قال المستشار بالرئاسة الأوكرانية، ميخايلو بودولياك، إن الحرب داخل الأراضي الروسية بدأت بالفعل، فيما أعلن مسؤولون روس أن طائرة مسيّرة أوكرانية أشعلت حريقا بمصفاة نفط في جنوب روسيا، وأصاب قصف بلدة روسية قريبة من الحدود للمرة الثالثة في أسبوع، مما ألحق أضرارا بمبانٍ وأشعل النيران في سيارات، في حين أعلن الرئيس الشيشاني أن قوات «أحمد» الشيشانية أعادت انتشارها، وتستعد لبدء هجوم، وتنفيذ أعمال عسكرية و»تحرير» البلدات في اتجاه دونيتسك.

الى ذلك، وبعد تعرّض العاصمة الروسية لأوسع هجوم بطائرات مسيّرة منذ بدء الحرب الأوكرانية، وبروز خلافات علنية بين القادة العسكريين الروس، وسحب مقاتلي مجموعة فاغنر من مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، كشف حاكم الشيشان، رمضان قديروف، عن إعادة قوات «أحمد» الشيشانية الخاصة انتشارها، استعدادا لبدء هجوم وتحرير قرى في «جمهورية دونيتسك الشعبية»، المنطقة الانفصالية بشرق أوكرانيا.

Ad

وأوضح أن «وحدات أحمد» الأخرى، التابعة لوزارة الدفاع، على خط التماس بين منطقتَي زابوروجيه وخيرسون، تلقّت نفس الأوامر ببدء الهجوم.

وعقب ذلك بساعات، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن «عمليات هجومية ناجحة» لمفرزة اللواء الخامس للبنادق الآلية و«قوات أحمد» في منطقة ماريينكا.

ودعا قديروف إلى إعلان الأحكام العرفية في روسيا الاتحادية، لكنّ المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، أكد أنه لا يتم حالياً مناقشة المسألة.

في المقابل، أعلن قائد مجموعة فيلق «روسيا الحرة» المعارضة، الملقّب بـ «قيصر» تصريحات لـ «ذا تايمز» البريطانية، أن لديه الآلاف من المتطوعين الذين ينتظرون الانضمام إلى مجموعته، تحضيراً لمواصلة هجماتهم ضد أهداف داخل روسيا، وبما فيها العاصمة موسكو ومقر الرئاسة «الكرملين».

ورأى أن الهجوم الواسع بالطائرات المسيّرة الذي استهدف موسكو، أمس الأول، كان يهدف في المقام الأول إلى «دعم هجوم أوكرانيا المضاد المخطط له، وبمنزلة حملة تجنيد لتشجيع الروس على إطاحة بوتين قبل أن تأتيهم الحرب».

وزعم قيصر أن جميع أفراد جماعته مواطنون روس وليسوا مرتزقة من عدة دول، مثل « مجموعة فاغنر».

في غضون ذلك، قال مسؤولون روس، إن «درون» أوكرانية أشعلت حريقا بمصفاة أفيبسكي للنفط قرب ميناء مطل على البحر الأسود في جنوب البلاد، فيما أعرب «الكرملين» عن قلقه إزاء القصف الأوكراني لمنطقة بيلغورود الروسية، وهي إقليم حدودي تعرّض مراراً للهجمات انطلاقا من الأراضي الأوكرانية.

وأسفر قصف ليلي، بمنظومة هيمارس، استهدف مزرعة دواجن في منطقة لوغانسك الأوكرانية الخاضعة لسيطرة موسكو عن سقوط 5 أشخاص وإصابة 19.

كما أصاب قصف مدفعي بلدة روسية حدودية قريبة من مدينة خاركيف الأوكرانية للمرة الثالثة في أسبوع، مما ألحق أضراراً بمبانٍ وأشعل النيران في سيارات.

في السياق، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمّرت سفينة الإنزال «يوري أوليفيرينكو» في ميناء أوديسا الأوكراني، التي تقول موسكو إنها السفينة الحربية الأخيرة التابعة للبحرية الأوكرانية.

ومع ارتفاع منسوب التوتر بين موسكو والقوى الغربية، اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديميتري ميدفيديف، أن أي مسؤول بريطاني، عسكريا كان أو مدنيا، يساعد أوكرانيا في الحرب هو هدف عسكري مشروع لموسكو.

وقال ميدفيديف عبر «تويتر»: «لندن تخوض بالفعل حرباً غير معلنة ضد موسكو، وهذا يعني أن أي شخصية بريطانية تعتبر هدفاً عسكرياً مشروعاً».

كما اعتبر السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، أن تصريحات واشنطن بشأن هجوم موسكو تشجّع الإرهابيين الأوكرانيين.

إلى ذلك، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن يقدّم الغرب «ضمانات أمنية ملموسة لأوكرانيا» من خلال «طموح أكبر» مما كان عليه حتى الآن. وذكر أن كييف «اليوم تحمي أوروبا»، وهي مجهزة «بمعدات عسكرية كبرى»، لدرجة أنه من مصلحة الغرب «أن تكون لديها ضمانات أمنية موثوقة معنا في إطار متعدد الأطراف».

وأشار ماكرون، الذي اعتبر في 2019 أن حلف شمال الأطلسي في حالة «موت سريري»، إلى أن نظيره الروسي «أيقظ الحلف عبر أسوأ صدمة»، من خلال غزو أوكرانيا، وأكد أمام منتدى في براتيسلافا أن «الركيزة الأوروبية في (الناتو) هي أمر حتمي»، داعياً الأوروبيين إلى امتلاك «قدرة ضرب العمق»، وإلى شراء أسلحة أوروبية.

وأوضح أن «روسيا ستبقى روسيا مع نفس الحدود، ويجب أن نبني فضاء يتيح لنا التعايش بسلمية، من دون أي سذاجة».

يأتي ذلك في وقت برزت تقارير عن تخطيط أوكرانيا وحلفائها لعقد قمة لزعماء العالم مع استبعاد روسيا، بهدف حشد الدعم وراء شروط كييف لإنهاء الحرب.

وذكر مستشار رئاسي أوكراني رفيع، ودبلوماسيون أوروبيون لصحيفة وول ستريت جورنال أن خطط الاجتماع، على الرغم من أنها أولية، تحظى بدعم قوي من قادة أوروبيين بينهم الرئيس ماكرون، الذي يضغط بقوة لمشاركة الدول التي وقفت إلى جانب روسيا أو رفضت اتخاذ موقف في الحرب.

وقال مسؤولون أوروبيون إنهم يعملون بضغط من ماكرون مع كييف من أجل «إعادة صياغة خطة السلام الأوكرانية»، المؤلفة من 10 بنود، بما يجعلها «أكثر قبولاً» لدى القوى العالمية الأخرى، مثل الهند، والبرازيل، والسعودية، والصين.