قررت بيلاروس، أمس، رسمياً نشر أسلحة نووية تكتيكية روسية على أراضيها، وبررت تعاونها مع الكرملين بالعمل على حماية نفسها من الضغوط الكبيرة من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.

وقالت وزارة الخارجية البيلاروسية، في بيان، «على مدى العامين ونصف العام، تعرضت جمهوريتنا لضغوط سياسية واقتصادية وإعلامية غير مسبوقة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلفائهما في حلف شمال الأطلسي، كذلك من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لتغيير توجهها السياسي والجيوسياسي»، مضيفة: «في ظل هذه الظروف والمخاوف المشروعة والمخاطر الناتجة عنها على الأمن القومي، تجد بيلاروسيا نفسها مضطرة للرد بتعزيز قدراتها الأمنية والدفاعية».

Ad

وأشارت بيلاروس، التي استخدمتها روسيا في فبراير 2022 نقطة انطلاق لغزو أوكرانيا، إلى أن خطط الرئيس فلاديمير بوتين لنشر الأسلحة النووية التكتيكية على أراضيها لا تتعارض بأي شكل من الأشكال مع المادة الأولى والثانية من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، كونها هي نفسها لن تكون لديها سيطرة على الأسلحة.

وفي تعليق على إعلان بوتين عن نشر 10 طائرات ببيلاروس قادرة على حمل أسلحة نووية تكتيكية وإنشاء مواقع تخزين لهذه الأسلحة المحظورة، دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الأميركيين إلى الصلاة.

ونقلت صحيفة «نيوزويك» عن ترامب قوله: «لنذهب! كما توقعت، نحن الآن نلعب بأشياء خطيرة، لقد تسببنا في هذا الوضع، وهذا ما يحدث عندما يدير أشخاص غير أكفاء حكومتك. كل ما يمكنني قوله الآن هو الصلاة».

وبعد أسبوع من زيارة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا لأوكرانيا، اختبرت البحرية الروسية صواريخ كروز من طراز «موسكيت» المضادة للسفن على هدف وهمي في بحر اليابان الضيق.

وأوضح الجيش الروسي، الذي حلقت قاذفاته تو-95 فوق بحر اليابان لأكثر من 7 ساعات خلال وجود كيشيدا بكييف، أنه «أصاب الهدف الواقع على مسافة 100 كلم مباشرة بصاروخي موسكيت»، مشيراً إلى أن قواته الجوية البحرية أشرفت على «أمن التدريبات القتالية».

والصاروخ بي-270 موسكيت أسرع من الصوت ومتوسط المدى وله أصل سوفياتي ويمكنه تدمير سفينة من مدى يصل إلى 120 كلم.

واستنكر وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي «تزايد أنشطة الجيش الروسي في الشرق الأقصى، ومن ضمنها المناطق القريبة من اليابان مع استمرار غزوه لأوكرانيا»، مؤكداً أن «طوكيو ستظل يقظة لعمليات موسكو وتتابع مراقبة تحركاتها عن كثب».

ورداً على خطط روسيا لنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس، قال هاياشي، إن اليابان تشجب هذه الخطوة وتطالب بوقف «مثل هذا الإجراء الذي من شأنه زيادة التوتر».

من جهة ثانية، حذر وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف أمس، من أن الهجمات المحتملة بالطائرات المسيرة على البنية التحتية للطاقة تمثل تهديداً خطيراً لأمن الطاقة في روسيا.

وقال شولغينوف، خلال مائدة مستديرة تحدث فيه عن أمن منشآت الطاقة الروسية، «التهديد الرئيسي الآن هو التدخلات غير القانونية باستخدام الطائرات المسيرة»، موضحاً أنه يتعاون مع وزارة الدفاع وجهاز الأمن الاتحادي بهذه القضية.

وفي الوقت المناسب لهجوم الربيع، الذي تخطط لشنه منذ فترة، تسلمت أوكرانيا أولى الدبابات الثقيلة من طراز تشالنجر وليوبارد من بريطانيا وألمانيا.

ونشر وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في رسالة عبر فيسبوك صورة دبابات تشالنجر البريطانية وسترايكر وكوغار الأميركية وماردر الألمانية، معلناً انضمامها إلى الوحدات الأوكرانية على أن تبدأ قريباً مهامها القتالية. وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس تسليم دبابات قتالية من طراز ليوبارد «متطورة جداً» لكييف، في حين أوضح وزير دفاعه بوريس بيستوريو أن عددها 18، مؤكداً أنها «وصلت بالوقت المحدد للأوكرانيين وبإمكانها إحداث الفرق على الأرض».

وقال قائد القوات البرية الجنرال أولكسندر سيرسكي، إن قواته تسعى إلى إلحاق خسائر فادحة بالجيش الروسي في باخموت، مؤكداً أن «المهمة الرئيسية هي إنهاك العدو لخلق الظروف اللازمة لتحرير الأراضي وتسريع الانتصار».

ونشرت صحيفة «الغارديان» تسجيلاً مصوراً لأعضاء «وحدة العاصفة» الهجومية الروسية التي تم تشكيلها أخيراً، يدينون استخدام قادة بالجيش، ما أسموه، بـ»التكتيك الوحشي» لمنع الجنود من التراجع على الخطوط الأمامية للقتال بعد تكبد قوات موسكو خسائر فادحة في شرق أوكرانيا. وقال الجنود، إن قادتهم نشروا قوات لمنعهم من التراجع وهددوهم بالقتل.

في المقابل، أعلن رئيس إدارة كييف العسكرية سيرغيي بوبك أمس، إسقاط 12 مسيرة روسية فوق العاصمة، مشيراً إلى أن «حريقاً اندلع في مبنى غير سكني بسبب سقوط حطامها».

وأكد بوبك أن القوات الروسية أطلقت ما مجموعه 15 مسيرة إيرانية الصنع ليل الاثنين- الثلاثاء تم تدمير 14 منها، مشيراً إلى أنه «لا يزال خطر وقوع ضربات جوية وصاروخية عالياً في أرجاء أوكرانيا».

وخلال لقائه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لرافائيل غروسي في محطة دنيبرو لتوليد الكهرباء بالطاقة المائية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لا يمكن ضمان الأمان في محطة زابوريجيا النووية إلا عند خروج روسيا، التي سيطرت عليها في مارس 2022، وضمتها مع 3 مناطق في سبتمبر الماضي. وفي ثالث زياراته للخطوط الأمامية في أقل من أسبوع، اعتبر زيلينسكي أنه «بدون الانسحاب الفوري لقوات وموظفي روسيا من محطة زابوريجيا للطاقة النووية والمناطق المجاورة، فإن أي مبادرات لاستعادة الأمان والأمن النوويين محكوم عليها بالفشل».