الاجتماعات التنسيقية للأندية بشأن انتخابات مجالس جديدة لإدارات الاتحادات الرياضية وتصريحات مسؤوليها ثم قرارتهم بعدها أشبه بالمسرح الهزلي لمن يتابعها، بل تقترب من قلة الحياء وانعدام احترام الآخر في الكثير من الأحيان.

وأكاد أجزم أننا لو كلفنا مؤلفاً ليكتب لنا عملاً ساخراً فلن نحصل على أفضل مما يقدمه الآن السادة الأفاضل رؤساء ومسؤولو أنديتنا المحلية في هذه الأيام بل إني على يقين أنه بإمكان السيناريو القائم أن ينافس على جائزة العمل الأكثر إبهاراً لو قدم على خشبة المسرح إلا أن المشكلة الحقيقية ستكون في عدم حفظ الممثلين لأدوارهم وكثرة الخروج على النص للتغطية على ضعف أدائهم أو محاولة جذب الانتباه لهم علهم بذلك يحصلون على دور أكبر في عمل قادم.

Ad

وقياساً على ما سمعناه أو قرأناه وتابعناه في الأيام الماضية يبدو أننا مازلنا في الفصل الأول من المسرحية التي نتابعها بضحك وحسرة في آن واحد وتعالوا نستعرض جزءاً من السيناريو الذي تعيشه الساحة الرياضية هذه الأيام كي تتأكدوا مما أقول.

ففي بادئ الأمر انبرى عدد من رؤساء الأندية ليملأوا الساحة الإعلامية بتصريحات حملت نبرة وصلت إلى حد التهديد والوعيد لمجالس إدارات الاتحادات الرياضية القائمة بالمحاسبة قبل الحصول على الثقة بالتجديد للاستمرار وعلى ضرورة إبعاد غير المنجزين «لأنهم استحوا يقولون الفاشلين» ثم تبع ذلك اجتماع للأندية قدمت فيه ورقة ومقترح بتحديد معايير وشروط للمرشحين، وهنا فقط بدأ الجانب المضحك والساخر من العمل، فقد تم تشكيل لجنة لوضع الضوابط للمقترح المذكور وتم تأجيل بحثه إلى حين انتهاء اللجنة من عملها والدعوة لاجتماع آخر شهد اتفاقاً على توقيع ميثاق شرف للالتزام بالشروط التي وضعتها اللجنة التنسيقية المنبثقة من الاجتماع الأول.

وهنا يطرح سؤال مستحق نفسه وبقوة: ما الحاجة إلى الميثاق؟ ولماذا التوقيع عليه؟ فقد كان بإمكان الموقعين أو المتفقين على الميثاق أن يكتفوا بحلف كل منهم بكلمة «بشرفي» ليرد الآخر، وهو يضحك «أحلى من الشرف مفيش» على طريقة الشهير الراحل توفيق الدقن.

والإجابة بسيطة وهو انعدام الثقة بين المجتمعين، ولأن كلاً منهم يعرف الآخر ونواياه، وليس أدل على ذلك من حالة الانشقاق بينهم والانسحابات والاعتذار عن المشاركة وما شهده احد اجتماعات الجمعية العمومية لأحد الاتحادات الرياضية قبل أيام من غضب أحد مسؤولي الأندية والذي وصل إلى التهديد بمنع الاتحاد من استخدام منشأة النادي الخاصة باللعبة ومنع المنتخب من التدريب عليها.

بعد كل ما سبق من يعتقد أننا مقبلون على ما يبشر بخير لمستقبل الرياضة في ظل وجود ادارات هذه الأندية الاستغلالية الجشعة التي لا ترى أكثر من تحت أقدامها عندما يتعلق الأمر بالمصلحة العامة، بينما تستشرف المستقبل البعيد جداً عندما يتعلق بمصالحها الشخصية الضيقة؟!

بنلتي

برنامج عمل الحكومة السابق احتوى على فصل كامل عن تطوير الحركة الرياضية عبارة عن حشو كلام أو آمال بعيدة المنال، وكان واضحاً أنه اعتمد على ما سمي بالاستراتيجية التي طرحها وزير الدولة لشؤون الشباب، وما نأمله أن يحمل برنامج الحكومة الجديدة خطة واقعية عقلانية تعنى فعلاً بحل المشاكل العالقة والاهتمام الحقيقي بواقع الرياضة التي كانت تعاني وما زالت وستظل طالما أن القائمين على المسؤولية علاقتهم بالرياضة استعراضية لا أكثر... بس راجعوا نقطة الملاعب والاستادات بالخطة وأنتوا تعرفون.