مثُل رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان أمام محكمة في إسلام آباد التي استمعت إلى أقواله في التهم بالفساد الموجهة اليه، وسط اشتباكات عنيفة خارج المحكمة، في وقت تمكنت شرطة ولاية البنجاب أخيراً من اقتحام مقر إقامته في منطقة زمان بارك الراقية، وألقت القبض على أكثر من 60 من موظفي حزب حركة الإنصاف الذي يتزعمه.

وبعد أسبوع من المواجهات والاشتباكات العنيفة مع أنصار خان، أطلقت الشرطة، التي فشلت في اعتقاله عدة مرات، عملية شاملة على منزله في لاهور لإزالة خيام لمؤيديه، مؤكدة أنها تعرّضت لإطلاق نار مباشر، وقنابل حارقة من داخل المسكن.

Ad

وقبل العملية، أغلقت السلطات أجزاء من العاصمة إسلام أباد، اليوم، ونشرت الآلاف من قوات الأمن، استعداداً لجلسة الاستماع.

وأمر قائد شرطة إسلام أباد، أكبر نصير، بنشر 4000 عنصر من قوات الأمن بالعاصمة، وأوصى السكان بالقرب من مجمع المحاكم بالبقاء داخل منازلهم، كما تم حظر الأنشطة السياسية والتجمعات.

ولدى وصول مسيرة بطل الكريكيت السابق (70 عاماً) لإسلام آباد، اشتبك أنصاره مع الشرطة وحاولوا اقتحام المجمع القضائي في العاصمة.

وأصدرت محكمة إسلام أباد الشهر الماضي قراراً بتوقيف خان، الذي أطيح به من منصبه العام الماضي، إثر تصويت بسحب الثقة، لكنه تحصّن على مدار أسابيع بالمجمع السكني وسط مؤيديه شرق مدينة لاهور.

وفي مقطع فيديو سجّله على الطريق السريع، قال خان، الذي وافق على المثول أمام جلسة الاستماع، بعدما رفضت المحكمة طلب إلغاء توقيفه، «أنا ذاهب إلى محكمة إسلام أباد الآن. أريد أن أخبركم جميعاً أنهم وضعوا خطة لاعتقالي». وفي تغريدة قبل مغادرته منزله، كتب خان: «حياتي مهددة أكثر من ذي قبل»، مهدداً برد فعل قوي جداً في جميع انحاء باكستان على اعتقاله أو أي محاولة لاغتياله.

وأوضح خان، الذي أصيب بطلق ناري بتجمّع انتخابي في نوفمبر، أنه يواجه 94 قضية، وأنه شكّل لجنة لقيادة «الإنصاف» في حالة اعتقاله، متهماً خصومه السياسيين والجيش بالسعي لمنعه من خوض الانتخابات المقررة في وقت لاحق هذا العام.

واعتبر رئيس الوزراء شهباز شريف أن تصرفات خان الغريبة خلال الأيام الماضية تكشف ميوله الفاشية، مؤكداً أن تحركاته المتشددة شملت استخدام الشعب كدروع بشرية وإلقاء قنابل حارقة على الشرطة.