بدأت حملة الشعارات الرنانة وتصريحات دغدغة المشاعر واللعب على أوتار الناخبين والتودد والزيارات المفاجئة والاستعطاف وذرف الدموع والحديث الذي لا يغني ولا يسمن من جوع حول مصلحة الكويت والشعب وغيرها من أساليب الجذب لاحتواء أكثر عدد من المؤيدين من خلال مرشحين يمتازون باللعب على هذه الأوتار في كل انتخابات، ويتذرعون بحجج واهية حول مواقفهم المخزية التي يبررونها بأنها من أجل مصلحة الوطن والشعب وغيرها من الأعذار التي لا تنتهي طالما هم بحاجة الصوت، حتى أن بعضهم يسرد من مخيلته بطولات غير موجودة أساسا على أرض الواقع، لكنه يلعب وفق سياسة الضحك على الذقون، وأنها مجرد أيام انتخابية وتمضي مقابل الوصول إلى قبة البرلمان، وهذا الأمر المعيب ليس محسوبا على هؤلاء بقدر ما هو محسوب على من يستقبلونهم ولا يحاسبونهم ولا يكشفون حقيقتهم، ولا يعرون مواقفهم والخذلان الذي تسببوا به للشعب تجاه القضايا المصيرية التي كانت وراء تراجعنا.

فالناخبون مطالبون اليوم بإجراء عملية فرز لهؤلاء بعيداً عن التأثر بالكلام المعسول والتعهدات الوهمية التي يتم تكرارها في كل انتخابات، لكنها سرعان ما تتبخر بعد الانتهاء من الغرض، ويكون مصيرها طي النسيان، ولكن ذاكرتها تنشط وتتجدد في موسم الانتخابات والندوات التي تحمل موائد الطعام أكثر من البرامج والقضايا التي تهم الوطن والمواطن، ولكن هناك من يضع نصب عينيه توفير أفخر البوفيهات لأنها أصبحت وسيلة جذب أخرى كما يعتقدون، وكأن الناس أصبحوا في أزمة غذائية لا تنفرج إلا في موسم الانتخابات، فهل هذه العقليات هي من ستصل بنا وبالكويت إلى بر الأمان؟ وهل ستكون المنارة للمرحلة المقبلة؟ وهل ستحقق النتائج لمستقبل باهر؟ فإذا كان هناك من يقيس عقول ناخبيه حسب الوصفات والمقادير في الموائد فلاطبنا ولا غدا الشر، ولا انتصرنا لديموقراطيتنا ولن نتقدم خطوة إلى الأمام، بالتالي فإن المسؤولية كبيرة ومضاعفة أمام الشعب الكويتي في اختيار الأصلح حتى تنصلح حالنا وتعود ديموقراطيتنا المجروحة إلى مكانتها الطبيعية بعد ما عانته من نزيف الأحداث المؤسفة والمواقف المخزية والانقلاب على الذات والانبطاح لأسباب واهية والالتفاف عليها بطرق ملتوية وغيرها من العلل التي أصبحت تتفشى في جسد هؤلاء ومن على شاكلتهم من زمرة الفساد والإفساد واستدراج الضحايا الذين لا حول ولا قوة لهم سوى أنهم أصبحوا بحاجة ماسة لمن يساعدهم على إنجاز معاملة طالما هناك من يمضي في تطبيق سياسة خشمك وأذنك والمحسوبيات.

Ad

آخر السطر:

الكذب شعار المرحلة لبعض المنقلبين والمنبطحين الذين حولوا الحقائق إلى زيف والزيف إلى حقائق، فاحذروا أن يتسربوا بينكم ويستدرجوكم لفخهم لأنه إذا فات الفوت ما ينفع الصوت.