شهدت أسعار النفط الخام انتعاشاً جزئياً مع بداية الأسبوع الماضي بعد 3 أسابيع متتالية من التراجع. وجاءت تلك المكاسب على خلفية وصول أسواق النفط إلى منطقة ذروة البيع والتي شهدت بلوغ الأسعار مستويات 70 دولاراً للبرميل.

ومع ذلك، وحسب تقرير صادر عن شركة كامكو إنفست، انخفضت الأسعار مرة أخرى في جلسات التداول الثلاث الأخيرة مدفوعة بالمخاوف بشأن زخم الطلب هذا العام، مما أدى إلى تراجع للأسبوع الرابع على التوالي. جاءت المكاسب المؤقتة بعد أرقام التضخم المعتدلة في الولايات المتحدة وتزايد الإجماع على توقف رفع سعر الفائدة في الأشهر المقبلة. ومع ذلك، فإن ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة من ناحية والاقتراض المنخفض والتضخم الثابت في الصين شكك مرة أخرى في نمو الطلب المتوقع خلال بقية العام.

Ad

كما دعمت عوامل جانب العرض أسعار النفط في ظل الاضطرابات التي تعرضت لها الإمدادات الكندية نتيجة لحرائق الغابات في مقاطعة ألبرتا. حيث تم إعلان حالة الطوارئ في المنطقة مما أدى إلى قيام المنتجين بتقليص الانتاج بنحو 185 برميل يومياً، أو ما يعادل 2 في المئة تقريباً من إنتاج البلاد. وقد أثر ذلك على إمدادات النفط الرملي الثقيل الذي تنتجه المنطقة. من جهة أخرى، استمر توقف الصادرات النفطية للعراق عبر ميناء جيهان التركي مما أثر على الإمدادات العراقية، على الرغم من استئناف بعض الموانئ عملياتها.

أما على صعيد الطلب، فقد حصلت الأسعار على دفعة قوية بعد أن أشار تقرير صادر عن وكالة رويترز نقلاً عن وزير الطاقة الأميركي إلى أن الحكومة الأميركية اقترحت شراء النفط لإعادة ملء الاحتياطي النفطي الاستراتيجي في وقت لاحق من العام الحالي. وتهدف عملية الشراء إلى إعادة تعبئة مخزونات الاحتياطي الذي وصل إلى أدنى مستوياته منذ عقود (عند مستوى 372 مليون برميل، فيما يعد أدنى مستوى يتم تسجيله منذ العام 1983) بالإضافة إلى الاستفادة من الأسعار المنخفضة السائدة هذا العام. كما ساهمت توقعات ارتفاع الطلب الموسمي في الولايات المتحدة هي الأخرى في تعزيز الأسعار. وأشار أحدث تقرير لتوقعات الطاقة على المدى القصير لإدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى ارتفاع الطلب إلى جانب انخفاض الإنتاج عن المستوى المتوقع، خصوصاً من جهة منتجي الأوبك.