استفاق المارد النرويجي إيرلينغ هالاند من قمقمه، وسجَّل خماسية قياسية في فوز فريقه مانشستر سيتي الإنكليزي على لايبزيغ الألماني 7-صفر، والعبور إلى الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا، الثلاثاء، في حين استدرج إنتر الإيطالي بورتو البرتغالي إلى التعادل السلبي، ليتأهل على حسابه.

وضرب «الإعصار» هالاند بقوة، بتسجيله خماسية قياسية (22 من ركلة جزاء، 24,45+2,54، و57)، وأضاف الألماني إيلكاي غوندوغان (49)، والبلجيكي كيفن دي بروين (90+2) الهدفين الآخرين، ليتأهل سيتي على حساب لايبزيغ، بفوزه 8-1 في مجموع المباراتين.

Ad

وكان الجزائري رياض محرز افتتح التسجيل لأبطال إنكلترا في ألمانيا ذهاباً، قبل أن يرد لايبزيغ قبل ثلث ساعة من النهاية بهدف المدافع الكرواتي يوسكو غفارديول، الذي قدَّم أوراق اعتماده أمام العالم في مونديال قطر 2022.

ولم يخسر فريق غوارديولا في مبارياته التسع الأخيرة في جميع المسابقات، محققاً سبعة انتصارات وتعادلين.

ولا يزال سيتي يلهث خلف باكورة ألقابه في دوري الأبطال، وغازله عندما وصل إلى النهائي للمرة الأولى عام 2021 وسقط أمام تشلسي. أما الموسم الماضي، فخرج من نصف النهائي على يد ريال مدريد الإسباني بمواجهة مجنونة انتهت 6-5 في مجموع المباراتين.

ويدرك بطل إنكلترا أربع مرات في المواسم الخمسة الأخيرة أن الصراع على «البريمييرليغ» سيكون صعباً هذا الموسم، إذ يتأخر بفارق خمس نقاط عن أرسنال المتصدر قبل 11 مرحلة من النهاية.

بدأ سيتي المباراة بهجوم ضاغط حصر فيه اللعب في جهة الضيف الألماني.

وبهذا الضغط، تحصَّل «سيتيزنس» على ركلة جزاء في الدقيقة الحادية والعشرين، ترجمها هالاند بنجاح إلى يسار الحارس (22).

وسرعان ما أضاف النرويجي الهدف الثاني، بعدما سدد دي بروين، الذي غاب عن لقاء الذهاب للإصابة منذ ثلاثة أسابيع، كرة صاروخية ارتطمت بالعارضة، وتابعها هالاند برأسه في الشباك (24).

ووقَّع هالاند على «الهاتريك» قبل نهاية الشوط الأول، بعد دربكة أمام المرمى (45+2).

ومع افتتاح الشوط الثاني، سجل غوندوغان الهدف الرابع، بتسديدة أرضية زاحفة (49)، قبل أن يضيف هالاند الخامس بسهولة (54).

وأحرز هالاند خماسيته بالهدف السادس لسيتي (57)، بعدما تابع تسديدة من السويسري مانويل أكينجي صدها الحارس.

واختتم دي بروين مهرجان أهداف سيتي بتسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء، ليوقّع على الهدف السابع (90+2).

إنتر يطيح بورتو

وبلغ إنتر الدور ربع النهائي أيضاً للمرة الأولى منذ 12 عاماً، بانتزاعه التعادل السلبي من بورتو البرتغالي، الثلاثاء، في عقر دار الأخير، ملعب دراغاو.

وكان إنتر خرج فائزاً 1-صفر ذهاباً الشهر الماضي.

ويعود آخر ظهور للنيراتسوري في هذا الدور إلى موسم

2010-2011 عندما خرج بطريقة مفاجئة أمام شالكه الألماني، بعد عام فقط من تتويجه باللقب على حساب بايرن، بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، عندما أحرز الثلاثية، ليضيفه إلى لقبين آخرين عامي 1964 و1965.

خاض بورتو، بطل المسابقة عامي 1987 و2004، المباراة في غياب قطب دفاعه المخضرم البرتغالي بيبي (40 عاماً) في اللحظة الأخيرة، في حين غاب زميله أوتافيو عن المباراة لطرده في لقاء الذهاب بين الفريقين في ربع الساعة الأخير.

في المقابل، قرر مدرب إنتر، سيموني إينزاغي، إشراك المهاجم المخضرم البوسني إدين دجيكو أساسياً، كما فعل في مباراة الذهاب على حساب البلجيكي روميلو لوكاكو، الذي نزل بديلاً عنه في المباراة الأولى وسجل هدف المباراة الوحيد، ولعب إلى جانب دجيكو المهاجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيس.

بدأ بورتو المباراة ضاغطاً، في محاولة لتعديل نتيجة الذهاب، وسدد الكولومبي ماتيوس أوريبي كرة قوية من 25 متراً تصدى لها حارس إنتر، الكاميروني أندري أونانا، ببراعة بأطراف أصابعه بعد مرور 3 دقائق.

ورد دجيكو بتسديدة زاحفة ارتمى عليها حارس بورتو دييغو كوستا (23).

وهدأ إيقاع اللعب في الدقائق العشرين من الشوط الأول من دون أي خطورة حقيقية على مرمى الفريقين.

وجاء سيناريو الشوط الثاني مماثلاً: ضغط من بورتو، ودفاع مستميت من إنتر، مع اعتماده على الهجمات المرتدة. وشارك لوكاكو في الدقيقة 70 بدلاً من دجيكو.

وتدخل أونانا مجدداً، ليحرم الصربي ماركو غرويتش من هدف، إثر تسديدة زاحفة بيسراه (76). وفي ربع الساعة الأخير نجح إنتر في قيادة المباراة إلى بر الأمان وحسم التأهل.

يُذكر أن جار إنتر، ميلان، نجح أيضاً في بلوغ ربع النهائي، بإزاحته توتنهام الإنكليزي بالطريقة ذاتها، بفوزه عليه ذهاباً 1-صفر، وتعادله معه سلباً إياباً.

النجم النرويجي إيرلينغ هالاند

هالاند: كنت أتمنى تسجيل «دبل هاتريك»

أكد النجم النرويجي إيرلينغ هالاند، مهاجم مانشستر سيتي الإنكليزي، أمس الأول، بعد تألقه المذهل وتسجيل 5 أهداف «ميغا هاتريك»، في انتصار فريقه العريض (7-0) على لايبزيغ الألماني، في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، أنه كان يرغب في تسجيل «دبل هاتريك»، مضيفا: «أعشق هذه البطولة. تسجيل 5 أهداف من أجل الفوز 7-0 أمر مذهل».

وأكد صاحب الـ22 عاما، عند سؤاله حول هدفه الأفضل في اللقاء، «لكي أكون صريحا، لا أتذكر كيف سجلت الأهداف»، متابعا: «تسجيل الأهداف هو سر قوتي، لا أفكر حتى في الكثير من الأهداف، أسجلها فحسب، فكرت فقط في التسجيل عند تسديد ركلة الجزاء، وهكذا في كل هدف، فقط يجب أن أكون سريعا في تفكيري».

ورغم أن النجم الشاب كان على أعتاب دخول تاريخ البطولة، بأن يصبح أول لاعب يسجل 6 أهداف في مباراة واحدة، فإن مدربه الإسباني بيب غوارديولا استبدله في اللقاء، وقال في هذا الصدد: «عندما أخرجني، قلت له إنني كنت أرغب في تسجيل دبل هاتريك».

وأردف: «نعمل كثيرا في التدريبات على الضغط. لاسيما على ملعبنا، يجب أن نضع المنافسين تحت ضغط باستمرار، لأننا نجيد استعادة الكرة في الأمام. هذا كان جزءا من الخطة».

بهذه الخماسية، يضرب النجم النرويجي الشاب أكثر من عصفور، حيث إنه قفز بها إلى 10 أهداف في البطولة، واقتنص صدارة الهدافين، كما أنه رفع محصلته الإجمالية مع السيتي هذا الموسم إلى 39 هدفا، بواقع 28 في البريميير ليغ، و10 في «التشامبيونز ليغ»، وهدف في كأس الرابطة الإنكليزية.

مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا

غوارديولا يبرر سبب استبداله

برر مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا استبداله للنجم النرويجي إيرلينغ هالاند، في المباراة التي فاز بها فريقه على لايبزيغ الألماني بدوري الأبطال، وإحرازه خماسية وحرمانه من تسجيل المزيد، بالقول مازحا: «لو سجل 6 أهداف وهو لايزال بعمر الثانية والعشرين كان سيشعر بالملل في المستقبل، ولن يكون لديه حافز لتقديم المزيد».

وفي رده عما إذا كان استبدال هالاند كي لا يحطم رقم النجم الأرجنتيني ميسي، الذي سجل خماسية تحت قيادة غوارديولا أيضا، وكانت أمام باير ليفركوزن، أضاف: «لا أتذكر خماسية ميسي، ولكن أحاول أن أعطي الفرصة لأكبر عدد من لاعبي الفريق للمشاركة في المباريات، ولذلك أقوم بمعظم التبديلات».

وفيما يخص حظوظ مانشستر سيتي في الظفر بلقب دوري الأبطال هذا العام، أردف: «أنا دائما ما كنت فاشلا في هذه البطولة، حتى لو فزنا بها هذا الموسم».