في اليوم الثاني من زيارته التاريخية لموسكو، والتي حظيت بمتابعة دقيقة حول العالم، قرر الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس، إخراج نظيره الروسي فلاديمير بوتين من عزلته الدولية المتزايدة منذ بدء حرب أوكرانيا، بدعوته لزيارة بكين في مايو، تزامناً مع الكشف عن طبخة استثمارية تشمل مشاريع مشتركة قيمتها 165 مليار دولار وإمدادات غاز يومية قياسية.

وغداة محادثات مطولة استمرت 4 ساعات ونصف الساعة، عقد الرئيسان، أمس، لقاء قمتهما الرئيسية في «الكرملين»، أمس، وناقشا مجموعة من القضايا، أهمها العلاقات الثنائية والاقتصاد والوضع الدولي والأزمة الأوكرانية، وشهدا توقيع 10 وثائق مشتركة، منها «البيان المشترك لتعميق الشراكة والتفاعل الاستراتيجي للدخول في حقبة جديدة»، و»بيان خطة التنمية للمجالات الرئيسية للتعاون الاقتصادي 2030».

Ad

وبعد اجتماع مغلق ومحادثات موسّعة، عرض بوتين وشي نتائج قمّتهما في موسكو، وأوضح بوتين أن المحادثات أسفرت عن وثيقتين مهمتين تشكّلان قاعدة للتعاون.

وتعهّد بوتين بتأمين كل ما يحتاجه الاقتصاد الصيني في مجال الطاقة، بما فيه القطاع النووي، وعرض تسهيل عمل الشركات الصينية في روسيا بدلا من الشركات الغربية التي غادرتها.

وأكد بوتين الاتفاق على جميع معايير خط أنابيب «قوة سيبيريا – 2»، وإنشاء هيئة عمل لمشروع «طريق بحر الشمال»، مشيراً إلى أن نحو ثلث العلاقات التجارية مع الصين تتم باستخدام العملات الوطنية، والتبادل التجاري سيرتفع 30 بالمئة، مع فرصة لمشاريع مشتركة بقيمة 130 مليار دولار.

بدوره، أوضح شي أنه يعمل على تحديث أهداف الشراكة الكاملة مع روسيا حتى عام 2030، مؤكداً التوصل إلى نتائج ملموسة لتطوير التعاون وتعزيز التنسيق.

وقبل بدء الجولة الثانية من محادثاته في «الكرملين»، زار شي مقر حكومة موسكو واجتمع مع رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، مشيراً إلى أنه أعطى أوامر لرئيس حكومته، لي كيانغ، لمواصلة إعطاء الأولوية للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين القوتين الكبيرتين الصين وروسيا.

وكشف ميشوستين، خلال استقباله شي أمس، عن طبخة استثمارية قيمتها 165 مليار دولار لتعزيز التعاون الاستراتيجي، إضافة إلى إمدادات غاز يومية قياسية عبر خط أنابيب سيبيريا.

وأشار إلى أن توسيع التعاون المبتكر سيعزز السيادة التكنولوجية لروسيا والصين، وأكد أنه يجري إعداد مشاريع جديدة من شأنها زيادة حركة المرور بشكل كبير على طول مسارات الطرق العابرة لسيبيريا وآسيا.

في هذه الأثناء، أعلنت شركة غازبروم، أمس، تسليم شحنات يومية قياسية إلى بكين عبر خط أنابيب سيبيريا الذي يمرّ في الشرق الأقصى الروسي باتجاه شمال شرق الصين.

ولأول مرة، دعا شي قادة الجمهوريات السوفياتية السابقة لزيارة الصين في مايو، التي عزّزت وجودها في المنطقة مع انشغال روسيا - التي تعتبر آسيا الوسطى ساحتها الخلفية منذ منتصف القرن التاسع عشر، وتملك نفوذاً كبيراً فيها - بحرب أوكرانيا.

يأتي ذلك مع بدء رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، زيارة نادرة لم يُكشف عنها مسبقاً إلى العاصمة الأوكرانية، لينقل إلى الرئيس فولوديمير زيلينسكي، احترامه لشجاعة ومثابرة الشعب الأوكراني في الدفاع عن وطنه، والتعبير عن التضامن والدعم المستمرّ من جانب اليابان و«مجموعة السبع» التي يستضيف قادتها هذا العام.

وقبل زيارة أول رئيس حكومة ياباني لمنطقة نزاع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن اثنتين من قاذفاتها الاستراتيجية القادرة على حمل أسلحة نووية حلّقتا فوق بحر اليابان لأكثر من 7 ساعات.

إلى ذلك، أعلنت أوكرانيا، أمس، تدمير صواريخ كروز روسية من طراز كاليبر-إن كاي أثناء نقلها على السكك الحديد في القرم، في خطوة نفتها موسكو، مؤكدة أنها صدّت هجومًا بمسيّرات على شبه الجزيرة التي ضمتها في 2014، وقام بوتين بزيارة مفاجئة لها يوم السبت.

وفي تحوّل جديد، تعهّد نائب وزير الدفاع البريطاني، أنابيل غولدي، بنقل القذائف الخارقة للمدرعات تحوي اليورانيوم المخصب إلى كييف، تزامناً مع تسريع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خطة تزويدها بدبابات أبرامز.