إذا عاجبك أسلوبه بالصراخ صير رفيجه واشتروا وانيت وتهاوشوا مع الناس بالشارع بس لا تصوت له، وإذا معجب بلحيته وصلاته وصيامه ومؤهلاته تتراوح ما بين والنعم و«خوش ريال» فزوجه أختك بس لا تعطيه صوتك الوحيد، أما إذا لأنه من قبيلتك أو جماعتك أو طائفتك فعزمه عالعشا واذبح على شرفه أفخر خروف بس لا ترمِ صوتك هباءً منثوراً، أما إذا كنت تريد من يخلص معاملاتك ويعيّن أبناءك وتطالب بالإصلاح في نفس الوقت فاعلم أنك أفسد ممن تصوت له، فمثل هذه الاختيارات الرائعة خلال السنوات الأخيرة هي من أفرزت لنا مهندساً يقترح قوانين دينية، وإمام مسجد يفتي في الاقتصاد والميزانيات، وطبيباً يتبنى قوانين إدارية ونفطية، ومحامياً بشهادة مغشوشة يقترح كل شيء، وفوق كل هذا أغلب الحبايب يلعبون محترفين ما بين فرق منافسات الشيوخ، يعني «فارغ» و«متحمس» ويملك حصانه، ثم نتشكى من سوء الحال وتراجع البلاد، نعي أن الأزمة أكبر منهم وتكمن في سوء الإدارة الحكومية المتوارث، والوارث ليس بخير من المورث، لكن بالتأكيد أن مثل هذه الاختيارات والنماذج النيابية ممن لا تملك شيئاً لتقدمه، لا تريد التغيير مادام الوضع الحالي يضمن بقاءها، لذا فهم جزء من المشكلة ولا يملكون أي حلول لأي شيء، وحتى مو كفو يناسبكم.
Ad