رغم الدعم الأميركي المنقطع النظير لأوكرانيا في حربها ضد القوات الروسية، جدد مسؤولون أميركيون انتقاداتهم للاستراتيجية القتالية التي تعتمدها كييف، خصوصاً الاستماتة في الاحتفاظ بمدينة باخموت شرق البلاد، والإصرار على مهاجمة شبه جزيرة القرم، فضلاً عن قضية تفجير خطي أنابيب الغاز نوردستريم 1 و2.

وبحسب صحيفة «بوليتيكو» الأميركية، أكد أكثر من 10 مسؤولين ومشرّعين وخبراء أميركيين، أمس، وجود تباين في هذه الملفات، ونقلت عن مسؤولَين في البيت الأبيض، أن واشنطن نصحت السلطات الأوكرانية بالتخلي عن مدينة باخموت، لاستنزافها كل الموارد، لكنها رفضت ذلك.

وأشار المسؤولان إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن ترى أن معركة باخموت ستحُد من قدرة القوات الأوكرانية على شن هجوم مضاد في الربيع، ولفتا إلى أنه تم إبلاغ أوكرانيا أن مهاجمتها للقرم ستعقد فرص الحل، لكنها رغم ذلك مضت بضرب الجسر الذي يربط بين الأراضي الروسية وشبه الجزيرة قبل أشهر، وهو ما أطلق موجة تصعيد روسية مستمرة.

واعتبرا أن كييف لم تظهر امتناناً كافياً للدعم الأميركي العسكري الكبير، الذي انطلق منذ فبراير من العام الماضي عند اقتحام القوات الروسية للأراضي الأوكرانية.

من جهته، أوضح مشرع أميركي أن هناك انقساماً بين الإدارة والجيش حول نوع الأسلحة التي يجب إرسالها، خصوصا الصواريخ الموجهة بعيدة المدى.

وفي تفاصيل الخبر:

واصلت القوات الأوكرانية، أمس، الدفاع عن مدينة باخموت شرق أوكرانيا، بهدف «كسب الوقت»، قبل أن تشنّ هجوماً مضاداً في مواجهة تقدّم القوات الروسية التي تحاول منذ الصيف الاستيلاء عليها، على الرغم من خسائر فادحة، في وقت جدد مسؤولون أميركيون انتقادهم لكييف لتمسُّكها بهذه المدينة، رغم نصائح أميركية مخالفة.

وقال قائد القوات البرية للجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي «الأبطال الحقيقيون هم المدافعون الذين تقع الجبهة الشرقية على عاتقهم»، مضيفاً: «يجب كسب الوقت لتجميع احتياطي وشنّ هجوم مضاد، وهو ليس بعيداً».

Ad

وفي وقت سابق، أعلن وزير الداخلية الأوكراني، إيهور كليمينكو، قرب الانتهاء من تشكيل ألوية هجومية جديدة، تُعرف أيضاً باسم الحرس الهجومي، وهدفها مساعدة الجيش على تحرير الأراضي المحتلة.

الى ذلك، أكد أكثر من 10 مسؤولين ومشرّعين وخبراء أميركيين لصحيفة بوليتيكو الأميركية، وجود تباين في عدد من الملفات بين واشنطن وكييف، لاسيما القتال المستميت عن مدينة باخموت، فضلاً عن قضية تفجير خطَّي أنابيب الغاز «نورد ستريم».

وأوضح مسؤولان في البيت الأبيض للصحيفة أن واشنطن نصحت كييف بالتخلي عن باخموت، لاستنزافها الموارد كافة، لكنّ السلطات الأوكرانية رفضت ذلك، وهو ما قد يحد من قدرة القوات الأوكرانية على شنّ هجوم مضاد.

ولفت المسؤولان إلى أنه تم إبلاغ أوكرانيا بأن مهاجمتها للقرم ستعقّد فرص الحل، لكنها رغم ذلك مضت بضرب الجسر الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة قبل أشهر، وهو ما أطلق موجة تصعيد روسية لا تزال مستمرة.

ياتي ذلك غداة إعلان وزارة الدفاع البريطانية أن مجموعة فاغنر «سيطرت خلال الأيام الأربعة الماضية» على الجزء الأكبر من شرق باخموت. وقالت إن «القوات الأوكرانية تسيطر على غرب المدينة، وهدمت الجسور الرئيسية فوق النهر» الذي يعبرها.

بريغوجين

وفي تسجيل مصور، قال رئيس مجموعة فاغنر شبه العسكرية الذي يخوض مواجهة علنية مع القيادة العسكرية الروسية، خصوصاً من أجل الحصول على مزيد من الذخيرة وقذائف المدفعية، يفغيني بريغوجين، إن «أهم شيء هو الحصول على الكمية المناسبة من الذخيرة والتقدم»، مضيفاً: «نحتاج إلى 10 آلاف طن من الذخيرة شهرياً من أجل الانتصار في معركة باخموت».

وهاجم بريغوجين من جديد، علناً، وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، ووصفهما بنبرة ساخرة بأنهما «قائدان عسكريان استثنائيان».

وبالنبرة نفسها تابع الرجل، الذي لا يكفّ عن انتقاد استراتيجية القيادة العسكرية على الأرض، «أؤيد بالكامل وبالتأكيد كل جهودهما».

حرب أسماء وبعدما طلب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، من حكومته النظر في اقتراح لتغيير اسم روسيا إلى «موسكوفيا»، جاءه الرد سريعاً من موسكو في اقتراح مشابه، لكن لتغيير اسم أوكرانيا.

فقد اقترح الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف إعادة تسمية أوكرانيا «امبراطورية الخنازير بانديرا»، على اسم النازي القومي الأوكراني الشهير ستيبان بانديرا.

ووقّع آلاف الأوكران على عريضة لتغيير اسم «روسيا»، بذريعة أنه يوفر لموسكو أسباباً «لمزيد من التعدي» على تاريخ «كييف روس»، وهي دولة من القرون الوسطى ترجع أصول روسيا وأوكرانيا إليها. ويزعم كل من الروس والأوكرانيين ‏أنهم الورثة الشرعيون الحقيقيون لإرث «كييف روس».

حماية المدن الروسية

في غضون ذلك، أفادت وزارة الدفاع البريطانية بأن القيادة الروسية تحمي بصورة كبيرة الأغنياء والسكان في مدنها الرئيسية من تداعيات الحرب في أوكرانيا.

وكتب محللو وزارة الدفاع: «مع استمرار روسيا في تكبّد خسائر بشرية، فإن التأثير يختلف بصورة كبيرة، حيث لم تتأثر أسر النخبة في مدينتي موسكو وسان بطرسبرغ، في حين تزداد حالات الوفاة بمعدل أعلى 30 مرة بعدة مناطق بشرق روسيا عما يتم تسجيله في العاصمة».

وقالت «الدفاع» البريطانية: «هناك مناطق يتعرّض فيها أفراد الأقليات العرقية لأكبر الأضرار، ففي استراخان وقعت 75 بالمئة من الخسائر البشرية في صفوف أفراد منطقتي كازاج وتتار».