وسط روح جديدة تسري في العلاقات العربية العربية، وتحركات دبلوماسية مكثفة للتطبيع بين دول الشرق الأوسط، يبدأ سلطان عمان هيثم بن طارق زيارة رسمية اليوم الأحد، وهي الزيارة الأولى له لمصر منذ توليه السلطة في 2020، وسيكون الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على رأس مستقبليه، بعد عودته من المشاركة في القمة العربية بجدة أمس الأول الجمعة، وهي القمة التي غاب عنها السلطان هيثم.

وقال ديوان البلاط السلطاني، في بيان رسمي، إن الزيارة تأتي تلبية لدعوة الرئيس السيسي، على أن تستمر مدة يومين، وتأتي امتدادا للعلاقات التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين، وتأكيدا على حرص قيادتي البلدين على توثيق تلك الروابط الراسخة بينهما، على أن تتناول الزيارة كل جوانب التعاون التي من شأنها أن ترتقي بالعلاقات الثنائية إلى المستويات التي تلبي الغايات المنشودة في جميع المجالات.

Ad

كما سيتم خلال الزيارة التشاور والتنسيق بين القيادتين، بما يسهم في تعزيز العمل العربي المشترك، وبحث مختلف التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، بينما قال سفير سلطنة عمان لدى القاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، السفير عبدالله الرحبي، إن السلطان هيثم لديه إيمان بأهمية العلاقة مع مصر، باعتبارها علاقات أخوية نموذجية، ولم تتأثر يوما بأي متغيرات على مدى السنوات الماضية.

وأضاف السفير العماني، في مؤتمر صحافي أمس السبت، أن العلاقات المصرية العمانية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، لافتا إلى أن زيارة السلطان هيثم بمنزلة «زيارة تاريخية» لأنها الأولى له لمصر منذ توليه السلطة في يناير 2020، كما أنها تأتي عقب انعقاد القمة العربية في جدة، والتي شاركت فيها سلطنة عمان، وكانت مشاركة فاعلة لترميم البيت العربي، وسط زخم وطموح عربي كبير رسخته النتائج الإيجابية التي حققتها القمة العربية في دورتها التي اختتمت أعمالها في جدة الجمعة الماضي.

وتأتي الزيارة العمانية لمصر في وقت نقلت مواقع إخبارية أنباء عن وساطة عمانية وعراقية لإعادة العلاقات بين مصر وإيران، بعدما خرجت تصريحات رسمية من الجانب الإيراني الأسبوع الماضي، تتحدث عن تقدم في ملف عودة العلاقات مع مصر، ولم تستبعد مصادر مصرية في حديثها لـ«الجريدة»، أمس، أن تتناول المباحثات المصرية العمانية الحديث عن مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية، لكنها أكدت أن الزيارة لا يمكن حصرها في ملف واحد، إذ ستتناول مختلف الملفات على صعيد العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

من جهته، ذكر وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي، لـ«الجريدة»، «الزيارة تبدأ في الأساس من ملف العلاقات الثنائية، في ظل حقيقة أن العلاقات بين البلدين تاريخية وقوية وراسخة، ودائما ما تتميز بالاتزان والثبات، فلا نجد فيها أي صعود وهبوط بل دائما مستقرة»، ورفض العرابي الربط بين الزيارة العمانية والتقدم في ملف العلاقات المصرية الإيرانية، قائلا: «مصر لا تحتاج لوساطات لتحسين علاقاتها مع إيران».

وتوقع العرابي أن يشغل ملف الأزمة اليمنية حيزا في المباحثات المصرية العمانية، متابعا: «سلطنة عمان لها دور كبير في ملف اليمن، ومصر ستكون حريصة على الاستماع لهذا الدور، كما أن الزيارة تأتي بعد القمة العربية لتكرس العمل العربي المشترك الذي يخدم مخرجات القمة، فضلا عن ملف العلاقات الثنائية التي تعطي نموذجا جيدا لطبيعة العلاقات بين الدول العربية».

إلى ذلك، وفي أعقاب الإعلان عن مشروع روسي إيراني لتشييد خط سكة حديد منافس لقناة السويس، يتوجه وفد من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى الصين اليوم الأحد، للترويج للمنطقة والعمل على جذب استثمارات صينية إلى قناة السويس، في إطار خطة حكومية لتعظيم عائدات القناة والمنطقة الاقتصادية الملاصقة لها، وتعزيز قدرتها على المنافسة كأحد الممرات البحرية في العالم، وأحد مصادر العملة الأجنبية الرئيسية للاقتصاد المصري.

ويترأس رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وليد جمال الدين وفد المنطقة في زيارة الصين وهونغ كونغ، لحضور منتدى الاستثمار المصري الصيني، المنعقد في بكين، واستطلاع عرض الفرص الاستثمارية للمنطقة الاقتصادية أمام كبرى الشركات الصينية ومجتمع الأعمال، وبحث سبل التعاون في مشروعات جديدة مع مجموعة تيدا الصينية التي تعد من أكبر وأهم المطورين الصناعيين بمنطقة السخنة المتكاملة في مصر.

وقال جمال الدين، في بيان رسمي، إن الزيارة تستهدف طرق أبواب الاستثمار في بكين وهونغ كونغ، والعمل على حضور منتدى الاستثمار الصيني المصري، لعرض فرص الاستثمار والقطاعات الصناعية المستهدف توطينها بالمنطقة الاقتصادية، سواء بالموانئ التابعة أو المناطق الصناعية، وتعد تلك الزيارة ثاني محطات الهيئة الاقتصادية لقناة السويس في القارة الآسيوية بعد زيارة فيتنام في مارس الماضي.