توتر متعدد الجبهات شهدته إسرائيل في الساعات القليلة الماضية، فإلى جانب الاضطرابات في القدس والضفة الغربية، وبعد صواريخ غزة ولبنان، أُطلِقت، مساء أمس الأول، 3 صواريخ على إسرائيل من سورية، انفجر أحدها في الأجواء فوق الأردن، في حين سقط الآخران بمنطقة مكشوفة في الجولان السوري المحتل، وهو ما استدعى رداً إسرائيلياً بقصف مواقع جنوب سورية.

وفي حين رفضت مصر التعليق على تقارير إسرائيلية عن تفكيك الجيش المصري صواريخ معدة للانطلاق باتجاه إيلات من شبه جزيرة سيناء، جاء التطور في الجبهة السورية بالتزامن مع زيارة أجراها قائد «فيلق القدس» إسماعيل قآني إلى دمشق، في خطوة تعزز التكهنات بأن إيران تقف وراء رفع منسوب التوتر تزامناً مع الاضطرابات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، التي ترافقت مع حلول عيد الفصح اليهودي، وأعياد الفصح المسيحية، وشهر رمضان المبارك.

Ad

وفي خطوةٍ تسلط الضوء على مبدأ «ترابط الجبهات»، الذي يرفعه حلفاء إيران، التقى الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله أمس، في بيروت، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يرافقه المسؤول العسكري للحركة صالح العاروري.

ووجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أمس، اللوم في إطلاق نحو 30 صاروخاً من لبنان باتجاه إسرائيل في أكبر تحريك لهذه الجبهة على هذا المستوى منذ حرب 2006، إلى عناصر غير لبنانية، وكانت إسرائيل اتهمت «حماس» بالوقوف وراء إطلاق الصواريخ وحيّدت «حزب الله».

إلى ذلك، ظهرات مؤشرات تدل على أن إسرائيل قد تذهب باتجاه عملية عسكرية كبيرة لإعادة ترميم الردع، ربما بعد انقضاء الفصح. فقد التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأول، قادة جميع الأحزاب الإسرائيلية الموالية والمعارضة في محاولة لرص الصفوف بعد أزمة التعديلات القضائية.

وقالت رئيسة حزب العمل اليساري الإسرائيلي، إن حكومة نتنياهو ستوجه ضربة ساحقة لـ «إحدى الجبهات» خلال الأسابيع المقبلة، ونقل مراسلون عسكريون لوسائل إعلام عبرية عن مصادرعسكرية، أن الجيش رفع مستوى الحذر بحراً وبراً، وأن إسرائيل تستعد «لأيام قتال في الجنوب والشمال».

وبينما يشير مراقبون إلى محاولة إيرانية واضحة لإعادة وضع قواعد جديدة للاشتباك، لتثبيت معادلة الرد على قصف المواقع الايرانية في سورية بقصف من سورية ولبنان وكذلك غزة، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين استخباراتيين غربيين قولهم، إن الحرس الثوري الإيراني كان يستعد لتنفيذ هجمات بطائرات بدون طيار على سفن تجارية مدنية إسرائيلية كانت تبحر في مياه الخليج وبحر العرب، ما استدعى أن ترسل واشنطن الغواصة النووية فلوريدا المسلحة بصواريخ توماهوك الموجهة.

من جهة أخرى، علمت «الجريدة» أن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أجرى زيارة سرية، قبل أيام، إلى موسكو التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين، وسلّم إليه رسالة من المرشد الأعلى علي خامنئي تتناول الخلافات المتصاعدة بين البلدين بخصوص 3 ملفات رئيسة، الأول التنسيق في سورية، والثاني التعاون الدفاعي، والثالث الوضع في جنوب القوقاز. وبعد الزيارة أوفد بوتين إلى طهران مساعده إيغور لويتين، الذي التقى شمخاني، أمس، حاملاً رداً روسياً على رسالة خامنئي. وحسب المصادر يسعى الجانبان إلى التوصل إلى تفاهمات جديدة في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة.