دخلت أصعب الأزمات الداخلية في تاريخ إسرائيل مرحلة جديدة، مع تحذير رئيس أركان الجيش هيرتسي هليفي أمس، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يواجه أكبر موجة احتجاجات لإصراره على تعديل النظام القضائي، من أن عدد جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم للخدمة انخفض هذا الشهر، لدرجة ستدفع الجيش إلى تقليص نطاق عملياته لأول مرة في تاريخه.

ونقل هليفي في رسالته التحذيرية إلى نتنياهو أن كبار ضباط الجيش يشعرون أيضاً بالقلق من أن الاحتجاجات ضد مساعي حكومته اليمينية لتقييد سلطة المحكمة العليا قد تنتشر من جنود الاحتياط، الذين يشاركون بفعالية في التظاهرات ويرفض بعضهم الالتحاق بالتدريبات، إلى الوحدات النظامية العاملة بدوام كامل.

Ad

ووصفت «نيويورك تايمز» الأزمة بأنها «أحد أصعب الأزمات الداخلية في تاريخ إسرائيل». وأمس الأول وقّع نحو 200 طيار احتياطي، وهي نسبة كبيرة من العدد الإجمالي لسلاح الجو الإسرائيلي، خطاباً، احتجاجاً على خطة الإصلاح، وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أن بين من جمد خدمته طيارين حربيين كباراً، ويقودون غارات جوية «لا تعترف إسرائيل علناً أنها هاجمتها»، مثل سورية، ويعتبرون «نشيطين جداً ويشاركون في تدريبات وعمليات عسكرية أسبوعياً».

وبالإضافة إلى موقف الطيارين، أعلن 150 ضابطاً وجندياً في الوحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، أمس الأول، أنهم سيتوقفون عن خدمتهم العسكرية في قوات الاحتياط، في إطار احتجاجهم على خطة الحكومة لإضعاف جهاز القضاء.

ونفى متحدث باسم نتنياهو أن يكون هليفي أو غيره قد أبلغوا أن الاحتجاجات تشكل مثل هذا التهديد للقدرة العملياتية للجيش.

إلى ذلك، قال مسؤول إسرائيلي بارز، لصحيفة «هآرتس»، إن العلاقات بين واشنطن وتل أبيب لا تزال متماسكة رغم التباين بين نتنياهو وإدارة الرئيس جو بايدن. وأضاف أن الخلاف بين الحليفين ليس أمراً جديداً، مستدلاً بذلك على أن «الولايات المتحدة حاولت عزل نتنياهو مرتين من قبل»، دون تفاصيل. واتهم نجل نتنياهو على «تويتر» واشنطن بتمويل الاحتجاجات المستمرة ضد التعديلات القضائية.