تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس، بالعمل على تعزيز الأمن القومي وتحديث الجيش لحماية السيادة وإعادة توحيد تايوان، التي تخطط لتجهيز أسلحة للتعامل مع حصارها المرتقب خلال العام الحالي.

وفي خطابه الأول بولايته الثالثة الممتدة خمس سنوات، قال الرئيس الصيني، في ختام الدورة السنوية لمؤتمر الشعب الوطني، «علينا أن نعزز تحديث الدفاع الوطني والبناء العسكري بصورة شاملة، وأن نبني جيش الشعب ليكون جداراً عظيماً من الفولاذ، الذي يحمي بشكل فعّال السيادة الوطنية والأمن ومصالح التنمية».

Ad

وشدد شي، أمام نحو ثلاثة آلاف نائب تجمعوا في قصر الشعب، «الأمن هو أساس التنمية، في حين أن الاستقرار شرط أساسي للازدهار».

ووافق مؤتمر الشعب هذا العام على زيادة الإنفاق العسكري بنسبة 7.2%، وهي زيادة أعلى نسبياً من الزيادة المخطط لها في مجموع النفقات.

وفي جزء آخر من خطابه، تناول الرئيس الصيني خططه لـ»الوحدة» مع تايوان، كما انتقد «القوى الخارجية» التي تتدخّل فيها والأنشطة الانفصالية الرامية لاستقلال الجزيرة.

وقال شي، على وقع التصفيق الأكبر خلال الخطاب، «يجب علينا تنفيذ الاستراتيجية الشاملة للحزب لحل قضية تايوان في العصر الجديد، والتمسك بمبدأ الصين الواحدة وتوافق الآراء الذي تم التوصل إليه عام 1992، والعمل بفعالية على تعزيز التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق».

وشدد الرئيس الصيني، الذي تعهد أيضاً بالعمل على تعزيز الاستقرار في هونغ كونغ وماكاو، على «المضي قدما بثبات في عملية إعادة توحيد تايوان مع الوطن الأم».

في هذه الأثناء، تخطط تايوان لتجهيز أسلحة للتعامل مع حصار مرتقب من الصين عام 2023، في استجابة نسبية لدعوات رئيس العمليات البحرية الأميركية الأدميرال مايك جيلداي لجيش الولايات المتحدة للاستعداد لاحتمال غزو الجزيرة هذا العام وليس في عام 2027.

وتسعى تايوان للحصول على معلومات من الصين بشأن جندي اختفى على جزيرة إردان الأسبوع الماضي وظهر في البر الرئيسي، في حالة تقول، إنها قد تكون انشقاقاً محتملاً.

وقال تشيو تاي سان، رئيس مجلس شؤون البر الرئيسي في تايوان، إن الجندي ثبت أنه موجود في الصين ومنظمة تايوانية شبه رسمية اتصلت بالسلطات الصينية بشأن الحادث ونأمل أن تعلن عن التفاصيل في أقرب وقت ممكن.

إلى ذلك، انتقد رئيس الوزراء الصيني الجديد لي تشيانغ أمس «تطويق الصين وقمعها» من جانب الولايات المتحدة، معتبراً أن ذلك «ليس مفيداً لأي أحد».

وفي أول مؤتمر صحافي له، دعا تشيانغ إلى زيادة التعاون بين بكين وواشنطن، مؤكداً أن أكبر قوتين في العالم مرتبطتين ارتباطاً وثيقاً اقتصادياً وتجارياً.

وكرر تشيانغ اتهامات شي بأن الولايات المتحدة تريد منع صعود الصين في العالم من خلال الاحتواء والعزلة، لكنه استخدم نبرة تصالحية تجاه واشنطن مقارنة بالرئيس ووزير الخارجية شين جانغ.

وتوترت العلاقات بين خلال الأشهر الأخيرة جراء إسقاط واشنطن منطاداً زعمت أن بكين تستخدمه للتجسس في مجالها الجوي، مما زاد من التوترات الناجمة عن مطالبات بكين بشأن تايوان من بين أمور أخرى.

وعلى الصعيد الاقتصادي، حذر شيانغ من أنه سيكون من الصعب على الصين أن تحقق هذه السنة هدفها للنمو البالغ «حوالي 5%»، أحد أدنى مستويات النمو منذ عقود في القوة الاقتصادية الثانية في العالم، مؤكداً أن» الأمر سيتطلب الكثير من الجهود».

وأكد التزام الصين بحماية حقوق المستثمرين واستمرار دعم القطاع الخاص، مشيراً إلى أن الشركات الخاصة ستتمتع ببيئة أفضل ومساحة أوسع للتنمية.