تعرضت عدة مناطق أوكرانية لغارات جوية جديدة شنتها روسيا، صباح أمس، ووصفتها سلطات كييف بأنها «غير مسبوقة في وقتها وكثافتها وتنوعها». وذكر بيان أوكراني رسمي أن الضربات الأعنف تأتي ضمن الهجوم الجوي التاسع على التوالي على العاصمة كييف منذ بداية مايو الجاري.

وقالت كييف إن صواريخ كروز أطلقتها قاذفات روسية تحلق عبر منطقة بحر قزوين، وان طائرات استطلاع بدون طيار حلقت فوق العاصمة، مضيفة: «تم رصد وتدمير جميع أهداف العدو في المجال الجوي لكييف باستثناء صاروخ واحد»، في المقابل أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن صواريخها أصابت ودمرت جميع الأهداف.

Ad

على الجانب الآخر، ذكر سيرغي أكسيونوف، المسؤول المعين من قبل روسيا لإدارة شبه جزيرة القرم، أن حركة القطارات توقفت بين سيمفيروبول، عاصمة المنطقة، ومدينة سيفاستوبول بعد خروج قطار عن مساره، لكن تقارير تناقلتها منصات لها صلات بأجهزة الأمن الروسية، أفادت بأن انفجارا وقع في خط للسكك الحديدية بالمنطقة.

وجاءت هذه الهجمات رغم وصول المبعوث الصيني الخاص لي هوي إلى العاصمة الأوكرانية للتباحث في التوصل إلى «تسوية سياسية» للصراع، واجتماعه مع الرئيس فلاديمير زيلينسكي، ووزير الخارجية دميترو كوليبا، الذي «شرح بالتفصيل مبادئ استعادة السلام الدائم والعادل، على أساس احترام سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا». وشدد كوليبا على أن أوكرانيا لن تقبل أي اقتراح من شأنه أن ينطوي على خسارة أراضيها أو تجميد الصراع.

وقبل أن يغادر لي هوي أوكرانيا، والذي من المقرر أن يسافر إلى بولندا وفرنسا وألمانيا وروسيا، رأى المبعوث الصيني أنه «لا وجود لدواء سحري لحل الأزمة الأوكرانية»، مؤكدا ضرورة أن يعمل الجميع على بناء الثقة المتبادلة وتهيئة الظروف للمفاوضات.

في هذه الأثناء، أعلنت رئيسة مولدافيا مايا ساندو، في تصريحات، أمس، أن بلادها تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي «في أسرع وقت ممكن»، لحماية نفسها من التهديد الروسي، معربة عن الأمل في صدور قرار «في الأشهر المقبلة» بشأن فتح مفاوضات بهذا الصدد.

وقالت ساندو، قبل أيام من تظاهرة مؤيدة لأوروبا، تليها قمة أوروبية غير مسبوقة في شيسيناو، «بالطبع لا شيء يقارن بما يحصل في أوكرانيا، لكننا نرى الخطر ونعتقد أنه لا يمكننا إنقاذ ديموقراطيتنا إلا عبر الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي».

وترى الجمهورية السوفياتية السابقة، التي تضم 2.6 مليون نسمة، ومنطقة ترانسنيستريا التي تخضع بحكم الأمر الواقع لسيطرة موسكو، أن روسيا الاستبدادية ستبقى مصدراً كبيراً لعدم الاستقرار في السنوات المقبلة. في فبراير الماضي اتهمت ساندو روسيا بتدبير انقلاب للاطاحة بالسلطة في شيسيناو.