خلال زيارته لمنطقة سيستان وبلوشستان الإيرانية الحدودية مع باكستان وأفغانستان، ألمح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى تنفيذ عملية عسكرية داخل أفغانستان، موجّهاً تحذيراً إلى حركة طالبان الحاكمة، على خلفية خلاف حول مياه نهر هيرمند، الذي ينبع من الأراضي الأفغانية ويصب في «سيستان وبلوشستان» الإيرانية.

وقال رئيسي، قبيل لقائه رئيس وزراء باكستان شهباز شريف: «إنني من هنا أحذر حكام أفغانستان أنهم يجب أن يعطوا إيران حقها من الماء، وإلا فإننا سنتصرف».

وفيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية - الباكستانية، اتفق رئيسي وشهباز على فتح صفحة جديدة بين البلدين بهذا الشأن، ووقّعا عدة اتفاقات للربط الكهربائي.

وأكد مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن وزارة الدفاع الإيرانية والأجهزة الأمنية تدفع لتنفيذ خطة لقصف وتدمير سد على نهر هيرمند قام الأميركيون ببنائه، وهو الذي يعوق تدفق المياه إلى ايران.

في المقابل، أوصت وزارة الخارجية بـ «التريث»؛ لأن من شأن أي عمل عسكري أن ينسف كل المحاولات الدبلوماسية لتحسين العلاقات مع «طالبان».

وأجرى وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، أمس، اتصالاً بوزير خارجية «طالبان» أمير خان متقي الذي كرر أن المشكلة تكمن في شح المياه خلف سد كجكي، الذي قام الأميركيون ببنائه على نهر هيرمند.

وأضاف المصدر أن جهاز أمن الحرس الثوري ينفي أن يكون هناك مشكلة في المياه خلف السد، مؤكداً أن «طالبان» حوّلت مجرى المياه إلى أراضٍ جافة.

وحسب المصدر، فإن عبداللهيان ومتقي اتفقا على أن تسمح «طالبان» لوفد إيراني بزيارة سد كجكي؛ للتأكد من مزاعم الحركة.

وفي تفاصيل الخبر:

أجرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، محادثات مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف خلال لقائهما على الحدود بين البلدين، في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية، حيث افتتحا مشروع نقل الكهرباء إلى باكستان.

وقال الرئيس الإيراني: «سنقوم باتخاذ مزيد من الخطوات الميدانية لتبادل الطاقة والكهرباء مع باكستان، وتدشين سوق حدودي مشترك بين البلدين».

Ad

وأضاف أن لقاءه شريف يحمل «رسالة مهمة، هي أن الحدود يمكن أن تساهم في تعزيز الأمن بين البلدين»، مشيراً إلى أن أمن باكستان «هو أمن المنطقة برمتها، وهو أمننا، ووجود الأجانب في المنطقة لن يحل مشاكلها الأمنية».

كذلك، تطرق رئيسي إلى نتيجة الوجود الأميركي في أفغانستان، قائلاً إن هذا الوجود ساهم «في قتل وجرح وإعاقة وتشريد الكثير من أبناء هذا البلد».

وقال رئيسي خلال استقباله شريف، إن «السعودية ليست عدوتنا، ولم ننظر إليها يوماً بهذه النظرة على الإطلاق، ووفق السياسة الخارجية المبدئية لإيران، نعتقد أن الكيان الصهيوني هو الذي يمثل العدو المشترك لكل العالم الإسلامي».

من جهته، قال شريف، إن إيران وباكستان بلدان «شقيقان وصديقان يحملان ثقافة وتاريخاً مشتركاً»، مضيفاً أن اللقاء يفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.

وحذّر رئيسي حركة «طالبان» الأفغانية، الحاكمة في كابول، من إمساك مياه نهر هيرمند العابر للحدود وتبني «مزاعم واهية»، مؤكداً أن طهران عازمة على «استعادة حقوق الشعب الإيراني أينما كانت». ووجّه رئيسي حديثه إلى قادة «طالبان»، خلال زيارة إلى مدينة جابهار الحدودية، قائلاً: «يجب ألا يعتبر حكام أفغانستان أن الأمر طبيعي، ويجب أن يتعاطوا مع المسألة على محمل الجد، إننا نحذرهم بضرورة إعطاء حقوق الناس في سيستان الباكستانية، وفي سيستان وبلوشستان الإيرانية من مياه هيرمند في أسرع وقت، وإلا فسيتحملون التبعات».

وشدد على أنه من حق أهالي محافظة سيستان بلوشستان المتاخمة لأفغانستان في مياه هيرمند وفقاً للمعاهدات والاتفاقيات الدولية، لأن ذلك لا يمكن أن يضيع بمرور الوقت.

وفي إشارة إلى شائعات تتحدث في بعض الأحيان عن شح المياه الموجودة في السد أو أن جزءاً منه مغطى بالطين، لفت رئيسي إلى أنه «يجب على حكام أفغانستان السماح للخبراء الإيرانيين بزيارة السد والتحقق من الوضع، وإذا تم تأكيد قلة المياه أو الجفاف فلن يكون لدى إيران أي تعليق بعدها، وإلا فإننا لن نسمح بانتهاك حقوق سكان تلك المناطق القاحلة بأي شكل من الأشكال»، مضيفاً، أن قضية المياه هي مشكلة العالم كله.

وجاء تحذير الرئيس الإيراني في وقت تخشى حكومته من تجدد الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها عدة مناطق في الأعوام المنصرمة بسبب شح المياه.

إلى ذلك، كشف تقرير استخباراتي، نشر ليل الأربعاء ـ الخميس، أن الولايات المتحدة عرضت على إسرائيل «تنفيذ تخطيط عسكري مشترك» بشأن إيران.

وذكر موقع «واللاه» أن دوائر صنع القرار في الدولة العبرية خشيت أن يكون الاقتراح الأميركي الذي قدم قبل عدة أسابيع يهدف بشكل أساسي إلى «تقييد أيدي» تل أبيب عن العمل ضد البرنامج النووي الإيراني. وذكر التقرير، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن تل أبيب طلبت من إدارة الرئيس جو بايدن «إيضاحات حول المغزى العملي من هذا الاقتراح».

وحسب الموقع، فإن إسرائيل تشتبه في أن وراء العرض الأميركي محاولة لتقليص قدرتها على العمل ضد المنشآت النووية الإيرانية، من خلال منح إدارة بايدن الحق في التعرف على المخططات الإسرائيلية بشكل مسبق والاعتراض عليها.