بعد سلسلة الضربات التي شنتها إسرائيل على مواقع وشحنات أسلحة إيرانية في سورية في الأيام القليلة الماضية، والتي أدت الى مقتل قياديَين في الحرس الثوري الإيراني، أسقطت إسرائيل مسيّرتين؛ واحدة شمالا تسللت من ناحية سورية، والأخرى جنوباً فوق قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، فيما يبدو أنه توسّع لحرب الظل التي تخوضها تل أبيب وطهران.

وبعد ساعات من توعّد إيران بالرد على الغارات في «الوقت والزمان المناسبين»، وتصريح المتحدث باسم خارجيتها بأن «دماء المستشارين العسكريين الإيرانيين في سورية لن تذهب هدراً»، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إسقاط «طائرة مجهولة» تسللت من سورية، وأضاف، في بيان، أن الجيش الإسرائيلي استدعى مقاتلات ومروحيات حربية بعد رصد الطائرة، وتم إسقاطها في منطقة مفتوحة «من دون أن تشكّل أيّ خطر». جاء ذلك فيما وردت أنباء عن انفجار سيارة مفخخة في منطقة المزة بالعاصمة دمشق ليل الأحد ـ الاثنين، وحسب المعلومات، فقد أسفر الانفجار عن احتراق السيارة، لكنّه لم يتسبب في سقوط ضحايا.

Ad

من ناحية أخرى، أعلنت «كتائب القسام» (الجناح العسكري لحركة حماس)، أمس، أن طيراناً حربيا إسرائيليا استهدف طائرة مسيّرة من نوع «شهاب» تتبع لها في أجواء قطاع غزة، مضيفة أن المسيّرة كانت في «مهمة تدريب»، وأن دفاعاتها الجوية «ردت على الفور باستهداف الطيران المُغير بعدد من صواريخ أرض - جو».

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي إسقاط طائرة مسيّرة حلقت في أجواء قطاع غزة، موضحا أن المسيّرة «لم تعبر إلى الأراضي الإسرائيلية، ولم تشكل أي تهديد في أي مرحلة».

الى ذلك، قتلت قوات إسرائيلية، أمس، فلسطينيَين مسلّحين خلال اشتباك في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قام بمداهمة لاعتقال مشتبه بهم على صلة بإطلاق نار على سيارة إسرائيلية الشهر الماضي. من جهتها، قالت جماعة عرين الأسود، وهي مظلة لمسلحين فلسطينيين ينشطون في نابلس وفي شمال «الضفة»، إن أحد القتلى ينتمي اليها، في حين أعلنت حركة فتح، التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن القتيل الثاني هو أحد عناصرها.

وبعد يوم من إقرار الحكومة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو قرار إنشاء «حرس وطني»، رغم معارضة مسؤولين أمنيين وسياسيين معارضين، قال أحد مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الأخير سيزور القوات الإسرائيلية مع وزير الدفاع يوآف غالانت، لتهنئة الجنود بعيد الفصح اليهودي، في إشارة إلى مصالحة محتملة، بعد أن أعلن نتنياهو عزل غالانت الأسبوع الماضي، بسبب دعوته الى تأجيل قانون التعديلات القضائية المثير للجدل، دون المضيّ في تنفيذ هذا القرار. وقالت مصادر سياسية إنه كانت هناك جهود في الأيام الأخيرة لإنهاء الخلاف بين نتنياهو وغالانت، وكلاهما ينتمي الى حزب ليكود اليميني.

وأجرى غالانت أمس، زيارة للضفة الغربية المحتلة وحذر من التدخل الإيراني. وقال غالانت خلال زيارة لواء عسكري: «لن نسمح للإيرانيين وحزب الله بإيذائنا. لم نسمح بذلك في الماضي ولن نسمح بذلك الآن أو في أي وقت في المستقبل». وقال غالانت «كل جبهاتنا متوترة. الإيرانيون يوسعون نفوذهم إلى (الضفة الغربية) وغزة ويحاولون ترسيخ أقدامهم في سورية ولبنان».