سؤال يردده الجميع ويتحسرون بقلب يعتصر ألما وحزنا، خصوصا من عاش العصر الذهبي للغالية الكويت وشاهد إنجازات أبنائها على الصعد كافة، وتفوقها على الكثير من دول المنطقة، وعاش ما وصلت إليه اليوم وتأخرها عن ركب التنمية والتقدم الذي نراه في محيطنا الخارجي. لا يمكن لعاقل أن يقر بأن مشاكلنا العالقة منذ عقود ما زالت مستمرة رغم كل الإمكانات المتوافرة لحلها والقضاء عليها، ولكن تلك المشاكل غيبت بفعل فاعل، وتركت جنباً لتفرغ الساسة لصراعهم العبثي حول السلطة والنفوذ والمال، وليشغلوا الشعب برمته في هذا الصراع الذي سيكون المنتصر فيه خاسرا وستكون نتائجه مدمرة للبلاد والعباد.

وبما أننا في أجواء انتخابات برلمانية جديدة نرى ولأول مرة البرامج الانتخابية تتحول إلى اتهامات وفجورا بالخصومة علنا، والويل والثبور لأطراف الصراع دون أي طرح عقلاني ومتزن يراعي ظروف البلد ويهتم بقضايا المواطنين، فالجميع نزل بفريقه كاملاً ليس لحل المشاكل العالقة ولا رفعة الوطن وتنميته وازدهاره ولا رفاهية المواطن، بل من أجل معركة الكل خاسر فيها، ولسان حالهم يقول «عليّ وعلى أعدائي».

Ad

الجيل الذي عاش الزمن الذهبي للكويت يتذكر الخلافات السياسية والفكرية بين ساسة ذلك الزمن الجميل والذين كان اختلافهم فكرياً ولكن لا يختلفون حول الكويت ومصالحها العليا، يختلفون في طريقة حبهم وولائهم في ازدهارها، الأمر الذي جعلها متفوقة في كل المجالات والميادين، فكانوا ساسةً ورجال دولة بخلاف ما نراه اليوم من مراهقي سياسة ابتلي بهم الوطن وبصراعهم العبثي الذي جعل مصالحهم تطغى على عقولهم، ونظرتهم القاصرة تسيطر على عيونهم، فحولوا الكويت إلى ساحة معركة والشعب إلى أدوات وجنود تخدم أجنداتهم، فتدهورت الحال وتراجعت الكويت في كل المجالات ليس لأنها كذلك ولا لأن شعبها يريد ذلك، بل لأن أطراف الصراع بلغوا من النفوذ في المال والإعلام مبلغاً يجعلهم يسيطرون على مؤسسات الدولة، فأقحموها في صراعهم لينتج عنها إهمال الدولة وضعف تنميتها.

يعني بالعربي المشرمح: أقولها ويقولها كل من عاش الزمن الجميل والعصر الذهبي للغالية الكويت وشاهد هذه الحقبة المؤلمة: اتقوا الله في بلدكم، فالكويت هي من صنعت منكم ما أنتم فيه الآن، وتذكروا فضلها عليكم، فإن قلوبنا تعتصر ألما عما كنا فيه وعما وصلنا إليه.