في تقديرات للاستخبارات البريطانية تتفق مع تقييم اسبق اعلنته كييف، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس أن الهجوم الروسي على مدينة باخموت شرقي أوكرانيا تعثر إلى حد كبير «ربما بالدرجة الأولى نتيجة للخسائر الكبيرة للقوات الروسية».

وقالت وزارة الدفاع البريطانية أنه «من المرجح أن يكون موقف الروس تفاقم بسبب التوترات بين وزارة الدفاع ومجموعة فاغنر حيث تنشر كلتاهما وحدات في هذا القطاع من الجبهة».

Ad

ورأت الاستخبارات البريطانية أن روسيا ركزت حاليا أكثر على مدينة افدييفكا الواقعة جنوبا وعلى قطاع الجبهة القريب من كريمينا وسفاتوفا إلى الشمال من باخموت، في محاولة لتثبيت الجبهة الأمامية هناك. ورأت الاستخبارات البريطانية أن هذا يشير إلى أن القوات الروسية ستعيد تموضعها مرة أخرى بشكل دفاعي أكثر، وذلك بعد أن فشلت محاولات شن هجوم كبير في تحقيق «نتائج حاسمة» منذ يناير الماضي. وقال قاشد الجيش الاوكراني فاليري زالوجني خلال اتصال هاتفي مع رئيس أركان الجيش البريطاني الأميرال سير توني راداكين في وقت متأخر من مساء أمس الأول، إن الوضع «الأصعب» على خط التماس يتركز «حول باخموت».

وكتب زالوجني على فيسبوك «بفضل الجهود الرائعة لقوات الدفاع، تمكنا من تحقيق الاستقرار في الوضع».وكان قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي اشار في منشور على تلغرام الخميس الماضي الى أن هجوما مضادا «وشيكاً» قد يبدأ ضد القوات الروسية «المنهكة» بالقرب من باخموت.

وأمس الاول، هاجمت القوات الروسية الأجزاء الشمالية والجنوبية من الجبهة في منطقة دونباس شرق أوكرانيا.

وأفادت تقارير عسكرية أوكرانية بوقوع قتال مكثف في القطاع الشمالي من خط الجبهة الممتد من ليمان إلى كوبيانسك، وكذلك في الجنوب في أفدييفكا على أطراف مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا.

ونادرا ما تغير الوضع على الخطوط الأمامية منذ نوفمبر رغم القتال العنيف. واستعادت أوكرانيا مساحات شاسعة من الأراضي في النصف الثاني من 2022، لكن قواتها حافظت على موقفها الدفاعي منذ ذلك الحين بينما اتخذت روسيا موقفا هجوميا واستعانت بخدمات مئات الآلاف من جنود الاحتياط الجدد والمدانين في سجونها.

ومع دخول فصل الربيع، يتساءل الأوكرانيون عن المدة التي يمكن أن يستمر فيها الهجوم الروسي، وما إذا كان بإمكان أوكرانيا عكس دفة الحرب وشن هجوم مضاد، ومتى يمكن أن يحدث ذلك.

وقال قائد القوات البرية الأوكرانية الخميس الماضي إن الهجوم الروسي على مدينة باخموت التي تشهد أكبر معارك الحرب يبدو أنه يفقد زخمه وأن كييف قد تشرع في الهجوم «قريبا جدا».

الى ذلك، اعتبر دميتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أن الجيش الذي يجمع بين التجنيد الإلزامي والتعاقدي يلبي احتياجات روسيا على أكمل وجه، وأكد ضرورة زيادة عديد القوات المسلحة ليصبح عديدها 1.5 مليون شخص على الأقل من 1.15 مليون حاليا بحلول 2026.

وكانت وسائل اعلام غربية كشفت سعي الجيش الروسي إلى تجنيد 400 ألف جندي متعاقد خلال العام الجاري، لتجديد صفوف قواته التي استنزفت في الحرب بأوكرانيا.

وفي سياق متصل، اقترح رئيس البرلمان الروسي فياتشيسلاف فولودين أمس حظر إجراءات المحكمة الجنائية الدولية في البلاد، بعد أن أصدرت المحكمة مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متهمة إياه بارتكاب جرائم حرب. وأضاف أن الولايات المتحدة سنت قوانين تمنع محاكمة مواطنيها أمام المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا، وأنه يتعين على روسيا فعل المثل. وحذر مسؤولون روس من أن أي محاولة لاعتقال بوتين الذي يرأس البلاد منذ اليوم الأخير من عام 1999، ستكون إعلانا للحرب على أكبر قوة نووية في العالم. وهناك قوى كبرى مثل روسيا والولايات المتحدة والصين ليست أعضاء في المحكمة التي يضم نظامها (نظام روما الأساسي) 123 دولة من بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبعض الجمهوريات السوفيتية السابقة مثل طاجيكستان.