كشف تقرير صحافي النقاب عن قصة امرأة جزائرية معمّرة، تجاوز عمرها 100 عام، لكنها تعيش في ظروف قاسية في محتشد بلدية الأسنام بولاية البويرة شمال البلاد.

وقالت صحيفة الشروق، في تقرير نشره موقع روسيا اليوم، إن الحاجة بوقاموم تكفة نث قاسي، تحتفظ بذاكرة قوية وبحركة سريعة لا تعكس سنّها، حيث احتفلت بعيد ميلادها الأول بعد المئة في 25 أكتوبر الماضي، لافتة إلى أن الحاجة المعمّرة تقطن في أكبر محتشد استعماري في حي أول نوفمبر ببلدية الأسنام، في ظروف غير إنسانية، وتتقاسم يومياتها الصعبة مع الأفاعي والجرذان.

Ad

وتتحدث الحاجة تكفة بطلاقة، ولا ترتدي نظارات، ولم تعرف أمراض الشيخوخة لجسمها طريقاً، ولها 8 أولاد و50 حفيداً تتذكرهم جميعاً، كما تتذكر كل مواقيت الصلاة، وعدد الركعات لكل وقت، إضافة إلى تلاوة سور عدة من القرآن الكريم.

وتختزن الحاجة تكفة العديد من المحطات التاريخية التي عرفتها الجزائر، فتتحدث عن ثورة التحرير، وتستحضر بين الفينة والأخرى، ذكريات مضت عليها عدة سنوات، إبان الاستعمار وإيواء مسكنها للمجاهدين الذين خدمتهم، وهي مشاهد تاريخية صعبة وأخرى سارة، تختزنها ذاكرتها القوية.

وتروي السيدة المعمرة، لكل من يزورها في بيتها، كيف قام المستعمر بحرق بيتها وبيوت الجيران، وكيف انتقلت لتعيش بـ «دشرة أث يعلى أوسمر» بأعالي جرجرة، بالقرب من تيكجدة، وكيف مرض زوجها، فاضطرت لبيع البيض والعنب وإعانة ابنها محمد ليكمل دراسته، فأصبح مهندس دولة في الفلاحة، إذ تخرّج عام 1979 بجامعة مستغانم.

وتلفت الصحيفة، في ختام تقريرها، إلى أن حلم الحاجة تكفة يبقى في الحصول على مسكن يليق بسنّها.