد أدينا للكلمة حقها، وراعينا للقارئ احترامه ووفرنا له المعلومة والخبر في ثوب من الشفافية النقية من شوائب الانحياز والتعصب والهوى، معاهدين قراءنا على التزام الخط ذاته، فمن أجلكم ظهرت «الجريدة»، وبكم ومعكم تستمر دائماً إن شاء الله.