أول العمود: لماذا يخرج قيادي بحجم وزير ليستطلع جاهزية مسجد في رمضان؟ ما وظيفة المسؤول المباشر هنا؟

***

Ad

«د. نازل» مجموعة قصصية جديدة للأديب طالب الرفاعي، أنهيتها بسرعة لسبب رئيس أنني كلما انتهت حلقة من حلقات ذاك «الصاعد» في غِيّهِ تشوقت لمعرفة ممارسة جديدة له وكأنني أمام مسلسل تلفزيوني مشوق.

في بداية حياتي الوظيفية كنت أتساءل: من هؤلاء الذين يجلسون خلف مكاتبهم الفخمة في مؤسسات الدولة وهم لا يفقهون غير تقوية علاقاتهم الاجتماعية واستغلال مناصبهم؟ لماذا يكون الواحد من هؤلاء في شخصية نعرف سماتها فيتحول إلى كائن آخر بعد تنصيبه أو حصوله على شهادة في «ليلة سودة».. ما هذه الكائنات الغريبة؟!

مجموعة الأديب طالب الرفاعي القصصية بالنسبة إلي ككاتب صحافي ومراقب للشأن العام- لا أديب - تعدّ إضافة جديدة وسهلة التناول لغير الأدباء أو محبي قراءة الروايات أو القصص، يستطيع أي شخص قراءة هذا العمل وسيجد نفسه محاطاً بأصوات تُذكِره بشخوص المجموعة القصصية هذه، وبتصرفاتهم الدنيئة التي أصبحت اليوم مادة للأحكام القضائية التي أشغلت أروقة المحاكم بشكل مزعج من تزوير، واستغلال الوظيفة، وغش، وكذب، وإطلاق معلومات غير علمية، وهكذا.

مجموعة «د. نازل» ترسم إطاراً سلوكياً وقيمياً لموجبات وأسباب الفساد في أي مجتمع، والتي أصبحت منتشرة بكم وفير بالتوازي مع انتشار مؤسسات الرقابة والمحاسبة (يتجاوز عددها الـ8 في الكويت).

نازل «الصاعد» في فساده هو ابن الجهاز الإداري الذي سمح ببعض قوانينه المفصّلة البائسة من قبل بعض ممثلي الأمة، واستثناءات السلطة التنفيذية، واستفاد منها كُثر، وكان القضاء لهم بالمرصاد في بعض ما قُدم له من دعاوى.

أتمنى من هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) استضافة المؤلف في أمسية لعرض الرواية، وفي ذلك خروج عن التفكير النمطي لعمل المؤسسات الرسمية وستكون حتماً محببة لجيل من الشبان الذين يشغلون نسبة 80٪ من حجم العمالة في الدولة حتى يروا «نازل» الذي يخرب آمالهم دوماً، وإن كان ذلك صعباً عليها فأقل الواجب اقتناء الرواية وضمها في مكتبة الهيئة لتكون مرجعاً عن ممارسات الفساد بعين أديب.