في تدشينٍ لمسارٍ من المتوقع أن ينتهي بالتطبيع الكامل للعلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا، أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، أول زيارة من نوعها منذ 10 سنوات للقاهرة، حيث أجرى مباحثات مع نظيره المصري سامح شكري، وأُعلِن خلالها مساعي للقاء مرتقب بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب إردوغان، وهو لقاء كان متوقعاً في أبوظبي قبل أسابيع، لكنه تأجّل بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرق تركيا.

وقال شكري، في مؤتمر صحافي مشترك، إن المباحثات كانت معمّقة وشفافة وصريحة، في ظل وجود إرادة سياسية وتوجيهات من السيسي وإردوغان لإطلاق مسار التطبيع الكامل بين البلدين، مشيراً إلى ضرورة استعادة العلاقات على مستوى السفراء بين البلدين، لأن تطبيعها سيؤدي إلى «توسيع رقعة التعاون» بين الجانبين.

Ad

وأوضح أن المباحثات تناولت كذلك الأوضاع الإقليمية، سواء المتعلقة بالقضية الفلسطينية، أو ملفات سورية وليبيا والعراق، والاتفاق الأخير على استئناف العلاقات بين إيران والسعودية، وتداعيات الأزمة الروسية- الأوكرانية.

بدوره، قال وزير الخارجية التركي: «اعتباراً من الآن فصاعداً سيتم اتخاذ خطوات إيجابية، وعلى كل طرف إجراءات عليه تنفيذها، ونحن نبحث ما هو على كل دولة أن تقدمه لهذا المسار، ولذا يجب أن تكون بيننا لقاءات ومشاورات مستمرة، ونحث شركاتنا على زيادة الاستثمارات التركية في مصر، وهو الموضوع الأساسي».

وبينما أشار إلى أن تركيا ومصر «دولتان حساستان في المنطقة، وتلعبان دوراً ريادياً لحل العديد من القضايا»، أكد جاويش أوغلو أن «هناك توافقاً بين البلدين في العديد من القضايا، مع وجود تباين في وجهات النظر تجاه بعض القضايا الأخرى، لكنّ لجميع الأمور حلولاً إذا ما كانت الدبلوماسية هي السائدة».

وجاءت زيارة جاويش أوغلو بالتزامن مع حراك مصري لافت، إذ أعلن وزير النقل المصري كامل الوزير، أمس، توقيع اتفاق مع مجموعة موانئ أبوظبي لإدارة وتشغيل محطة متعددة الأغراض في ميناء سفاجا المطل على البحر الأحمر.

كما أعلنت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء المصرية، أمس، بدء نقل أول قطعة نووية في تاريخ مصر من روسيا، في أحدث خطوة تعمّق من التعاون المصري- الروسي، في ظل توتر علاقات موسكو بمعظم العواصم الغربية، في حين اختتم رئيسا الأركان المصري والقطري أمس الاجتماع الأول للجنة العسكرية المصرية- القطرية المشتركة، وتم التأكيد على أهمية زيادة التعاون في المجالات العسكرية.

يأتي كل ذلك عشية انطلاق اجتماع شرم الشيخ الخماسي، لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وسبل التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بمشاركة ممثلين من الولايات المتحدة ومصر والأردن، فضلاً عن إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وهو الاجتماع الثاني في هذا الإطار بعد اجتماع مدينة العقبة في فبراير الماضي.

وعبّرت مصادر مصرية مطلعة لـ «الجريدة» عن أملها أن يشكل اجتماع شرم الشيخ فرصة للتهدئة في الأراضي الفلسطينية قُبيل بدء شهر رمضان الكريم.