قال الجيش الأميركي إنه غير قادر على خوض حرب ضد الصين وروسيا بشكل متزامن، في وقت ذكرت وزارة الدفاع الصينية أنها مستعدة للتعاون مع روسيا عسكرياً للقيام بمهام أمنية عالمية.

وخلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أمس الأول، حذر رئيس هيئة الأركان الأميركي مارك ميلي من أن «الجيش الأميركي يتمتع بقدرة على خوض الحروب في أماكن عدة وظروف مختلفة في حالات الطوارئ، لكن إذا تعلّق الأمر بصراع خطير مع قوى كبرى مثل الصين وروسيا بشكل متزامن، فإن ذلك من الناحية العملية أمر صعب جداً».

Ad

وحذّر من أنه في حال حدوث هذا السيناريو، فإن هذا النزاع سيستنفد مخزونات استثنائية وهائلة من الذخيرة، مشدداً على وجوب الاستعداد لوضع كهذا.

وأشار ميلي إلى أن «الدرس الكبير المستفاد من أوكرانيا هو معدلات الاستهلاك الهائلة للذخائر التقليدية، فيما هو فعلياً حرب إقليمية محدودة».

جاء ذلك في وقت قُتل 9 جنود أميركيين في تصادم مروحيتي بلاك هوك خلال مهمة تدريب روتينية في سماء ولاية كنتاكي أمس الأول.

ومع اتهام ميلي للصين بالتخطيط للهيمنة على غرب المحيط الهادئ خلال 15 سنة، أعلن الجيش الصيني، أمس، رغبته في التعاون العسكري والاستراتيجي مع روسيا لتنفيذ مبادرات أمنية عالمية، محذراً من أن التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا ضمن تحالف أوكوس قد يطلق شرارة سباق تسلح في المنطقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية تان كيفي، إن «جيشنا يعتزم التعاون مع القوات المسلحة الروسية لتنفيذ التوافق المهم الذي تم التوصل إليه بين رئيسي البلدين، وتعزيز التنسيق الاستراتيجي، وإجراء مناورات ودوريات مشتركة بشكل دوري بحراً وجواً».

وقبل توجهها إلى بكين برفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اتهمت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، أمس، الرئيس الصيني ببدء عصر جديد نحو السيطرة وتوسيع النفوذ، مؤكدة أنه يركز جهوده على تطوير القدرات العسكرية، وحزبه الحاكم يهدف إلى تغيير النظام الدولي.

وقالت فون ديرلاين، خلال خطاب في بروكسل، إن «أسلوب تعامل الصين مع حرب بوتين سيكون عاملاً حاسماً في مستقبل علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي»، معتبرة أنه يتعيّن عليها أن تلعب دوراً في الضغط لتحقيق «سلام عادل» بأوكرانيا.

وأضافت: «أي خطة سلام من شأنها تثبيت عمليات الضم الروسية هي ببساطة ليست خطة قابلة للتطبيق. علينا أن نتحلى بالصراحة بشأن هذه النقطة».

وفي تفاصيل الخبر:

مع اتهام رئيسة المفوضية الأوروبية لبكين ببدء عصر جديد نحو السيطرة وتوسيع النفوذ، أعلن الجيش الصيني، أمس، استعداده لتعميق التواصل الاستراتيجي والتنسيق مع نظيره الروسي لتنفيذ مبادرات أمنية عالمية.

وخلافاً لتأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن أن تقارب نظيريه الصيني شي جنبينغ والروسي فلاديمير بوتين «أمر مُبالغ فيه، ولا نتائج عسكرية أو اقتصادية له»، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، تان كيفي، أمس، إن «جيشنا يعتزم التعاون مع القوات المسلحة الروسية لتنفيذ التوافق المهم الذي تم التوصل إليه بين رئيسي البلدين، وتعزيز التنسيق الاستراتيجي، وإجراء مناورات ودوريات مشتركة بشكل دوري بحراً وجواً».

مدير شؤون تايوان دونغ تاو مستقبلاً رئيسها السابق ما ينغ جيو في ووهان أمس (أ ف ب)

وشدد كيفي على أن «مستوى الصداقة بين الصين وروسيا يزداد قوة يوماً بعد يوم. وعلاقاتهما ليست تحالفاً سياسياً عسكرياً في حقبة الحرب الباردة، إنها تتجاوز هذا النموذج من العلاقات بين الدول»، مبينا أن «الجيش الصيني مستعد مع الجيش الروسي للدفاع المشترك عن العدالة الدولية وتعزيز الثقة المتبادلة في المجال العسكري، وحفظ السلام والأمن الإقليميين، وتنفيذ مبادرات أمنية عالمية، والمساهمة في خلق مجتمعات ذات مصير مشترك للبشرية».

مناورات وتحالف

وأضاف المتحدث أن المناورات المشتركة بين الصين وروسيا وإيران ببحر العرب عززت قدرة أساطيل الدول الثلاث على القيام بشكل مشترك بمهام عسكرية متنوعة في البحر، موضحاً أن الدول الثلاث أرسلت 12 سفينة ووحدات عمليات خاصة ووحدات غوص للمشاركة في التدريبات التي جرت في الفترة من 15 إلى 19 مارس.

وحذّر المتحدث الصيني من أن التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا ضمن تحالف أوكوس قد يطلق شرارة سباق تسلح في المنطقة.

وقال محذراً من عواقب عسكرة الصراع: «فور أن تفتح صندوق باندورا سيتعطل التوازن في المنطقة». كما اعتبر أن الأمن الإقليمي قد يتأثر، والصين تأخذ هذه المسألة على محمل الجد.

ومع نهاية مباحثات بين شي وبوتين استمرت 3 أيام بموسكو خلال الفترة من 20 وحتى 22 مارس، اعتبر بايدن أن هذا التقارب «أمر مبالغ فيه إلى حد كبير»، مشيراً إلى أنهما لم يقطعا أي تعهدات عسكرية أو تجارية.

وفي محاولة لمواجهة النفوذ الصيني في المحيطين الهندي والهادئ، أبرمت الدول الثلاث في سبتمبر 2021 اتفاقية «أوكوس» الأمنية لتبادل التقنيات العسكرية المتقدمة، وبينها بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية.

عصر السيطرة

إلى ذلك، هنأ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، السعودية على انضمامها إلى منظمة شنغهاي للتعاون، بصفتها شريكا في الحوار، معرباً عن الاستعداد لتعزيز التعاون معها لتقديم مساهمة أكبر في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين وتعزيز التنمية المشتركة.

وعشية توجهها إلى بكين برفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اتهمت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، أمس، الرئيس الصيني ببدء عصر جديد نحو السيطرة وتوسيع النفوذ، مؤكدة أنه يركز جهوده على تطوير القدرات العسكرية، وحزبه الحاكم يهدف إلى تغيير النظام الدولي.

وقالت فون ديرلاين، خلال خطاب في بروكسل إن «أسلوب تعامل الصين مع حرب بوتين سيكون عاملاً حاسما في مستقبل علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي»، معتبرة أنه يتعيّن عليها أن تلعب دوراً في الضغط لتحقيق «سلام عادل» بأوكرانيا.

وأضافت: «أي خطة سلام من شأنها تثبيت عمليات الضم الروسية هي ببساطة ليست خطة قابلة للتطبيق. علينا أن نتحلى بالصراحة بشأن هذه النقطة».

جندي أوكراني يوجّه مدفع دبابة على خط المواجهة في زابوريجيا أمس الأول (رويترز)

واعتبرت أن قوة الصين العسكرية والاقتصادية تؤكد أنها لم تعد دولة نامية، مؤكدة أن علاقة أوروبا والصين أصبحت أكثر صعوبة في السنوات الأخيرة، ويجب إعادة تقييمها للوقوف على نواياها الاستراتيجية.

حرب كبرى

ومع وصول رئيسة تايوان، تساي انغ وين، إلى نيويورك في طريقها إلى واتيمالا وبليز، حذّر رئيس هيئة الأركان الأميركي، مارك ميلي، من خطط الصين للهيمنة على غرب المحيط الهادئ خلال 15 سنة.

وقال ميلي، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إن «الجيش الأميركي يتمتع بقدرة على خوض الحروب في أماكن عدة وظروف مختلفة في حالات الطوارئ، لكن إذا تعلّق الأمر بصراع خطير مع قوى كبرى مثل الصين وروسيا بشكل متزامن، فإن ذلك من الناحية العملية أمر صعب للغاية».

وحذّر من أنه في حال حدوث هذا السيناريو، فإن هذا النزاع سيستنفد مخزونات استثنائية وهائلة من الذخيرة، مشدداً على وجوب الاستعداد لوضع كهذا.

وأشار ميلي إلى أن «الدرس الكبير المستفاد من أوكرانيا هو معدلات الاستهلاك الهائلة للذخائر التقليدية، فيما هو فعليا حرب إقليمية محدودة».

في غضون ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أمس، مواصلة إخطار الولايات المتحدة طواعية بإطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات بموجب اتفاق عام 1988، مع استمرار تعليق جميع أنواع تبادل المعلومات بموجب معاهدة «نيو ستارت».

وانتقد البيت الأبيض بشدة القرارات الروسية الرافضة للامتثال لمعاهدة نيو ستارت النووية، معتبراً أنها «باطلة قانونًا وانتهاك للمعاهدة».