نِعمَ العضيدُ لنُصرةٍ هارونُ

وهو الوفيُّ به الأناةُ تكونُ

وهو المُساعدُ والوزيرُ المُرتجى
Ad


وهو الرفيقُ على الطريقِ أمينُ

رُزِقَ الفصاحَةَ والسماحةَ والهدى

وعليهِ من حُلَلِ الخلالِ سُكونُ

في حكمةٍ في رأفةٍ ورويَّةٍ

عند اشتدادِ الكُفرِ ليس يخونُ

سبحانه! ربّ العبادِ مليكُهم

يُعطي العبادَ ويجتبي ويُعينُ

بدعاءِ موسى نُبِّئَ الأخَوَانِ مَبـ

ـعوثَينِ، إنَّ عطاءهُ ميمونُ

(أُشدُدْ به أزري) لينصرَ دعوتي

(أُشرِكْهُ في أمري) غداةَ يحينُ

ليصيرَ تسبيحٌ وذكرٌ في المدى

ويشيعَ أمرُ الله وهو متينُ

(ردءًا يُصدِّقُني) يكونُ مُعاوني

فيما أقولُ مبيِّنًا، وأصونُ

ما كان نفعٌ من أخٍ كمثيلِهِ

عبرَ الزمانِ ولا مجالَ يكونُ

بأُخُوَّةِ النسَبِ الجميلةِ إنها

هِبةٌ من الرحمنِ وهو قَمينُ

ذهبا إلى فرعونَ أكبرِ ظالمٍ

فلعلّهُ بعد البيانِ يلينُ

خاضا غِمارًا شائكًا متراميًا

في رحلةٍ آياتُها التبيينُ

حتى سنينَ التيهِ في غمراتِها

مات النبيُّ المُرتقى هارونُ

موسى غدا أسِفًا لمُرِّ فراقِهِ

وبكاهُ دمعُ العينِ وهو سخينُ

أوحى الإلهُ إليه: يا موسى أفِقْ*

لي رحمةٌ سبقت، بها التهوينُ

هذي شريعةُ ربِّنا، وهو الذي

بحماهُ كلُّ من اتَّقى مأمونُ

فتباركَ الخلَّاقُ في ملكوتِهِ

في حُكمِهِ الآياتُ والتعيينُ

صلى عليك اللهُ يا خيرَ الورى

أنتَ النبيُّ المُجتبى، ياسينُ

والآلِ والصحبِ الكرامِ ومَن تلا

خُطُواتُهم مِن بعدِهم تمكينُ

*أفِقْ من الحُزن.