ينتظر لبنان نتائج جولة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان على مختلف القوى السياسية، إذ سيلتقي للمرة الأولى مع حوالي 25 نائبا يمثلون كتلا نيابية مختلفة في إطار آلية جديدة تعتمدها طهران لتظهير حضورها وتفعيله لبنانياً، وذلك بعد الاتفاق السعودي - الإيراني.

وتأتي زيارة عبداللهيان لبيروت بالتزامن مع عودة السفير السعودي وليد البخاري، والذي من المفترض أن يبدأ بدوره جولة على القوى السياسية المختلفة، لاسيما حلفاء الرياض، لوضعهم في آخر المستجدات على خط الاتفاق مع طهران والتقارب مع دمشق، وأيضا في أجواء الاتصالات الدولية التي جرت مؤخرا لمقاربة الملف اللبناني، وخصوصا استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية.

Ad

وحسبما تقول مصادر متابعة، فإن عبداللهيان الذي وصل بيروت قادما من سلطنة عمان، على أن يغادر العاصمة اللبنانية إلى دمشق لعقد لقاءات هناك، لاسيما مع الرئيس السوري بشار الأسد، سيؤكد في مواقفه حرص إيران على تقديم المساعدة للبنان بدون التدخل في الملفات السياسية التي يتكفل بها حزب الله.

ويراهن خصوم الحزب أن تكون الزيارة منطلقا لدفعه إلى تقديم تنازل سياسي في موضوع الرئاسة، انسجاما مع الاتفاق الإيراني - السعودي، وهو ما تنفيه مصادر قريبة من حزب الله تعتبر أن حظوظ مرشح الحزب سليمان فرنجية لا تزال مرتفعة، وهناك تقدم يتم إحرازه في الطريق الى قصر بعبدا.

ويتطلع خصوم فرنجية الى موقف أميركي جديد، ينبثق عن الرسالة التي وجهها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الديموقراطي روبرت مانديز، والعضو البارز في اللجنة السيناتور الجمهوري جايمس ريتش إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، أعربا فيها عن قلقهما من الجمود السياسي في لبنان، وحضا الإدارة على العمل عن قرب مع حلفاء واشنطن وشركائها في المنطقة لدعم العملية الديموقراطية الشرعية ومرشحين رئاسيين، بخلاف الرؤساء السابقين، يملكون القدرة على خدمة الشعب اللبناني والخضوع لمحاسبته. هذه الرسالة فسرت لبنانيا بأنها إعلان أميركي عن رفض فرنجية لرئاسة الجمهورية، وهو ما قد تكون له انعكاسات على المواقف السياسية للقوى الدولية أيضا، إلا أن المصادر تعتبر اقتناع القوى اللبنانية بالذهاب إلى تسوية على مرشح ثالث لا يزال يحتاج الكثير من الوقت والجهود.

وما لا يمكن إغفاله أيضا هو أن زيارة عبداللهيان تأتي على وقع ارتفاع منسوب الحملة ضد اللاجئين السوريين في لبنان، فيما عملت الحكومة اللبنانية على تشكيل لجنة خاصة للتنسيق مع دمشق في سبيل العمل على إعادة اللاجئين.

هذا الأمر تفسره مصادر متابعة بأن له أكثر من هدف، فأولا هي محاولات لاستدراج المجتمع الدولي للتدخل والاهتمام أكثر بلبنان، ودفعه إلى تقديم المساعدة، واستدراجه إلى الداخل من بوابة ملف اللجوء والضغط أو الافتعال الإشكالي كمحاولة للاستثمارات المتعددة، أما ثانيا فهو يأتي على وقع التقارب السعودي السوري والإشارة السعودية الواضحة حول ضرورة العمل على معالجة ملف اللاجئين، ثالثا يمكن لهذه الضغوط أن تشكل عنصر ضغط على حزب الله وعلى إيران في سبيل إقناع النظام بالعمل على تسهيل عودة أعداد من اللاجئين بشكل آمن إلى أراضيهم، وهذا ربما قد يحضر في اللقاءات التي سيعقدها عبداللهيان في كل من لبنان ودمشق.