تنعقد اليوم القمة العربية في دورتها الـ 32 في مدينة جدة السعودية، بحضور عربي كامل للمرة الأولى منذ أكثر من عقد في ظل مساعٍ عربية لـ «تصفير المشاكل» في المنطقة، بهدف إعادة ترميم العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تفرضها التغيرات الجيوسياسية العنيفة التي يشهدها العالم.

وتوافد أمس إلى جدة رؤساء الدول العربية وممثلوها، وبينهم الرئيس السوري بشار الأسد الذي يشارك في أول قمة عربية منذ 2010، على أن يغادر ممثل سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد اليوم إلى المملكة لترؤس وفد الكويت.

Ad

ومن بين الواصلين إلى جدة، إلى جانب الأسد، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى والرئيس التونسي قيس سعيد، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وبينما أكدت وكالة الأنباء القطرية أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد سيترأس وفد بلاده في القمة، سيكون سلطان عمان هيثم بن طارق بين الغائبين، حيث تتمثل السلطنة بمبعوث السلطان أسعد بن طارق، في حين لم يتأكد حضور الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد ورئيس الجزائر عبدالمجيد تبون.

وفي مفاجأة من العيار الثقيل، علمت «الجريدة» أن السلطات الأوكرانية تجري تحضيرات لمشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في القمة بعدما تلقت كييف دعوة عربية. وقال مصدر دبلوماسي أوكراني من كييف، لـ «الجريدة»، إن الاستعدادات جارية لسفر الرئيس الأوكراني إلى المملكة، وفي حال تأمنت كل الشروط فإن السلطات الأوكرانية تنوي تلبية الدعوة.

وبحسب المعلومات، بعثت الرياض دعوة مماثلة إلى روسيا لكن لم تتسرب معلومات حول ما إذا كانت وجهت إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو إذا كانت موسكو أبلغت السلطات السعودية بالمستوى الذي ستشارك به، دون استبعاد أن يكون هناك كلمتان عبر الفيديو لزيلينسكي وبوتين.

وتعكس هذه الخطوة توجه الدول العربية إلى إظهار حيادها في الحرب الأوكرانية، وكذلك وقوفها على مسافة واحدة من التكتلات العالمية، خصوصاً بعد أن استضافت الرياض القمة العربية ــ الصينية قبل أشهر.

وكان وزراء الخارجية العرب رفعوا أمس الأول جدول الأعمال وبنود القرارات التي تم التوافق عليها إلى القادة لإقرارها في القمة اليوم. وأفادت مصادر دبلوماسية بأن جدول أعمال القمة وقراراتها يتطرقان إلى كل الأزمات والتحديات التي تواجه التكتل العربي، بدءاً بالصراع المفاجئ الذي اندلع في السودان حيث سيكون هناك تشديد على ضرورة وقف القتال والعودة إلى الحوار السياسي وتطبيق اتفاق جدة، وكذلك ستدعم القمة الجهود السعودية والأممية والدولية للتوصل إلى هدنة دائمة في اليمن، تنهي الحرب وتعالج الأوضاع الإنسانية.

وبحسب المصادر، ستدعو القمة الأفرقاء السياسيين اللبنانيين إلى انتخاب رئيس بالتوافق في أسرع وقت لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد، كما ستدعو إلى تعزيز الدور العربي في سورية لإنهاء كل تداعيات الحرب بما في ذلك قضية اللاجئين.

ومن المتوقع أن تحذو القمة حذو قمة الرياض العربية ــ الصينية التي دعت العراق والكويت لاستكمال ترسيم الحدود البحرية بينهما مع التشديد على ضرورة احترام سيادة كل دولة.

وسترحب القمة بالاتفاق الذي رعته بكين بين السعودية وإيران، وستدعو إلى وقف التدخلات الخارجية بالمنطقة العربية مع استخدام صيغة مخففة في ظل التقارب العربي مع إيران وتركيا. كما ستبحث أزمة سد النهضة وتجدد تضامنها مع موقف مصر والسودان، وستشدد على أهمية التضامن والتنسيق بين الدول العربية في معالجة أزمة الأمن الغذائي وتداعيات الحرب الأوكرانية ــ الروسية.