بلادٌ، جنَّةٌ أنّى تراها

وما في حُسنها فيما سواها

Ad

بها عشتُ الطفولةَ في هناءٍ

وأحببتُ الحدائقَ في سناها

نشأتُ مع الطبيعةِ في احتضانٍ

لتأخُذني الحقولُ إلى مداها

طبيعةُ ربّيَ المعبودُ حقًّا

أرى آياتِهِ لمَّا أراها

تعبَّقتُ الأرائجَ في زهورٍ

وشاقتني النسائمُ في شذاها

ولامستُ الورودَ ذواتَ شَهْدٍ

وسايرتُ السواقيَ في رُباها

وعانقتُ الخمائلَ باشتياقٍ

لتُبهِرَني الجبالُ بمُنتهاها

وتاقتْ للعلا نفسي تُؤُوقًا

فعاينتُ المجرَّةَ في سماها

وللغاباتِ هاماتٌ تُعلِّي

صنوبرَ باسقاتٍ في فضاها

ملاعبُ فرحةٍ زانتْ وطابتْ

معالمُ فُرجةٍ في مُلتقاها

فكم (كانتونَ) يزخرُ بالمزايا

ويفخرُ ساكنوهِ بمُقتضاها!

مقاطعةٌ يتيهُ الحُسنُ فيها

ويعلو في أعاليها لِواها

(زيورِخُ) للعراقةِ مهرجانٌ

بأحياءٍ من الماضي إزاها

متاحِفُ للتُّراثِ تُريكَ شعبًا

سعى بجُهودِهِ حتى بناها

(جنيفُ) ونُزهةُ الأحلامِ فيها

وعند بحيرةٍ تُجلي بهاها

ففيها بهجةُ النظرِ المروَّى

وأجملُ جولةٍ لمن ارتآها

و(بازِلُ) عنفوانٌ والتقاءٌ

لأشكالِ الحضارةِ في زهاها

بموقعِها المميَّزِ عند نهرٍ

هو الـ (راينُ) الذي دون انتهاها

و(لوزانُ) الجميلةُ في تلالٍ

بخُضرتِها البديعةِ في عُلاها

جبالُ الألْبِ في الآفاقِ تبدو

بروعةِ حُسنِها وغِنَى رواها

و(بيرنُ) بين وادٍ في شمالٍ

بألوانِ الزهورِ بمحتواها

قناطرُ للتنقُّلِ دون عبءٍ

وعاصمةُ الإدارةِ في حِماها

فهذي (سويسَرا) أرضُ المغاني

تبدَّتْ بالعطايا في غناها

تباركَ ربّيَ الخلاقُ حقًّا

بديعَ الصنعِ ربّي قد حباها

أنا جسمٌ بسيطٌ سوف يفنى

وروحي في العُلا تبغي الإلهَ

وصلّى اللهُ ربُّ العرشِ دومًا

على خيرِ البريةِ إذ براها

فأحمدُ سيدُ الأخلاقِ طُرًّا

أتى للعالمين بها، سقاها