وصفت سفيرة كندا لدى البلاد، عالية مواني، زيارة وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح إلى بلادها بـ «المثمرة والإيجابية، حيث تعتبر زيارته الأولى إلى كندا»، لافتة إلى أن «أهم نتائج زيارته كانت توقيع اتفاقية تعاون لإقامة الحوار الاستراتيجي بين البلدين، على غرار الحوار الاستراتيجي بين الكويت وكل من الولايات المتحدة وفرنسا»، مشيدة بهذه الخطوة، «خصوصا أن البلدين يتمتعان بتعاون مميز، حيث إن الحوار الاستراتيجي سيشكل إطارا رسميا للتعاون في مختلف مناحي العلاقات الثنائية السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية».

وفي تصريحات على هامش غداء تكريمي أقامته في منزلها لممثلي وسائل الإعلام، لشكرهم على جهودهم المستمرة في دعم السفارة، قالت مواني إن «الجانبين بحثا أهم القضايا ذات الأولوية والديناميكية والاهتمام المشترك في المنطقة، مثل سورية والسودان وإيران وقضية المياه، والكثير من المخاوف التي تقلق الكويت ودول الجوار، كما تطرّقت المحادثات إلى الوضع في أوكرانيا، خصوصا أن الكويت تؤدي دورا بنّاء في هذا الصدد، ولاسيما في المؤسسات الأممية».

Ad

وأوضحت أن «المحادثات تطرّقت إلى القاعدة العسكرية الكندية في الكويت، التي تعتبر مركز عمليات القوات الكندية في المنطقة»، مشيرة إلى أن «هذه القاعدة، التي يوجد فيها 250 جنديا كنديا، ملتزمة بوجودها في الكويت، ونحن سعداء بذلك»، مشيرة إلى أن الأهم «هو أن هذه القاعدة هي المركز الرئيسي للدعم والإسناد لقواتنا في المنطقة».

ووصفت مستوى التعاون العسكري بين البلدين بـ «الإيجابي والمتميز، خصوصا أن الكويت مضيف ممتاز لقاعدتنا»، مشيدة بالدور الرائد الذي أدته الكويت في إجلاء 4000 مواطن كندي من أفغانستان.

دور المرأة الكويتية

من ناحية أخرى، أشادت مواني بدور المرأة الكويتية وإسهاماتها في مختلف القطاعات والإنجازات التي حققتها في كل مجال، مشيرة إلى أن بلادها تعمل مع الكويت بشكل وثيق لتمكين المرأة في مختلف المجالات، ومعربة عن سعادتها بلقائها بالعديد من الكويتيات الناجحات والملهمات في مختلف المجالات، واللائي شاركن في الكفاح للحصول على حقوقهم في المجتمع، مضيفة «أن ما تحقق للمرأة الكويتية في كفاحها للحصول على حقوقها هي مجرد البداية فقط، حيث مازال أمام النساء الكويتيات الكثير الذي يجب أن يحاربن من أجله، وهذا شيء إيجابي للغاية».

وشددت على أن «المرأة الكويتية ذكيّة وقادرة على صناعة الفارق وموهوبة للغاية، وهذا يخدم مصالح الدولة وأهدافها»، مشيدة في الوقت نفسه «بالقوانين المتعددة والرائعة التي تحمي المرأة والطفل»، داعية الرجال الى دعم المرأة.

وعن العلاقات التجارية بين الكويت وكندا، أكدت مواني أن «تجارة النفط والغاز مزدهرة للغاية منذ مدة طويلة»، مشدّدة على أن «الكويت باتت تحتل المرتبة الثانية في دول الخليج في التجارة مع كندا، متقدّمة على الإمارات وقطر»، وموضحة أن بلادها «تسعى لإدخال المزيد من المواد الغذائية الكندية العالية الجودة الى الكويت»، لافتة إلى أن «لدى كندا الكثير لتقدّمه للكويت».

وفي الحقل الطبي والصحي، أوضحت أنه «يوجد تعاون كبير في هذا المجال بين الدولتين»، مبينة أن «هناك تعاونا متزايدا، حيث يوجد نحو 450 طالباً كويتياً يدرسون الطب في الجامعات الكندية، كما يوجد عدد كبير من الأطباء الذين يذهبون الى كندا للتدريب واكتساب الخبرة».

مكاتب وهمية للهجرة

ردّاً على سؤال عن المكاتب الوهمية التي تحاول خداع الناس بالهجرة الى كندا، وما إذا كانت السفارة استقبلت أي شكاوى بهذا الخصوص، أوضحت أن «هذه المكاتب موجودة فعلاً ومسجّلة قانونياً في الكويت، وتأخذ أموالاً كبيرة من طالبي الهجرة، لكن مع الأسف ليس للسفارة هنا ولا للحكومة الكندية أي سلطة على هذه المكاتب التي لا علاقة لها كذلك بها، إلا أن ما نشجّع الناس على عمله هو أن يستخدموا القنوات الرسمية لتقديم طلبات الهجرة، وهي الطريقة الأفضل»، مشدّدة على حاجة بلادها الدائمة إلى مواطنين جدد، خصوصاً من الأشخاص المهنيين.

وعن كيفية الحصول على التأشيرات، أكدت مواني أنها تحتاج إلى نحو شهر لإصدارها، لافتة إلى أن «السفارة تسعى جهدها لحصول الطلاب على تأشيراتهم في أسرع وقت ممكن»، وناصحة الأهل بتقديم طلبات التأشيرة مع أولادهم الراغبين بالدراسة في كندا، وموضحة أن مدة التأشيرة الممنوحة تعتمد على صلاحية جواز السفر، مشيدة في الوقت نفسه بالتعاون الرائع مع المكتب الثقافي الكويتي في أوتاوا، الذي يساعد الطلاب ويدعمهم خلال وجودهم في كندا.

وفيما يتعلّق بتسيير رحلات مباشرة بين الكويت وكندا، قالت مواني: «لدينا اتفاقية في هذا الشأن مع الخطوط الجوية الكويتية، لكن الأمر يعتمد على حجم المسافرين، خصوصاً أنه لدينا فقط نحو 7500 مواطن كندي».