تعتزم دمشق تعيين سفير لها في تونس إثر مبادرة الرئيس التونسي استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين التي انقطعت منذ بداية النزاع في سورية، حسبما جاء في بيان مشترك أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

ويأتي تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، في وقت تشهد سورية انفتاحاً غير مسبوق تجاهها من دول عربية عدة خصوصاً بعد الزلزال المدمر الذي ضربها وتركيا المجاورة في فبراير.

Ad

وأتى البيان المشترك بين دمشق وتونس قبل اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى الأردن ومصر والعراق يعقد الجمعة في مدينة جدّة للبحث في وجهات النظر تجاه عودة سورية إلى جامعة الدول العربية بعد انقطاع منذ 2012. وكانت «الجريدة» انفردت بنقل التحضيرات حول الاجتماع، وبأن الكويت ستؤيد أي قرار يتخذ بالاجتماع حول إعادة سورية إلى «الجامعة».

إلى ذلك، قالت 9 مصادر سورية وإيرانية وإسرائيلية وغربية لـ «رويترز» إن إيران استخدمت رحلات الإغاثة من الزلزال لجلب أسلحة ومعدات عسكرية إلى حليفتها الاستراتيجية سورية.

وذكرت المصادر أن الهدف هو تعزيز دفاعات إيران ضد إسرائيل في سورية ودعم الرئيس بشار الأسد. وقالت إنه بعد زلزال السادس من فبراير في شمال سورية وتركيا، بدأت مئات الرحلات الجوية من إيران في الهبوط في مطارات حلب ودمشق واللاذقية لتوصيل الإمدادات، واستمر ذلك 7 أسابيع.

وذكر مصدران إقليميان ومصدر مخابرات غربي أن الإمدادات تضمنت معدات اتصالات متقدمة وبطاريات رادار وقطع غيار مطلوبة لتحديث مزمع لنظام الدفاع الجوي السوري الذي مدت به إيران دمشق في حربها الأهلية. وقالت مصادر إقليمية لـ «رويترز» إن إسرائيل سرعان ما علمت بتدفق الأسلحة إلى سورية وأطلقت حملة شرسة للتصدي لذلك.

وقال البريجادير جنرال يوسي كوبرفاسر، أحد المصادر المطلعة ورئيس الأبحاث السابق في الجيش الإسرائيلي والمدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية، إن الضربات الجوية الإسرائيلية ضد الشحنات اعتمدت على معلومات مخابراتية دقيقة جداً، لدرجة أن الجيش الإسرائيلي كان يعلم أي شاحنة سيستهدفها في قافلة ممتدة من الشاحنات.

وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي، طلب عدم ذكر اسمه، لـ «رويترز»: «تحت ستار شحنات مساعدات الزلزال إلى سورية، رصدت إسرائيل تحركات كبيرة لمعدات عسكرية من إيران، يتم نقلها بشكل أساسي في أجزاء».

وأضاف أن معظم المساعدات سُلمت إلى مطار حلب في شمال سورية. وقال إن «الوحدة السورية 18000» بقيادة حسن مهدوي التابعة لـ «فيلق القدس»، وهو جهاز التجسس والذراع شبه العسكرية للحرس الثوري الإيراني، تولت تنظيم الشحنات.

وأشار إلى أن وحدة النقل 190 التابعة لـ «فيلق القدس» بقيادة بهنام شهرياري تولت النقل البري. وقال المنشق العسكري السوري العقيد عبدالجبار عكيدي، الذي يحتفظ بصلات في الجيش السوري، إن «الاستهدافات (الإسرائيلية) الأخيرة استهداف لاجتماعات لقادة مهمين من الميليشيات الإيرانية، إضافة إلى شحنات من الرقائق لتطوير الأسلحة».

وفي حالة وقوع كارثة إنسانية، يمكن لطائرات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة أن تطلب الحصول على حقوق الهبوط من السلطات المحلية. وتُستثنى البضائع الإنسانية من العقوبات.

وفي هذه الحالة، منحت السلطات السورية حقوق هبوط لرحلات جوية مباشرة قادمة من روسيا وإيران.

وقال مصدر إقليمي مقرب من القيادة الدينية الإيرانية «كان الزلزال كارثة مؤسفة، ولكن في الوقت نفسه، أعاننا الله لمساعدة إخواننا في سورية في قتالهم ضد أعدائهم. تم إرسال كميات من الأسلحة إلى سورية على الفور».

وصعدت اسرائيل غاراتها على سورية وهو ما أدى إلى مقتل قياديين إيرانيين في الحرس الثوري. وتزامن ذلك مع تصعيد للميليشيات المولية لإيران ضد القواعد الأميركية في شمال شرق سورية وإطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل.